يميل عدد متزايد من الأميركيين إلى تبني أطفال من مختلف الدول والأعراق وهم يسيرون على خطى نجمات شهيرات من أمثال انجلينا جولي ومادوانا.. وتشمل 40 بالمئة من حالات التبني في أميركا حاليا أطفالا ينتمون إلى اثنيات تختلف كثيرا عن الأقليات العرقية التي ينتمي إليها آباؤهم. وتشير دراسة إلى أن من بين الأطفال الذين يتبناهم آباء أميركيون من دول أخرى ، فإن 8 من كل 10 منهم ينتمون إلى عرقين أو أكثر. ويقول الخبراء إن "ظاهرة انجلينا" يمكن أن تكون وراء ارتفاع معدل التبني من الخارج منذ أن تبنت هي والممثل براد بيت ثلاثة من أطفالهما الستة من أثيوبيا وكمبوديا وفيتنام. وربما يكون لجوء مادونا إلى تبني ابنها ديفد باندا وابنتها شيفوندا من مالاوي وما صاحب ذلك من زخم إعلامي كبير قد لعب دورا كبيرا في جعل الأميركيين يتطلعون إلى الخارج. وفي الأسبوع الماضي أعلنت الممثلة ماريسكا هارغيتاري عن تبنيها طفلة تنتمي إلى عرق مختلط. والآن فان 20 بالمئة من الأطفال المتبنيين من ذوي البشرة السمراء ويعيشون مع آباء بيض وتعد أثيوبيا المقصد الأول للراغبين في التبني. وتقول جوان جيغر المتحدثة باسم وكالة "كرادل" ( المهد) للتبني ومقرها شيكاغو إن تبني الأطفال السمر صار أمرا مألوفا. صعوبة الإجراءات الأمريكية في التبني من «الداخل» تدفع الأسر إلى تبني أطفال من «الخارج» ومن جهته يقول ادم بيرتمان مؤلف كتاب "أمة التبني" والمدير التنفيذي لمعهد ايفان بي.دونالدسون للتبني إن تبني أطفال من عرق مختلف يجعل الأسرة الأميركية "متعددة الأعراق"، ويضيف" لقد تغير الكثير في العقد الماضي وان الانفتاح في التبني قد وطد أركانه" ولانجلينا جولي وبراد بيت ثلاثة أطفال طبيعيين وثلاثة آخرين بالتبني ينتمون إلى أعراق آسيوية وافريقية. فقد تبنت جولي ابنتها زهرة البالغة من العمر ست سنوات حاليا من ملجأ أثيوبي للأيتام في أديس أبابا في عام 2005 عندما كان عمرها ستة أشهر فقط. أما باكس ( 7 اعوام) فقد تبنته في عام 2007من ملجأ في هو شي منه بفيتنام وكان عمره آنذاك ثلاثة أعوام، بينما تبنت مادوكس ( 9 أعوام) في عام 2002 من ملجأ في باتامبانغ بكمبوديا في سن سبعة أشهر. النجمة هارغيتاي تحمل ابنتها الجديدة امايا وتبنت مادونا ابنتها شيفوندو في عام 2009 في أعقاب نزاع قانوني مع السلطات المالاوية. وكانت النجمة قد تبنت ديفيد باندا من نفس الدولة قبل عام على ذلك. ويقول الكاتب الاميركي رونالد مارتن إن عمليات التبني من قبل المشاهير، باتت تشكل قدوة أخذ العديد من الأمريكيين بإتباعها عندما يفكرون بتبني طفل. ولكن ما السبب الذي يدفع نجوم المجتمع الأميركي لتبني الأطفال من مناطق مختلفة من العالم، في الوقت الذي فيه يبلغ عدد الأطفال الذين يتم إيواؤهم في دور للأيتام بالولاياتالمتحدةالأمريكية حوالي 500 ألف طفل، من بينهم رضع ومراهقين، وكلهم بحاجة إلى تبني.؟ يقول المراقبون إن خضوع القوانين الخاصة بعملية التبني للعديد من القيود، هي التي تكمن وراء عدم تشجيع الأميركيين على التبني من الداخل. فإجراءات التبني في الولاياتالمتحدة عادة ما تستغرق سنين قبل أن يتم الموافقة عليها من الجهات المختصة، في الوقت الذي تستغرق نفس العملية بضعة شهور فقط في الخارج. مادونا مع ابنتها لورديس وابنيها روكو وديفد وعملت شبكة الانترنت على تسهيل تبني الأطفال بالنسبة للأمريكيين إلا أنها أيضا أوقعت بعضهم ضحايا لنصابين، لا سيما وأن التبني صار أيضا عملا تجاريا بقيمة ملياري دولار سنويا تقريبا ويشهد نموا سريعا. وفي ظل انعدام الضوابط المنظمة لهذه العملية يمكن أن يقع الزبائن المتلهفون على الأطفال فريسة لتجار غير شرفاء. ويقول بيرتمان "غيرت الشبكة العنكبوتية من جوهر التبني بزيادة سرعة العملية وبتوفير أدوات تربوية وموارد دعم رائعة". وأضاف أن الغالبية العظمى من 130ألف عملية تبنى سنويا في الولاياتالمتحدة تتم بطريقة تستوفي المعايير الأخلاقية إلا أن القصص السيئة هي التي تتصدر الأنباء. وعلى سبيل المثال ذكرت تقارير أن سلطات نيوجيرسي أجرت تحقيقا قبل سنوات قليلة في أعقاب تلقي العديد من الشكاوى بشأن وكالة للتبني اتضح أن نشاطها بدأ على يد رجل سبق أن صمم وأدار مواقع إباحية على الانترنت.