سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
العمليات القيصرية ... ارتفاع معدلاتها يلقي بمضاعفاتها على مناعة الطفل المستقبلية ! دواع طبية ، الخوف من الألم ، استغلال مراكز أهلية أو تسرع بعض الأطباء ؟
الجنين الطبيعي يكمل 37 أسبوعا داخل الرحم من أجل التوصل إلى نضجه و يتم اعتماد الجنين أثناء الحمل على مناعة الأم من خلال نقل الأجسام المضادة المناعية بين الأم والجنين عبر دم المشيمة وكذلك يتم نقل العناصر الغذائية اللازمة لبناء أعضاء الجنين المختلفة. في نهاية الحمل تحدث العديد من التغيرات الفسيولوجية والهرمونية والنسيجية على مستوى أنسجة الرحم وقناة الولادة لإعداد الطفل لولادة طبيعية وآمنة. . وحيث ان الطفل سوف ينتقل الى محيط وبيئة اخرى جديدة وغير آمنة نسبيا مقارنة برحم الأم فانه بحاجة إلى بعض العوامل المساعدة التي تكفل حمايته قبل ان يغادر جسم الأم . قبل ميلادنا .. الأمعاء لدينا خالية من الكائنات الحية الدقيقة . ولكن في وقت لاحق نتعرض لمجموعة متنوعة من البكتيريا والكائنات الحية الدقيقة الأخرى التي تهاجم اجسامنا منها ماهو ضار يعمل على استعمار الجهاز الهضمي والامعاء وبالتالي مهاجمة جهاز المناعة واصابة الشخص بالامراض ومنها ماهو مفيد حيث تقوم تلك الفئة على مساعدة الجهاز الهضمي في هضم الطعام ومعالجة السموم . هذه الكائنات موجودة في جميع أجزاء الجهاز الهضمي من الفم إلى فتحة الشرج ، ولكنها تتركز في الأمعاء. هناك أكثر من 400 نوع من البكتيريا المعوية ولكن عددا صغيرا فقط من بينها ، 30 حتي 40 نوعاً تمثل 99 ٪ من البكتيريا الموجودة في البشر . . يمكن تصنيف البكتيريا إلى 3 مجموعات ، أولا البكتيريا الجيدة المفيدة ، ثانيا البكتيريا الضارة و ثالثا الجراثيم المتعادلة او المحايدة . على الرغم من أن "البكتيريا" كلمة عادة لديها ارتباط سلبي ، فإن الغالبية من البكتيريا هي في الواقع مفيدة وضرورية وقد تكون احد روافد الصحة الجيدة للانسان بشكل عام .فهي توفر مساعدة وتعزيز وظيفة الجهاز الهضمي وكفاءة عمله ، مكافحة العدوى وتساعد على حماية وتجديد جدار الأمعاء. الميكروبات المحايدة لا تملك تأثيرا إيجابيا أو سلبيا . ولكن البكتيريا المسببة للأمراض يمكن أن تنتج مواد ضارة وتهيج بطانة الأمعاء والتسبب في حدوث بعض المضاعفات . هذه الانواع الثلاثة من البكتيريا تتنافس مع بعضها البعض أساسا على البقاء والتكيف في الامعاء والتعايش في محيطها . اثناء الولادة وعند مرور الجنين خلال عنق الرحم وبقناة المهبل فانه يتعرض الى العديد من تلك البكتيريا المفيدة والتي تسبح في تلك القناة والتي يتم دخولها الى جوف الجنين حيث تعطيه الحمايه من غزو البكتيريا الضارة التي قد تهاجمه مستقبلا . فكأن الاولى هي جرعة لقاح للثانية التي تشكل المرض الحقيقي . الرضاعة الطبيعية بدورها تعزز هذا الاتجاه لوجود هذا النوع من البكتيريا في حليب الام وتدعى تلك البكتيريا bifidobacteria ، ويمكن باتباع هذه الطرق التي فطر الله الناس عليها خفض كبير في إمكانية عدوى خطيرة أثناء فترة الطفولة ويستطيع الانسان ان يبدأ حياته بصحة متوازنة وحماية مسبقة .. كيف تؤثر العملية القيصرية على مناعة الطفل؟ أجريت أول عملية قيصرية بصورتها الحديثة بواسطة الطبيب الالماني " أدولف فرديناند" في 1881م. في العادة يتم اتخاذ قرار اجراء العملية القيصرية في الاحوال التي تكون فيها حياة الام او الجنين معرضين للخطر. في الاونة الاخيرة اصبحت العمليات القيصرية تجرى برغبة المريضة او قرار متسرع من قبل بعض الاطباء عند تأخر الولادة او في بعض الاحيان لضمان صحة الجنين وعدم ربط ذلك بالمضاعفات الناتجة من التخدير او النتائج اللاحقة والمستقبلية التي يمكن ان تواجهها الأم والطفل معا اثناء العملية ومابعدها . ففي السنوات الأخيرة ارتفع معدل اجراء العمليات القيصرية إلى مستوى قياسي يبلغ 46 ٪ في الصين وإلى مستويات 25 ٪ وما فوق في العديد من بلدان آسيا وأمريكا اللاتينية والولايات المتحدةالأمريكية. توصي منظمة الصحة العالمية أن لا يتجاوز معدل العمليات القيصرية 10 ٪ - 15 ٪ من جميع الولادات في البلدان المتقدمة. ومع ذلك ، في 2004 م، كان معدل اجراء العمليات القيصرية حوالي 20 ٪ في المملكة المتحدة ، في حين كان نسبة اجرائها 22،5 ٪ في كندا . تجرى تلك العمليات بشكل روتيني وطارئ خلال الليل والنهار على حد سواء . وتتعدد دواعيها كما ذكرنا آنفا حيث تتفاوت بين الحاجة الفعلية والطبية لذلك الى ان تصل الى رغبة المريضة في طريقة الولادة. في العام الميلادي 1900 تم عزل اول بكتيريا مفيدة تدعى bifobacteria من الجهاز الهضمي لطفل يرضع رضاعة طبيعية بواسطة الطبيب الفرنسي " تسيير هنري " والتي اكدت الدراسات اللاحقة دور تلك البكتيريا في الوقاية من العديد من امراض الحساسية والاسهال . تعتبر الرضاعة الطبيعية التغذية المتكاملة للرضيع، فحليب الام يحتوي على كل العناصر الغذائية التي يحتاجها الطفل و بالنسب التي يحتاجها. و قد أثبتت الدراسات و الأبحاث العلمية انه الأفضل للطفل أن يعتمد كليا على الرضاعة الطبيعية فقط خلال الستة اشهر الأولى من عمر الطفل كما أوصت بذلك منظمة الصحة العالمية. أهم فوائد الرضاعة الطبيعية 1. الفوائد و المزايا للأم: o تساعد الرضاعة الطبيعية على سرعة عودة الرحم للحجم الطبيعي قبل الحمل و الولادة. كذلك تساعد على منع حدوث نزيف ما بعد الولادة. وتلك الطبيعة تتناقض مع حدوث الولادة عن طريق العمليات القيصرية . o تعتبر وسيلة طبيعية لمنع الحمل حيث . يمكن الاعتماد على الرضاعة الطبيعية كوسيلة مساعدة لمنع الحمل خلال الستة أشهر الأولى بعد الولادة. 2. الفوائد و المزايا للطفل: o الرضاعة الطبيعية متوافرة في أي وقت، طازج، معقم، درجة حرارته مناسبة للطفل. o تتوافر فيه كل العناصر الغذائية المطلوبة للطفل مثل: البروتين: يحتوى لبن الأم على نوع من البروتين سهل الهضم للطفل. الدهون: يحتوى على الدهون الأساسية للشعر و الجلد و نمو الجهاز العصبي المركزي . الكربوهيدرات: يحتوى على السكر في صورة سكر اللاكتوز Lactose الضروري للامتصاص الجيد للكالسيوم و الفسفور والحديد، و كذلك ضروري لنمو اعضاء الطفل واكتمال نضجها . تحمى الرضاعة الطبيعية الطفل باذن الله من حدوث الالتهابات حيث يحتوى على عوامل تزيد من المناعة، مجموعة بروتينات مكونة من احماض امينية تعتبر مضادا طبيعيا للفيروسات، كما يحتوي على أجسام مضادة للفيروسات، أجسام مضادة من حدوث الحساسية. أثبتت الدراسات العلمية أن الرضاعة الطبيعية تقلل من فرص إصابة الطفل بالعديد من الأمراض في المستقبل مثل مرض السكر، أمراض القلب، الحساسية الصدرية، السمنة وامراض الشرايين . اجسام مناعية تحاصر الفيروس