احتضنت دولة الكويت في الفترة من 22 إلى 25 أبريل 2011م أعمال الدورة الثامنة من الملتقى الإعلامي العربي «الإعلام وقضايا المجتمع»، وبترحيب من دولة الكويت وتحت مظلة سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح ودعم من قبل سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، ورعاية كريمة من سمو الشيخ ناصر المحمد الصباح، رئيس مجلس الوزراء الكويتي، وحضور الشيخ أحمد العبدالله الصباح وزير النفط ووزير الإعلام ممثلاً عن سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد الأحمد الصباح وبمشاركة نخبه من الوزراء والسفراء والإعلاميين والمهتمين والمسئولين العرب ووفود تمثل منظمات إعلامية عربية ودولية إضافة إلى أساتذة وطلبة إعلام في الجامعات، وعدد من المفكرين وذوي الشأن في كل من البلدان العربية والأجنبية. وتابع المشاركون بحماس بالغ فعاليات الملتقى سعياً لدور مميز للإعلام العربي تجاه أهمية دور الإعلام تجاه المجتمع، وأكد ذلك ما ألقي من كلمات خلال حفل الافتتاح، كما ثمن المشاركون المداخلات النوعية والفنية كافة، التي عالجت الآفاق المرجوة من منطلقات مهنية موضوعية لتفعيل الحوار في الملتقى كي يأخذ الإعلام دوره المنوط به والتاريخي بأدواته المرئية والمسموعة والمقروءة. وقد بدأ اليوم الأول من الأعمال باجتماع المجلس العربي للتنمية الإعلامية الذي انعقد في 22 ابريل 2011، ثم استكمل الملتقى أعماله بعقد ملتقى حوار الشباب الذي أقيم للمرة الأولى ضمن فعاليات الملتقى الإعلامي العربي الأساسية، وقد ناقش ملتقى حوار الشباب ثلاثة موضوعات في ثلاث جلسات على النحو التالي: الشباب والثقافة المالية، وإعلام الشباب وشبكات التواصل الاجتماعي، وماذا يريد الشباب؟ الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وبقدر ما جاءت الدورة الثامنة من أعمال الملتقى معبرة، بموضوعاتها ومحاورها، عن إدراك لأبعاد التطورات الجارية في المنطقة العربية وخاصة فيما يتعلق بالإعلام، بقدر ما عكست المناقشات والحوار العام في الجلسات الحيوية الدافعة التي تسري في مجتمع الإعلام العربي وتفاعله مع المتغيرات على الساحة العربية، وهو ما يظهره العرض التالي لمحاور جدول الأعمال، والذي ضم اثنتي عشرة جلسة، ناقشت القضايا التالية: الإعلام وحوار الحضارات، مسيرة الإعلام في المملكة العربية السعودية، التنمية والاستثمار في الإعلام والثقافة والمعلوماتية، اتجاهات التغطية الإعلامية للثورات العربية، الإعلام والمتغيرات العربية، الإعلام وقضايا المجتمع، الإعلام الرياضي.. الواقع والطموح، ماذا قدم الإعلام العربي؟، الإعلام الغربي وتغطية الأحداث العربية، ثورة الإعلام.. وإعلام الثورات، تحديات صناعة البرامج التلفزيونية، الإعلام الالكتروني.. قوة التأثير والتغيير. وأكد ضيوف الملتقى المشاركون والمتحدثون على أهمية دور هيئة الملتقى الإعلامي العربي الذي يساهم به في بناء رؤية مشتركة لقضايا الإعلام العربي. كما لقي اختيار أمانة الملتقى الإعلامي العربي للملكة العربية السعودية ضيف شرف الدورة الثامنة ترحيبا تاما من المشاركين والمتحدثين والذين أشاروا في مداخلاتهم إلى نجاح المؤسسة الإعلامية السعودية في التواجد القوي وسط الزخم الإعلامي الذي يشهده العالم. الأمير الوليد بن طلال على الإعلام تقديم خطاب جديد قوامه حرية التعبير.. ويجب فصل المواد التحريرية عن الإعلانية كما لقي اختيار أمانة الملتقى للفائزين بجائزته للإبداع الإعلامي تقديرا عميقا من الإعلاميين العرب المشاركين في الدورة الثامنة، حيث تم اختيار صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أمير منطقة الرياض لجائزة الإبداع الإعلامي 2011 عن «الصورة الايجابية تجاه وسائل الإعلام»، صاحب السمو الملكي الأمير الوليد بن طلال رئيس مجلس إدارة شركة المملكة القابضة عن «شخصية العام»، الشيخة مي بنت محمد آل خليفة وزيرة الثقافة في مملكة البحرين عن «التطويع الثقافي للإعلام»، احمد الجارالله رئيس تحرير جريدة السياسة الكويتية عن «المسيرة الإعلامية»، وإذاعة البي بي سي العربية عن «تطوير الكوادر المهنية والوسيلة الإعلامية». وقد خلص المجتمعون من المتحدثين والمشاركين على الخروج بالتوصيات التالية: أولاً: يرفع الإعلاميون العرب المشاركون في أنشطة وفعاليات الملتقى الإعلامي العربي كل آيات الشكر والوفاء لدولة الكويت ممثلة بحضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح الذي ساند الملتقى الإعلامي ودعمه في بداية تأسيسه قبل ست سنوات، وإلى ولي عهده الشيخ نواف الأحمد الصباح على كامل الدعم والمساندة التي