خرجت الجلسات العلمية للمؤتمر السعودي الأول لرعاية الأيتام – والتي استمرت طوال أمس (الأربعاء) بقاعة الملك فيصل للمؤتمرات بالرياض بحزمة من المقترحات لتفعيل آليات رعاية الأيتام مالياً واجتماعياً ونفسياً وتخفيف الآثار النفسية السلبية الناجمة عن حرمانهم من الدفء الأسري. وشهدت الجلسة الأولى من فعاليات المؤتمر والتي تناولت الجوانب الشرعية لرعاية الأيتام خمسة أوراق تناول خلالها عبدالرحمن بن محمد العصفور الضوابط الشرعية والمسؤولية في استثمار مال اليتيم، وخلص فيها إلا أنه لا يجوز للولي أخذ أجرة على استثماره لمال اليتيم، وأنه لا حصانة مطلقة له في حالات خسارة لهذا المال بل هي حصانة منزوعة في حال ثبوت التعدي أو التفريط. أما الورقة الثانية وقدمتها الدكتورة فوز بنت محمد الصالح وطالبت خلالها بضرورة إعداد برامج سلوكية للحفاظ على التوازن النفسي للأيتام وإتاحة الفرصة لهم للعيش مع أسر بديلة تعوضهم فقدان الحنان الأسري وتساعدهم على اكتساب الخبرة، مشيرةً إلى أن الإشباع النفسي ربما يكون أهم لليتيم من الرعاية المالية. د.القصاص: لا يمكن ترك الأطفال مجهولي الأبوين تحت رحمة التطوع وتعرضت الورقة الثالثة لدور الأوقاف الخيرية في تمويل برامج رعاية الأيتام وقدم الدكتور محمد مرسي عدة مقترحات تتضمن توحيد الخطط الإستراتيجية للوقف لضمان مصادر تمويل دائمة لرعاية اليتامى وإقامة صندوق وقفي عام على غرار المجمعات الفقهية للإشراف على إقامة المشاريع الوقفية لتمويل برامج رعاية الأيتام وتشجيع رجال الأعمال والمؤسسات على إنشاء أوقاف خيرية من خلال صيغ ومجالات استثمارية إسلامية، فضلا عن إنشاء السهم الوقفي لرعاية الأيتام، والتي تتيح لكل فئات المجتمع المساهمة في هذا العمل الخيري مع دعوة كل الدول الإسلامية لإنشاء صندوق للوقف الخيري لرعاية الأيتام. وطرح الدكتور خالد النويصر في ورقته بعنوان النظم القانونية الخاصة بالأسر البديلة كأحد آليات رعاية الأيتام – مقترح وزارة الشؤون الاجتماعية، بتقديم الدعم المالي لهذه الأسر حتى لا يكون الطفل اليتيم عبئا عليها، وصرف مساعدات إضافية للأسر التي تستثمر في رعاية اليتيم بعد بلوغه سن السادسة لافتا إلى أن الدولة راعها الله تعمل على إشعار اليتيم ومن في حكمه بالمواطنة وتسعى جاهدة لدمجهم في المجتمع، واتخاذ كل ما يلزم من إجراءات لحمايتهم وصيانة حقوقهم. وتركزت توصيات المشاركين في الجلسات العلمية حول وسائل تمكين الجمعيات الخيرية لرعاية الأيتام لتحسين نوعية حياة الأطفال المحرومين أسرياً. وأكد الدكتور ياسر عبدالفتاح القصاص في ورقته بهذا الشأن أنه لا يمكن الاعتماد على الأسر البديلة لرعاية الأيتام في جميع الأحوال، ولا يمكن ترك الأطفال مجهولي الأبوين تحت رحمة التطوع. وحذر الدكتور بدر الدين كمال عبده في ورقته من مخاطر الإقصاء الاجتماعي لليتيم بينما قدم الدكتور حمدي عبدالله عبدالعال ورقة لتنمية سمات المواطنة لدى الطلاب الأيتام بالمرحلة الإعدادية. وطرحت الدكتورة منال الشريف ورقة حول وسائل تنمية الشخصية الإبداعية وتناولت الأوراق المطروحة التوجيهات الحديثة كمدخل تشخيصي علاجي للحد من المشكلات السلوكية للأطفال الأيتام، وبرنامج لتأهيل الأم البديلة في دور الرعاية الاجتماعية مع استعراض نماذج لهذه البرامج مثل برامج الإرشاد التربوي والنفسي بالقرية النموذجية لرعاية الأيتام بالمدينة المنورة. وشملت أوراق المؤتمر ورقة حول التصميم الداخلي لدور رعاية الأيتام وسبل تقديم المساندة الاجتماعية لتدعيم قيم المواطنة لدى الأطفال الأيتام.