قدم مهاجم المنتخب السعودي والهلال السابق عادل عبدالرحيم دراسة عن انشاء اكاديمية اللاعب الموهوب في السعودية وكيفية تنمية مهاراته، وقال: «تابعت باهتمام المقال المنشور بجريدتكم الغراء للأستاذ الفاضل أحمد المصيبيح بعنوان « إياك أعني «والذي تحدث فيه الكاتب عن مشروع أكاديمية لتعليم كرة القدم للنجم الموهوب يوسف الثنيان وحث المسؤولين والتجار لدعم هذا المشروع المفيد وقال: «أحمد إعلامي متميز بأخلاقه العالية وطرحه الجميل ولا زلت أذكره بخير بعد مقال كتبه عني بعد مشاركتي في برنامج تحت الأضواء عام 1404، وهو من فئة الإعلاميين الذين نتعلم منهم ونستفيد، وأما الثنيان فهو نجم جماهيري محبوب اكتسب شعبية كبيرة بسبب مهاراته الفنية وموهبته الفطرية التي لا يختلف عليها اثنان، وأضاف إلى ذلك بطولات وإنجازات رياضية حققها مع ناديه والمنتخب وشخصية بسيطة ومرحة «كيف الحال؟» ولكن صعوبات وعقبات تنفيذ هذا المشروع كثيرة من ضمنها توفير المكان المناسب لإنشاء ملاعب التي ورد ذكرها في مقال الأستاذ أحمد». واضاف عبدالرحيم: «تجديد وتغيير من المأمول أن يعقبه تطوير نلاحظه في الوسط الرياضي مع بدء تعيين الأمير نواف بن فيصل رئيسا عاما للرئاسة العامة لرعاية الشباب وتشهد ساحتنا الرياضية هذه الأيام ميلادا جديدا وحراكا رياضيا ثقافيا يفتح الباب للأفكار الجميلة والمشاريع المبدعة، وهذا يذكرنا بالأمير فيصل بن فهد رحمه الله الذي جمع مع هيبته وقوة شخصيته أنه صاحب فكر متميز ورجل ثقافة يفكر ويخطط ويصدر القرارات التي تكون وقود النجاح والإنجازات، وأؤيد بعض الإخوة الذين كتبوا تعليقات في الموقع الإلكتروني على مقال الأستاذ أحمد المصيبيح أنه لايلزم أن يكون النجم الموهوب قادرا على توصيل موهبته للناشئين فهذه تحتاج لملكات ومهارات تختلف عن الموهبة الفنية الرياضية، والناس تختلف قدراتهم ومواهبهم وكل ميسر لما خلق له، ولست أزعم أني الأول أو الأذكى أو أني سبقت غيري في موضوع الأكاديميات لكنني من نوعية اللاعبين الذين برزوا وكسبوا شهرة وأضواء بسرعة، وكذلك انحسرت عنهم الأضواء أو ضعفت بسرعة بسبب انخفاض مستواهم أو انسحابهم المبكر من المجال الرياضي، فعندي تجربة ومعاناة في هذا الجانب زادني إصرارا عليه أنني اختلفت ذات يوم مع زميل أثناء أحد المباريات فنفخ رأسي المدرب العالمي بروشتش الذي اشتهر بتخريج النجوم عندما قال لي: «مشكلتك أن تفكيرك يسبق تفكير عدد من أقرانك، لو أنشأت أكاديمية بعد اعتزالك لأمكنك تطبيق أفكارك أو بعضها، لذلك منذ أن تركت اللعب في الأندية وأنا أفكر في تأسيس أكاديمية للحفاظ على المواهب الرياضية الناشئة وتأسيسهم بشكل صحيح ليكونوا سفراء ونماذج طيبة لبلدهم فتشاركت مع الدكتور عبدالله الجاسر وهو أكاديمي بجامعة الملك سعود وكان وكيلا للأنشطة الطلابية بالجامعة لسنوات وعملنا سويا دراسة جدوى لإنشاء أكاديمية رياضية تكتشف المواهب وترعاهم وتطور مواهبهم ومهاراتهم الفنية عن طريق المدربين المتخصصين وتطور كذلك مهاراتهم الذاتية النفسية والاجتماعية فيتعلم منذ نعومة أظفاره كيف يضبط أعصابه عند لحظات الغضب وكيف يتحدث بلباقة أمام الآخرين والإعلام؟، وماهي الوسائل التي يحافظ بها على موهبته؟ وكيف يطبق معنى الاحتراف الحقيقي في حياته الخاصة والعامة؟ وربط المجتمع الرياضي بالأكاديميين إذ تتولى نخبة منهم تطوير مهارات النشء الذاتية وتعليمهم وتوجيههم مما يساهم في تطوير المجتمع الرياضي وتغيير الصورة السلبية التي يعتقدها بعض الآباء والأمهات عن المجتمع الرياضي». شخصية «كيف الحال» أضافت للثنيان الكثير.. والشباب لا يجد الأماكن المناسبة لاستثمار مواهبه لا أحد يشجع واستطرد مهاجم الهلال السابق قائلا: «في عام 1423/1424ه عرضت دراسة الجدوى على رئيس نادي الهلال حينها الأمير عبدالله بن مساعد، ولم تكن قد بدأت حينها حسب معلوماتي المتواضعة أي أكاديمية في السعودية وقابلنا الأمير عبدالله في فندق الخزامى ومعي الدكتور الجاسر ومجموعة من الإخوة ، وقال لنا: «الفكرة