قررت أم صالح تغيير كل وصلات الكهرباء، بعدما كادت إحداها تحدث حريقاً في منزلها. وتقول هذه السيدة السعودية: «في إحدى المرات تصاعدت ألسنة اللهب من وصلة الكهرباء، بعدما وضع ابني الصغير فيها قابس التلفزيون». وتلفت إلى أنها عملت على قطع الكهرباء من لوحة التحكم الأساسية في المنزل، وأخمدت الحريق الذي كان في بدايته. أما نورة القاضي فتضررت أم زوجها من حادثة حريق وقعت أثناء إعدادها وجبة الطعام في منزلها: «كانت تسخن الزيت، فسخن كثيراً حتى ظهرت منه النار، فقدمت ابنتها مسرعة من دون وعي منها وسوء فهم لتصبّ الماء على الزيت ما زاد اشتعاله. وأتت ابنتها الأخرى محاولة إطفاء النيران المشتعلة ببطانية فانسكب الزيت على والدة زوجي واحترقت يدها وجنبها الأيمن، ما استدعى نقلها إلى المستشفى، حيث خضعت للعلاج لفترة طويلة». سوء الإدراك وغياب الوعي بإجراءات التعاطي مع الحوادث المنزلية، كانا سبباً رئيسياً في انتهاء هذه الحادثة على هذا النحو السيئ. وهذه الحادثة دفعت عائلة زوج القاضي إلى الاهتمام بالإسعافات الأولية، والحرص على وجود طفاية حريق، والاهتمام بمعرفة الخطوات الصحيحة حين تقع مثل هذه الأمور. ويقول مدير إدارة الدفاع المدني في مدينة جدة العميد محمد الغامدي: «معظم الحوادث في المنازل تقع بسبب الغاز المستخدم في مواقد الطبخ، إضافة إلى التماس الكهربائي». ويضيف: «هناك إهمال في تحديث صيانة تمديدات الغاز أو الكهرباء»، موضحاً أن حوادث الكهرباء تكون أحياناً بسبب تحميل المولدات أكثر من طاقتها، إضافة إلى ترك الأجهزة الكهربائية في متناول أيدي الأطفال، وهو الأمر الذي قد يعرضهم إلى مخاطر كبيرة». وينبه إلى «حوداث برك السباحة، الخاصة والعامة، فأحياناً يتسلل الطفل في غفلة من والديه إلى البِركة»، مبيناً «أننا وقفنا على حوادث من هذا النوع، ذهب ضحيتها أطفال بسبب إهمال أسرهم». ويؤكد ضرورة «التعامل بطريقة صحيحة مع سخانات المياه والمواد الكيماوية التي تستخدم في عمليات التنظيف»، مشدداً على أهمية «الارتقاء بوعي الأسر، خصوصاً الآباء والأمهات بمخاطر الحوادث المنزلية». وثمة برامج توعية تنفذها فرق الدفاع المدني السعودية، ان من خلال إقامة المحاضرات في المدارس والمعارض، أو من خلال وسائل الإعلام، خصوصاً التلفزيون، أو عبر توزيع المنشورات في الأماكن العامة. ولا تقتصر هذه البرامج على الحوادث المنزلية، بل تمتد إلى تلك التي تقع في العمل أو المدرسة. من ناحيته، يرى المتخصص في الأمن والسلامة الدكتور عدنان العباسي، أن نسبة الوعي بالأمن والسلامة لدى السعوديين ضعيفة: «الاهتمام بالمرأة وتوجيهها وتعليمها كيف تهتم بسلامتها وأسرتها غائب عموماً، وإن كانت هناك نسبة ضئيلة تعرف التعاطي مع وسائل السلامة». ويلاحظ العباسي أن «شعوب الدول المتقدمة لديها نسبة عالية من الوعي في التعاطي مع الحوادث الطارئة، اذ يشارك الأطفال والطلاب هناك في تجارب افتراضية، ويتدرّبون على التعاطي مع وسائل السلامة، وكيف ينقذون أنفسهم في أوقات الخطر»، داعياً الى «تكثيف برامج التوعية بالحوادث الطارئة وإجراءات السلامة، وأن تأخذ مساحة مناسبة من المناهج الدراسية».