تبين من وثائق أميركية سرية مسربة لموقع "ويكيليكس" الالكتروني أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وعد الأميركيين عشية انتخابه بإجراء مفاوضات مع الفلسطينيين وعدم تكرار أخطائه في ولايته الأولى بتشكيل حكومة يمينية وإنما حكومة "يمين - وسط". وافادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أمس الجمعة أن وثيقة مؤرخة بعام 2008 وبتاريخ يسبق الانتخابات العامة بشهرين ونصف كشفت عن لقاء جمع نتنياهو كرئيس للمعارضة في حينه مع السفير الأميركي في تل أبيب جيمس كانينغهام. واستعرض نتنياهو خلال اللقاء وضعه الانتخابي واحتمالات فوزه بصورة متفائلة كما استعرض نواياه السياسية بعد انتخابه كرئيس للحكومة. وادعى نتنياهو أن الانتخابات العامة التي كان الرأي العام الإسرائيلي يترقبها ستشهد "إعادة رسم الخريطة السياسية في إسرائيل". ووعد نتنياهو السفير الأميركي بألا يكرر الأخطاء التي ارتكبها خلال ولايته الأولى في رئاسة الحكومة في العام 1996 عندما رفض تشكيل حكومة مع حزب العمل وشدد على أنه في حال شكل الحكومة هذه المرة فإنه سيشكل حكومة "يمين – وسط". وأضاف أنه قادر على السيطرة على جمهور ناخبيه و"بإمكاني تجنيد تأييد ثلثي اليمين الإسرائيلي لأي اتفاق" وأنه "إذا عمل أوباما معي سنتمكن من تحقيق تقدم حقيقي" في عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين. وقال نتنياهو إنه يعرف أن انتخابه سيقابل بشكوك حيال السياسة التي سيتبعها لكنه وعد "بأني أعرف كيف أتنازل وأعرف كيف أحقق نتائج". وحول العملية السياسية مع الفلسطينيين قال نتنياهو إن الطريق الأفضل هي المبادرة في البداية إلى "سلام اقتصادي" وفي الوقت نفسه انتقد عملية أنابوليس لكنه اضاف "سوف أجري مفاوضات وأظهرت في الماضي أنه بإمكاني تقديم تنازلات لكن حتى لو تفاوضت حول القدس فإنه لن يحدث شيئا". وقالت "يديعوت أحرونوت" إن وثائق أخرى مسربة من "ويكيليكس" أظهرت أن كانينغهام التقى أيضا مع رئيسة حزب كديما تسيبي ليفني. ويظهر من ملخص لقاء بينهما عقد في 2008 أن ليفني كانت متفائلة حيال نتائج الانتخابات وأن أحد أسباب ذلك هو أن الانتخابات الداخلية في حزب الليكود لاختيار قائمة مرشحيه للكنيست وضعت الليكود كحزب يميني مع "قائمة مرشحين متطرفة".