سخّر الدفاع المدني الرقم (998) لتلقي بلاغات المواطنين، ونجدتهم، وتوعيتهم، وحماية أرواحهم وممتلكاتهم.. وعن هذا الرقم المهم توجهنا بطرح تساؤلاتنا إلى عدد من المواطنين، وكان سؤالنا الأول ما هو رقم الدفاع المدني، فأجاب كل من "أحمد الصالح" و "سليمان العلي النهابي" بالرقم الصحيح، أما "أبو مروان" فقد أجاب جازمًا وبكل ثقة 899 عاكساً الرقم، واحتجنا أن نوضح له أن ثقته لم تكن في محلها. أما عن تجربتهم في الإتصال بالخدمة، قال "الصالح": "جربتها مرة واحدة حين احترق منزل جاري وذهلت حقيقة ودون مجاملة لسرعة تواجد الدفاع المدني في موقع الحدث، كذلك سرعة الرد على الاتصال والتجاوب"، أما "النهابي" و"أبو مروان" فلم يسبق لهما الاتصال بالخدمة. وأشار "النهابي" إلى أنّ أبرز احتياجات الدفاع المدني دعمه بالآليات؛ التي تسهم في الوصول إلى المواقع بسهولة ويسر ودون عناء، فالرافعات مثلاً لا تتوفر في مراكز الدفاع المدني كثيراً، وقد تحتاج إلى الإستعانة بالمؤسسات الخاصة مما يعطل حركة العمل في الدفاع المدني، كما أنّ بعض أفراد الدفاع المدني يحتاجون إلى الدورات التدريبية ودورات لبعض الضباط للتعامل مع الجمهور، ومع التوسع الذي تشهده البلاد فإنّ الدفاع المدني بحاجة لفتح مراكز عدة في المدن والمحافظات الكبيرة؛ لتصل الفرق إلى المواقع بيسر وسهولة، كما أنها بحاجة لتكثيف التوعية مع المؤسسات التجارية؛ لتطبيق اشتراطات السلامة. وحول تدشين هذه الخدمة وتفاعل المواطنين معها، أشار المقدم "سامي الزيداني" -مدير قسم العمليات بالدفاع المدني بعنيزة- إلى أنّ الخدمة دشنت منذ بداية عمل الدفاع المدني، وقد كان تفاعل أفراد المجتمع معها أكثر من ممتاز، وعن ملاحظاته على تعامل الناس مع الخدمة قال: "أصبح تعامل الناس أكثر رقياً، فقد اختلفت نظرة الناس للخدمة الآن، بعد أن التصق في أذهانهم في الماضي تباطؤ الدفاع المدني للحضور للموقع المطلوب، ومما ألحظ أنه قد تردنا أحيانًا اتصالات من أشخاص هم ليسوا بحاجة لخدمات 998 ولسنا المعنيين في خدمتهم، وذلك ناتج عن قلة الوعي لدى البعض". وأضاف: هناك مثالاً لبعض الملاحظات، حيث إنّ أحدهم كان في رحلة إلى البر وعندما تعرض لمأزق ولم تتمكن مركبته من السير؛ هرع للاتصال بالدفاع المدني رغم أنّ ذلك لا يخصنا ولسنا المعنيين لنجدته، ولكن ومن باب الإنسانية لا نتأخر في تلبية ندائه خاصة إذا كان مصطحبًا لعائلته، كما نصح المواطنين بالاهتمام والدقة أكثر فنحن لخدمة الجميع ودقائقنا محسوبة ونسعى لاستغلالها بما يخدم أفراد المجتمع كافة. وحول مراحل تطور الخدمة، قال: "لقد اختلف أسلوب التعامل مع الحدث من حيث سرعة الوصول إلى الموقع في زمن قياسي، حيث تأخر الوصول في السابق لخمس عشرة دقيقة، وبمجرد ضغط الجرس تنطلق الفرقة للموقع في أقل من 15 ثانية، بعد تحديد غرفة العمليات للموقع، وتغيرت نظرة الناس تماماً فقد أثارت سرعتنا في الوصول للموقع دهشتهم، ففي السابق