إعداد اللاعب البديل وتجهيزه من جميع النواحي الفنية والنفسية مهمة صعبة وليست سهلة بالنسبة للأجهزة الفنية والإدارية وذلك لكثرة تذمر هذا النوع من اللاعبين وإحساسه بالإهمال والتهميش المسبب للإحباط وهبوط المستوى الفني والبعد عن التركيز ورغبة اللعب واثبات الوجود,وقد سطع اسم اللاعب المصري محمد جدو وأصبح احد أهم عناصر منتخب مصر وأكثرهم تأثيرا بتحقيق الفوز وتسجيل الأهداف وذلك من خلال دقائق معدودة من مجموع اغلب المباريات التي لعبها كبديل ناجح في بطولة كأس أمم إفريقيا الأخيرة في انغولا. وهذا يعني أن ثقافة اللاعب البديل لا تتوقف عند مفهوم تكملة العدد أو التأثير المحدود من حيث القيمة الفنية وإيجاد الحلول,بل هو أي اللاعب البديل رقم صعب وصاحب حسابات خاصة في أوقات محسوبة وحساسة من عمر المباراة وهو الأفضل في ميزان تغير الخطط وتثبيت التوازن واستمرار العطاء وتألق الفريق وتحقيق البطولات في مختلف مراحل الموسم ومع كل المنافسات الداخلية والخارجية ولو استعرضنا قائمة أو تشكيلة اغلب المنتخبات والأندية الناجحة على مستوى العالم لوجدنا أن عامل الاهتمام باللاعب البديل من أهم الأمور التي تشغل تفكير المدربين ولذلك تقل المشاكل وتسهل الحلول ولا توجد أي احراجات عندما يغيب لاعب أو تتغير طريقة اللعب. بعد محاولات عدة من التسديد وتهديد مرمى فريق النصر استطاع اللاعب البديل عبدالعزيز الدوسري تسجيل هدف الفوز لفريق الهلال في مباراة القمة الماضية, ومع هذا الهدف تأكد وبشكل كبير تحقيق بطولة الدوري واستمرار انجاز الموسم الماضي بعد جهد ومساهمة كبيرة من جميع الأجهزة الفنية والإدارية واللاعبين وخصوصا البدلاء كعلامة بارزة ومميزة عن باقي الأندية التي لم تنجح بطريقة التعامل مع اللاعبين وإنتاج النجوم, وهذا ما اتضح من خلال مشاركة ولعب خالد شراحيلي وعبدالعزيز الدوسري وشافي والقرني ونواف العابد وخيرات ونامي وغيرهم من اللاعبين الجاهزين والعارفين بأبعاد وثقافة اللاعب الأساسي والبديل كجزء مهم لتطبيق الاحتراف وارتفاع مستوى الوعي المساعد على تنفيذ التعليمات الفنية بدون تردد أو تأثير على مصلحة الفريق التي تتطلب إجادة كل الأدوار والمهام لتحقيق الهدف وحصد الألقاب ومواصلة الطموح إلى ابعد حد ممكن, ومن هنا أقول إن عدم الاهتمام بالصف الثاني وتراجع المستويات الفنية للمنافسات المحلية بالنسبة لأندية الشباب والنصر والاتحاد قد تؤثر على ماتبقى من مباريات الموسم وخصوصا دوري أبطال آسيا للمحترفين المعروف بصعوبة المراحل وقوة أندية شرق آسيا المدعومة بأفضل المحترفين الأجانب والبدلاء المحليين.