جيدة وأنا مستعد أتحمل تكلفتها فقط سأشاور مسؤولا بالرئاسة العامة لرعاية الشباب»، ثم تم اعتذار الأمير إذ لم يشجعه ذلك المسؤول على تبني المشروع، وربما كان السبب أن تلك الفترة لم تكن هناك شركات راعية للأندية كما هو الحال اليوم، وقال لي الأمير عبدالله الذي دعمني كثيرا معنويا وماديا : «لا تيأس فقد يأتي يوم تطبق فيه فكرتك». ماجد عبدالله وأضاف عبدالرحيم: «في جعبتي اليوم عدا عن موضوع الأكاديمية مشروع آخا من الممكن أن تكون عوائده المالية بالملايين، فضلا عن أنه مشروع إعلامي رياضي تربوي مفيد للنشء وللمجتمع، طبعا لا بد أن يضع العاقل احتمالا أن أفكاره التي يظنها مبدعة قد لا تكون كذلك، ولكنني سأحاول أن أقرب الصورة وأضعها تحت المجهر. العالم حولنا يعيش سباقا ويبذل جهودا كبيرة للتطوير، ونحن بحاجة لجذب الأفكار الجيدة ودعمها وتفعيلها، ولو ضربنا مثالا لوجدنا أن دولا شقيقة وقريبة تعدادها السكاني قليل تستفيد من بعض المقيمين الناشئين الذين ترعرعوا في هذا البلد الطيب المعطاء، فيتم التنسيق ليسافروا لتلك الدول المجاورة ويحملوا جنسيتها ثم قد يكونوا من أسباب تفوق تلك الدول رياضيا على السعودية، لذلك تحدث إعلامنا أن الرئاسة العامة تدرس إقامة دوري للمقيمين الناشئين لاكتشاف الموهوبين منهم ومن ثم الاستفادة منهم، وهذا حق طبيعي للبلد الذي تعب عليهم وتعلموا في مدارسه وتعالجوا في مستشفياته وعاشوا في أرضه أن يقطف هو الثمرة وليس غيره، ولكن هل كان القرار متأخرا وكان المفروض أن يصدر قبل ذلك». عادل عبدالرحيم «موقع الزعيم» الخوف وراء عدم التنفيذ ويستطرد قائلا: « خذ مثالا آخر قال رجل الأعمال ماجد الحكير في تصريح له بجريدة الرياضية بتاريخ 16/05/1432ه: «إنهم بصدد إقامة أكاديميات رياضية لكرة القدم في مختلف مناطق السعودية، مشيرا إلى أنهم في الفترة الماضية كانوا متخوفين على الإقدام على هذه الخطوة، ولكنهم عندما شاهدوا العديد منها في الرياضوجدة إضافة لإقامة متجر نادي الهلال جعلهم يعيدون التفكير بقوة للدخول في هذا المجال كخدمة للشباب السعودي وعلى الرغم أنني أعجبت بصراحة ماجد إلا أنني تحسرت على عدم وجود الجهات التي تتبنى الأفكار والمشاريع اللاستباقية وتحويلها من سماء الفكر إلى أرض الواقع، وهل لا بد لنتبنى مشروعا مفيدا وناجحا أن نراه على أرض الواقع لنعيد التفكير فيه؟ وتذكرت أنني عرضت مشروعي عام 1425 ه على الشركة البريطانية للطيران والفضاء عندما كنت أعمل عندهم مدرسا للثقافة الإسلامية فقال لي المسؤول الرياضي هناك: «هذا مشروع رائع ربما لو كان في إنجلترا لرأى النور سريعا ، نحن مستعدون لتمويل هذا المشروع لكنك تعلم أننا لسنا أصحاب قرار، هات لنا خطابا من الرئاسة العامة لرعاية الشباب لندعمك، كم ضاع علينا من أوقات لنصل إلى قناعة أن هذا الموضوع مهم ومفيد لأجيالنا المقبلة، في السابق كانت الحواري هي المنبع الذي تخرج منه ماجد عبدالله ويوسف الثنيان وغيرهم من المبدعين لتوفر الملاعب الترابية والمساحات الفارغة من جهة ولأنه لم يكن هناك مجال ترفيهي إلا كرة القدم، أما اليوم فالشباب لايجد الأماكن المناسبة لتفريغ طاقته واستثمار موهبته إلا نادرا مع كثرة وسائل الترفيه والفضائيات التي تستهلك كثيرا من الوقت فكيف نكتشف المواهب ونحافظ عليها إلا عن طريق الأكاديميات؟ وأما المدارس ورياضة المدارس فهذا ما لا يتسع الحديث عنه في هذه العجالة». واختتم المهاجم السابق مقترحاته بالقول: «لعل السبب الذي جعلني أكتب اليوم عن هذا الموضوع مع أنني أعانيه من سنوات هو قناعتي بأن الإعلام المفتوح اليوم أصبح هو اللاعب الأول والمؤثر الفعال بعد إرادة الله وتوفيقه، وهوسبب مهم لتوصيل الفكرة للمسؤول والمقتدر، وإذا كان المسؤول الأول عن الرياضة لدينا رجل فعال يعمل على التطوير والتجديد ويبذل جهودا كبيرة لإعادة أمجاد وهيبة الكرة السعودية ويحرص على أن يضع الرجل المناسب في المكان المناسب فلا عذر لكل من يملك فكرا أو موهبة أو تجربة أو كلمة مفيدة أن يتأخر ويتقاعس».