حديثنا اليوم عن العاطفة في أطار ذلك السمت الحيوي البعيد عن شعارات (المرأة أمي، وأختي، وزوجتي، وابنتي)، و(وراء كل رجل عظيم امرأة). سنحكي قصة أرض حب يسكنها النساء، ويضعن قوانينها وفق فطرة العاطفة والحنان والدلال، وكيف زارها أصحاب الكوكب الأزرق، والمهم بوصولهم ودخولهم لعالمهن ابتدأت تتشكل قوانين جديدة ومعايير أخرى، والنظرة العامة للحب بمنظارها ومنظاره. أعتقد أن كثيرا من رجالنا نام بعد تلك القصة فهي لا تعني له إلا (حكاية قبل النوم)، ولكن سأكمل على ضوء الفكرة، وبعد أن اعترف بكوني امرأة تهتم بالجمال، وتعشق معزوفة تغريد الطيور يرافقها صوت شلال ماء، وفي كل عمر تسحرني باقات الورود، ورسوم القلوب الحمراء، والكلمات الشجية. وكأني استشعر ميل شدق من قاوم النعاس ولم ينم بعد، وارتفاع مؤشر الصبر عنده، والأكيد أن الكلمات ليست بالتافهة ولا الجوفاء ولا لمضيعة الوقت، ولكن بعض الرجال سيجدون بها ما يفوق ذلك، وسيقول بعضهم: من هي المرأة ليؤخذ القول منها، وبعضهم يرى أن الحياة أعمق من الوقوف المطول عند سيرة الحب ولديه أعمال كثيرة، والمرأة هي لمتعته ولكسر الروتين، وإشباع غريزة ورغبة، ومن هذا المنطلق لن يعنيهم ما قاله الكاتب (ستيفان ستيلر) أنه: توجد ثلاث طرائق يتعامل بها الرجل مع المرأة، أن يحبها، أو يعاني من أجلها، أو أن يحولها إلى أدب، وأصحابنا لن يوافقوا حتى على تمام المعنى والتأكيد عليه كما قالته (أحلام مستغانمي) بما استشفت من حياة (بيكاسو) أن المبدع لا يمكن أن يتعامل مع المرأة إلا بالطرائق الثلاث مجتمعة، وإنه لا يمكن أن يحولها إلى أبداع إن لم يكن قد أحبها، وعانى ما شاء له الحب أن يعانيه من أجلها. .. وطبعاً لأني أتفق مع هذا المعنى لأحلام بل وأعمم الإبداع بشكل عام أي حتى "الإبداع الحياتي" في العشرة بين الاثنين" أقول:. رجالنا يا أحلام.. لا يبكون إلا أمهاتهم، ويخلص لها لأنها المرأة الوحيدة التي تحتفظ له بصورته الطفولية التي يحبها ويطمرها داخله، والمجتمع ربى فيه ضرورة سترها عن أي امرأة أخرى وإلا احتقرته وقللت من قدره!. الرجل عندنا يا أحلام.. لزاماً أن يكون رجلاً من المهد إلى اللحد، وأخطائه مقبولة وأعذاره جاهزة، وغض النظر عن سقطاته مطلوب. كثير من رجالنا يا أحلام.. باقات ورودهم والشموع والرومانسية والكلمات الرقيقة والشفافة والشجية تفسد أهل بيته بزعمه، وإن احتاجها لابد أن يبحث عنه خارج ذلك البيت!. رجل عندنا يا أحلام.. نّكد على زوجته ووصل بها حد المرض والطلاق، وعندما سُأل عن السر في لحظة صفاء، قال: إنه ضغط عمل والتزامات ثقيلة، أي بمبدأ العامة ( لين ضامك زمانك، عليك بأم عيالك)!. .. وقبل أن يقام على الحروف حد الإعدام بتهمة الجهل والتفاهة، والسعي في الأرض فساداً، سأقولها كلمة أخيرة "الحب مشاعر سامية" صدق من قالها بغض النظر عن أي اعتبارات عرقية أو فكرية، أو عرفية أو معرفية أو معتقدية أو بيلوجية أو فسيلوجية أو حتى اختلاف رجل عن امرأة!. .. فتحياتي لكم رجال بعواطف سامية، والغرائز لديكم (غاية) للتعبير عن الحب، لا (هدف) تمثلون وتتصنعون الحب من أجله.