كان يعيقنا وجود مجموعة من أفراد الدفاع المدني كبار السن الأمر الذي كان يحد من سرعة تحركهم وانطلاقهم، أما في الوقت الراهن فالغالبية هم من فئة الشباب، وقد ساهم ذلك في سرعة تنقلهم وتوجههم في وقت قياسي"، مطالباً بأمر مهم جدًا وهو وصف الموقع بدقة وبطريقة واضحة عند التبليغ، للأسف أنّ البعض من النساء تتصل فتعطينا وصفًا غير واضح، وهذا يتحقق من خلال التوعية والاهتمام وتعاون أفراد المجتمع صغارًا وكباراً مع الدفاع المدني. وعن نسبة المكالمات الجادة إلى العبثية التي يتلقاها الرقم الخاص بالدفاع المدني يومياً، قال "الزيداني": "الحمد لله مجمل المكالمات صادقة تمثل 95% فالعابثة قليلة ولاتتعدى ال5% فقط، مع ملاحظة أنّ هناك مكالمات خاطئة وليست كاذبة بمعنى أنّ أحدهم يتصل يخبرك أن المنزل الفلاني تنبعث منه رائحة دخان، وقد رأى بنفسه الدخان، ثم يتبين لنا بأنّ الأمر لم يتعد إعداد وجبة عشاء عبارة عن شوي"، مضيفاً: لقد أصبحنا متمرسين واستطعنا بفضل من الله من خلال الخبرة كشف الكثيرين ممن حاولوا إساءة استخدام الخدمة. ويتعرض رجال الدفاع المدني لمواقف غريبة كغيرهم ممن يسهرون لخدمة الوطن وأبنائه، وعن أغرب المكالمات التي تم تلقيها، أشار إلى أنّ هناك سيدة من إحدى الدول العربية لم تلبث سوى ثمانية أشهر في عنيزة لا تعرف موقع السكن بالضبط، وتعرضت لاحتجاز في إحدى غرف المنزل مع أطفالها، فلم تستطع فتح باب الغرفة وظل مقفلاً بينما زوجها كان يتواجد آنذاك في "الغاط" لسوء الحظ، حيث لم يلبث استئجارهم للسكن سوى يومين فقط، مما زاد الأمر تعقيدًا فهي تجهل كل المواقع باستثناء اسم الحي الذي تسكن فيه وهو من أكبر الأحياء في المحافظة، مضيفاً: حاولنا بكل ما أوتينا استجوابها بينما رجالنا يبحثون عن الموقع، ونحن نحاورها بالهاتف مع تتبعها للصوت الصادر من سيارة الدفاع المدني لترشدنا عند سماعه، حتى اقتربنا من المنزل وبالطبع لم نحدد الموقع إلاّ بصعوبه فلم تساعدنا بأي معلومة دقيقة واستغرق البحث نصف ساعة حتى تم العثور على المنزل، وكذلك إحدى النساء طلبت رقم الدفاع المدني من الخدمة 905 فتم إعطاؤها هاتف الدفاع المدني (السنترال) فقام زميلنا ممن تلقى البلاغ بإخبارنا بالحادث نيابة عنها، حيث بلغنا عن حريق في منزله فانهالت عشرات الاتصالات جميعهم يبلغون عن الحادث نفسه. وحول سؤالنا عن حاجة المواطن إلى توعية فيما يختص باستخدام هذا الرقم الاستخدام الامثل قال: "بالطبع فالكثير يتصل ب998 بينما هو يرغب في خدمة أخرى، فالتوعية مطلوبة في الاحتفاظ بالرقم وحفظه لجميع أفراد العائلة، فلماذا لا توضع الأرقام وبصورة مكثفة في الأماكن العامة مع التوعية في كل مناسبة عن أهمية حفظ الأرقام المهمة"، مضيفاً: نحن لانهمل أي اتصال سواء من طفل أو امرأة فهو محل الاهتمام، ولابد أن نأخذ الاتصال على محمل الجد حتى نتثبت من البلاغ، فالطفل يتم استجوابه لنستدل على خيوط واضحة تمكننا من تأدية مهمتنا.