اختتم منتدى الغد الثاني 2011 أعماله الثلاثاء الماضي، بعد أن سجل حضوراً قوياً في الوسط الشبابي والإعلامي، عبر طرح عدد من الرؤى والأفكار، إلى جانب إطلاق عدد من المبادرات التي تتعلق بشؤون الشباب وقضاياهم. وقدّمت سمو الأميرة نوف بنت فيصل بن تركي، رئيس مؤسسة منتدى الغد، شكرها وتقديرها لداعمي هذا المنتدى، مؤكدة في الوقت نفسه، أن جميع من شارك في هذا المنتدى، هم أسرة منتدى الغد، وأثنت على القائمين والمشاركين نظير ما قدموه من إثراء للساحة الشبابية بفكرهم وأعمالهم المميزة، بعد أن استهلت خطابها الختامي بقصيدة شعريّة عن الشباب للأمير الراحل عبدالله الفيصل بن عبدالعزيز. وفي الوقت الذي شهدت فيه فعاليات منتدى الغد الثاني 2011، فعاليات مختلفة من حوارات وأطروحات، وإطلاق عدد من المبادرات، حضرت أنشطة الشباب التطوعية في أروقة المنتدى، في معرض لأبرز الأعمال التطوعية في المملكة. المعرض الذي ضم ما يقارب عشرة أجنحة لأنشطة شبابية تطوعية مختلفة، تشكل أبرز أنشطة الشباب التطوعية في البلاد، يبرز الجهود الشبابية في العمل التطوعي، الذي بدأت تتشكل ملامحه في السنوات الأخيرة. وكان نادي "حياة" للعمل التطوعي، الذي يندرج تحت لواء جامعة الملك سعود، أحد الحاضرين في معرض الأعمال التطوعية، مستعرضاً أنشطته التي امتدت من أزمة الحدّ الجنوبي، والمدينة المنوّرة، وصولاً إلى جمهورية الهند، حيث كان الأخير ضمن برنامج التطوع الدولي في دولة الهند العام الماضي. إلى جانب ذلك، كان فريق "وجهة"، المشارك في المعرض، قد طرح عدداً من المشاريع التي قام بها في مجالات مختلفة، حيث قام الشباب اللقائمين على الفريق، على عمل برنامج خفيفة بمشاركة الأهالي، والمشاركة في المناسبات الوطنية، وإعداد الحقائب المدرسية للأطفال المحتاجين، ووجبات منزلية من خلال الأمهات لتوزيعها على الفقراء، إلى جانب عدد من الأنشطة والفعاليات الخيرية. الأنشطة الشبابية التطوعية، لم تقتصر على الأعمال الخيرية والإغاثية فحسب، حيث حرصت مجموعات أخرى على تعزيز الوعي الثقافي لدى الشباب، حيث تتشكل مجموعة "إقرأني" من مجموعة من الأشخاص يتفقون على قراءة كتاب محدد، أياً كان مجال طرح الكتاب، ثم يجتمعون للنقاش حوله، لإثراء الأفكار والنقاشات حول الكتاب وأطروحاته. وضمن أنشطة جامعة الملك سعود، المتمثلة في عمادة السنة التحضيرية، يشارك فريق "كن إيجابياً"، الذي يسعى في أن يكون أنموذجاً رائداً في العمل التطوعي للطالب الجامعي في المملكة العربية السعودية، عبر الانطلاق من فلسفة قوامها رؤية الأمور والابتعاد عن التشاؤم والنظر إلى الجانب المشرق في التحديات، والاهتمام بالفرص المتاحة وتضيفها بصورة مناسبة، وإقامة الحياة الإيجابية الناجحة والسعيدة. "خميسية التغيير"، كانت أنموذجاً ناجحاً على الأنشطة الشبابية التطوعية، حيث تقوم على فكرة إقامة لقاء أسبوعي، يجمع الشباب صباح كل خميس لمناقشة قضايا ثقافية وتطوعية وتطويرية تهم الشباب، تهدف إلى زيادة الوعي الثقافي والفكري وإكساب الشباب مهارات قيادية وتطويرية. وتقدم أحد الفرق الشبابية، التي تأتي تحت اسم "الفرق الشبابية"، مبادرات مختلفة تخدم المجتمع وتنشر ثقافة العمل التطوعي وتعززه في المجتمع، تحت شعار "متعة العطاء"، حيث وظّف القائمون على هذا الفريق المتعة، كوسيلة للعمل التطوعي، من دون أن تنحصر مهامه على مجال محدد، تاركة مجال العطاء مفتوحاً لكل من يرغب بالمبادرة. ويشترك مع الأخيرة، في مجال الاهتمام، مجموعة "أولاد وبنات الرياض" التطوعية، التي كان لها إسهاماً في كارثة سيول جدة الأخيرة، حيث شارك من خلالها عدداً من أبناء مدينة الرياض، لمساعدة متضرري السيول، في مشهد يعزز من التلاحم الوطني بين أبناء البلد الواحد، إلى جانب عدد من الأنشطة التطوعية الأخرى. "ساكورا المملكة"، مجموعة شبابية ثقافية، تهدف إلى الثقافة بين شعب المملكة العربية السعودية، واليابان، انطلاقاً من الإيمان بالمشترك الإنساني، وتعمل لأن تكون جسراً ثقافياً رابطاً بين البلدين، من خلال عدد من الأنشطة التي تقيمها المجموعة بشكل طوعي، عبر العمل الجماعي المشترك بين الطرفين. ومن ضمن مبادرات مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، من خلال اللجنة الشبابية في المركز، يأتي برنامج "بيادر"، لتفعيل الدور التطوعي في نشر ثقافة الحوار في المجتمع، حيث أقام البرنامج عدداً من الفعاليات المختلفة، وتقوم عبر أنشطة وفعليات مختلفة، بتعزيز ثقافة الحوار ونشرها بالوسائل والإمكانات المتاحة. وتعمل إحدى المجموعات التطوعية الشبابية الحاضرة في أروقة منتدى الغد الثاني 2011، على دعم ذوي الاحتياجات الخاصة، وذلك من خلال التواصل معهم ودعهم وتشجيعهم على الإنجاز، وتهدف إلى خدمة الإعاقة ودعم المعوقين نفسياً، وخصوصاً المعوقين حديثاً، لكونهم أشد حزناً وألماً، من خلال برامج ومواقف تعيد النظر إلى الحياة بتفاؤل وأمل، إلى جانب نشر ثقافة التطوع لخدمة هذه الفئة في المجتمع.