أطلقت شركة أمريكية لعبة فيديو هزلية تعتمد على جلب مهاجرين لا يحملون مستندات رسمية وإدخالهم عبر حدود الولاياتالمتحدة بشكل غير مشروع. شركة "آبل" من ناحيتها رفضت بيع اللعبة ضمن حزمة تطبيقاتها الخاصة بأجهزة "آي فون" و"آي بود" و"آي باد" ، غير أنها متاحة لتطبيقات الحاسبات الشخصية وأجهزة "ماك". وعن وصف لعبة "ذي سماجل تروك" أو شاحنة التهريب ، تقول شركة "أولكيمي لابس" التي تتخذ من بوسطن مقرا لها ، إنه يتعين على اللاعبين "الحفاظ" على ركابهم ب"تهريبهم في أقل زمن ممكن". وتقول التعليمات :"انحرف بسيارتك.. حافظ على الصغار.. اسحق (حيوانات) المدرع (الأمريكي) شق طريقك عبر التلال والكهوف والصحارى والغابات لتحافظ على حياة ركابك". ويقول ألكس شفارتس، مؤسس ومطور "أولكيمي لابس"، إنه ولأسباب تتعلق بالتعاقد، لم يتمكن من مناقشة أسباب رفض "آبل" ضم اللعبة لحزمة ألعابها المتاحة عبر "متجر آبل الإلكتروني"، بل إن متجر "آبل" يبيع نسخة مشابهة للعبة المثيرة للجدل، يطلق عليها "سناجل تروك" والتي "تستبدل المهاجرين من ثقافات مختلفة بحيوانات أليفة" بحسب بيان نشرته الشركة. ويقول وصف هذه النسخة المخففة من اللعبة، إن اللاعبين "يحضرون حيوانات من البرية ليعيشوا في رعاية حديقة الحيوان حيث يوفر لهم الطعام والماء بكميات كبيرة بالإضافة إلى الرعاية الصحية الحديثة". وتقول الشركة إن الفكرة من وراء تحويل مسألة الهجرة غير الشرعية إلى لعبة فيديو كانت التركيز على "الإحباط" الذي "يعانيه" بعض أصدقاء مطوري اللعبة "في محاولات الهجرة للولايات المتحدة". وقالت أولكيمي لابس في بيان:" مع تجنب قضية كبيرة كهذه من قبل وسائل الإعلام ذات الشعبية ، خاصة ألعاب الفيديو ، شعرنا أن أفضل طريقة لتوجيه النقد تكمن في التهكم التفاعلي". وأضافت :"من خلال الزاوية التهكمية للنظر إلى قضية حقيقية.. أردنا ابتكار لعبة مسلية وتثير في الوقت نفسه مناقشة حول طرق تحسين نظام الهجرة المثير للمشاكل في الولاياتالمتحدة". وبغض النظر عن النوايا الحقيقية وراء إطلاق اللعبة ، فقد لاقت انتقادات في بادئ الأمر من قبل الجماعات المؤيدة للهجرة، التي لا تريد للقضية أن تهمش أو أن يستخف بها، في وقت يحاولون فيه تشكيل جماعة ضغط تطالب بإصلاح متكامل لقوانين الهجرة الأمريكية. غير أن شفارتس قال لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن النقاد تغيرت نظرتهم بشكل كبير منذ أن أطلقت الشركة هذه اللعبة. وقال شفارتس: "في (شباط) فبراير الماضي.. عندما التقطت بعض المنافذ الإعلامية شريطنا الدعائي الساخر للعبة، شاهدوا البعد التهكمي وافترضوا أننا نتناول قضية الهجرة غير الشرعية من أسوأ زواياها". وأضاف: "بعدها أجرينا اتصالات إيجابية مع جماعات الهجرة المحلية كما تمكنا من جعل اللعبة في متناول الآلاف من عشاق ألعاب الفيديو وغير الهواة على حد سواء. وكانت النتيجة متفق عليها وبالإجماع.. لقد فهم اللاعبون المغزى". وتابع : "السخرية أمر يتطلب سياقا ما دون شك، وفي وسط تفاعلي الأمر يتطلب منك أن تجرب بنفسك.. المقالات الصحفية الأولى لم تنل فرصة بالتأكيد لترى هذه الزاوية.. رغم أننا ما كنا لنتمكن من توصيل رسالتنا لكل هذا العدد من الأشخاص لولا تلك العاصفة الإعلامية".