تقدمها دولة الكويت دائما للإعلام والإعلاميين العرب، كما يقدمون أسمى آيات الشكر والوفاء لسمو الشيخ ناصر المحمد الأحمد الصباح، رئيس مجلس الوزراء على رعايته الكريمة لهذا الملتقى، كما أشاد كل المشاركين بتلك والحفاوة البالغة التي استقبل بها وزير النفط ووزير الإعلام الشيخ أحمد العبدالله الصباح لمشاركته الفعالة ودعمه المستمر لإنجاح هذا الملتقى. ثانياً: وأعرب المشاركون في الملتقى عن تطلعهم إلى أن تشكل محصلة نقاشاتهم إضافة جديدة وقيمة لملتقيات متميزة سبقته، وكانت مصدراً من مصادر إثراء المعرفة في الإعلام نظريا وعمليا لفائدة المواطن والمجتمع العربي العلمية في علوم الإعلام المختلفة. ثالثا: التأكيد على أهمية التعاطي إعلاميا مع الأحداث والمتغيرات وفق مهنية محددة تتفق تُعلي من شأن الشفافية والموضوعية، في إطار من الأداء المهني الذي يعزز طموحات الشعوب والأمم. رابعا: دعوة الإعلاميين العرب والمؤسسات الإعلامية العربية إلى الاعتماد على شفافية الإعلام الجديد كأحد مصادر القوة الناعمة للمجتمعات وكذلك في العلاقات الدولية. الشيخ ناصر المحمد الصباح خامسا: إيلاء كل الاهتمام والتشجيع للصحافة الالكترونية، وخاصة التي يصدرها الشباب العربي، باعتبار أن ذلك من شأنه تأكيد الارتباط العضوي بين العمل الإعلامي وقضايا المجتمع. سادسا: دعوة الإعلاميين العرب والمؤسسات الإعلامية العربية إلى تطوير الشق الخاص بالتنمية والعلاقة بين القطاعين العام والخاص في الشأن الاقتصادي، مع التركيز في هذا السياق على إبراز الدور الجديد للمواطن كشريك في التنمية. سابعاً: دعوة أمانة الملتقى الإعلامي العربي إلى النظر في عقد دورة خاصة للبحث في سبل تنمية استخدامات شبكات التواصل الاجتماعي (فيس بوك، تويتر، وما قد ينشأ مستقبلاً من هذه الشبكات) باعتبارها الوسيلة الجديدة والمنتشرة للعمل الإعلامي للمواطن والمؤسسات على حد سواء. ثامناً: وفيما يتعلق بالتغطيات الإعلامية للثورات العربية والمتغيرات السياسية تم التأكيد على ضرورة عدم اللجوء إلى التعتيم في الأحداث والتركيز على مراعاة مبادئ التوازن والحياد والموضوعية، والالتزام بالمعايير المهنية في تقديم الحدث والتعليق عليه. تاسعاً: التنبيه إلى مخاطر انزلاق التغطيات والمواد الإعلامية التي من شأنها نشر بذور الفتن الطائفية والمذهبية والقبلية وغيرها من أشكال التمييز الاجتماعي. عاشراً: التأكيد على أهمية مراعاة المبادئ المهنية والتقديرات الموضوعية والمتوازنة لدى تقديم شهود العيان واستخدام شهاداتهم في التغطية الإعلامية، وذلك بالتوازي مع الاهتمام بمساحة تغطية المراسل الميداني. الحادي عشر: دعوة الإعلاميين العرب والمؤسسات الإعلامية العربية إلى تكثيف إسهاماتهم ومسئولياتهم في التأكيد، والتعبير عن الارتباط بين الازدهار الإعلامي والديمقراطية. الشيخة مي الخليفة الثاني عشر: الاهتمام بترسيخ حرية الصحافة الرياضية في الوطن العربي مع تنويع مصادرها وزيادة حجم الاعتماد في تغطياتها على الأشكال المباشرة. الثالث عشر: دعوة الإعلام الرياضي في الوطن العربي إلى استثمار مرحلة الإعداد والتخطيط لاستضافة دولة قطر لكأس العالم 2022م في تقديم صورة مشرقة للشباب العربي وأدائه في مجالات المنافسة السلمية والأنشطة المجتمعية الدولية. الرابع عشر: توسيع نطاق إبراز الإعلام العربي بأشكاله كافة لدور المرأة العربية كطرف أصيل وكشريك أساسي في التنمية الاجتماعية والحياة العامة، وكذلك إبراز نماذج عطائها في هذا الاتجاه. الخامس عشر: التأكيد على ضرورة مواصلة جهود الإعلام العربي، إعلاميين ومؤسسات، في طرح رؤاه المشتركة والثابتة بشأن القضية الفلسطينية وقضايا حوار الحضارات، والموقف العربي المناهض للإرهاب، وتعزيز دور الحكومات والمجتمع المدني والأفراد في تحقيق التنمية الإنسانية. السادس عشر: إن من واجب الإعلام العربي تجاه ثورات الشباب وتضحياتهم تقديم خطاب جديد قوامه حرية التعبير والطرح وتحديث المنطلقات والمفردات على النحو الذي يعبر عن الروح الجديدة التي هبت في المنطقة العربية والثقة في المستقبل وفي جدوى التحديث والإصلاح. السابع عشر: التأكيد مجددا على أهمية الفصل بين المواد التحريرية والإعلانية، ودعوة الإعلام المرئي والمسموع إلى تفادي تأثير الإعلان على استقلالية السياسات التحريرية واتجاهات التغطيات الإعلامية. الثامن عشر: دعوة جميع أطراف العملية الإعلامية الاتصالية، بما يشمل ذلك من الإعلام المرئي والمسموع والالكتروني، إلى تعزيز ممارسات وأشكال حرية التعبير والحوار وفق أطر التوازن والموضوعية والشفافية في التغطيات الإعلامية وفي المحتوى.