تأخذ مواجهة الهلال والوحدة هذا المساء على كأس سمو ولي العهد في أول نهائي تشهده العاصمة المقدسة في تاريخ البطولات المحلية الكبرى.. أبعاداً تاريخية في مسيرة الناديين باعتباره يمثل عودة عملاقي التاريخ الكروي السعودي في مكةالمكرمةوالرياض إلى الالتقاء مجدداً وجهاً لوجه على كأسٍ بعد مرور 48 عاماً على آخر لقاء نهائي جمعهما في المسابقة ذاتها في ملعب الصبان بجدة سنة 1384ه ويومها فاز الهلال بنتيجة 4/3 وتُوج النجم الكبير مبارك عبدالكريم ورفاقه الأبطال بأول كأس لسمو ولي العهد وقبل ذلك التاريخ بثلاثة أعوام التقى الفريقان لأول مرة على كأس جلالة الملك بملعب الصايغ التاريخي بالرياض وفاز الهلال بأول لقب في تاريخه على مستوى المملكة ومنها انطلق الفارس «الأزرق» ليشق عنان سماء البطولات والإنجازات الخالدة متخطياً اليوم حاجز ال 50 بطولة في غضون نصف قرن من الزمان. ولا أنسى ما ذكره لي مؤسس الهلال ورئيسه آنذاك الشيخ عبدالرحمن بن سعيد (متعه الله بالصحة والعمر المديد) وهو يحدثني عن ذكريات تاريخية لا تزال تختزنها ذاكرته الفذة عن ذلك النهائي الشهير الذي خاضه الهلال بعد أربعة أعوام فقط من تأسيسه قائلاً:"كان كابتن الوحدة العملاق الراحل «عبدالرحن الجعيد» صديقاً حميماً تربطني به علاقة وطيدة منذ ان كنت أرأس نادي الثغر بجدة "الأهلي حالياً" بين عامي (78-1380ه) وكان (رحمه الله) أبرز مدافع في زمانه وهدافاً يهابه الحراس ويسجل من مسافات بعيدة لقوة قدمه وبنيته الجسمانية العملاقة فهو رياضي عسكري وحين خرجت لاستقباله مع فريقه الوحدة لدى وصولهم مطار الرياض همس في أذني بأنه تقديراً لصداقتنا ومعرفته لشخصي سيطلب من زملائه تقليل النتيجة بحيث لاتزيد على ثلاثة أهداف.. وزاد على ذلك قوله انه يعرف ان فريقي لا يملك غير نجم واحد هو (مبارك عبدالكريم) وسيخضعه لرقابته الدفاعية اللصيقة هو وزميله المدافع عثمان (الذلول).. وفطنت لهذه الملاحظة التي زل بها لسانه «رحمه الله» وبادرت في ظهر اليوم التالي إلى استدعاء مبارك عبدالكريم ورجب خميس دون ان يعلم بذلك مدرب الفريق آنذاك حسن سلطان (رحمه الله) وطلبت من (مبارك) في المباراة ان يتراجع من الهجوم بعد الخمس دقائق الأولى إلى وسط الملعب لجذب دفاع الوحدة وبالذات العملاق الجعيد وتمرير الكرات بسرعة إلى الأمام حيث يتواجد زميله المهاجم المغمور رجب خميس (رحمه الله) وبالفعل نفذ الكابتن مبارك عبدالكريم خطتي بحذافيرها كما رسمتها ببراعة وهزمنا الوحدة "ثلاثة أهداف لهدفين صنعها مبارك (هدفين) في الشوط الأول والثالث في الحصة الثانية" وجاءت أهدافنا عن طريق الهداف الخطير رجب خميس صاحب أول ثلاثية (هاتريك) في النهائي (انتهى كلام عبدالرحمن بن سعيد). واليوم بعد مضي نصف قرن انقلبت موازين القوى الكروية بين الناديين ولا نستبعد في الوقت ذاته تكرار سيناريو استهتار الوحداويين بالهلاليين عام 81ه بصورة عكسية من خلال تهاون الهلاليين بخصومهم الوحداويين وشعورهم بثقة كبيرة ان الكأس في قبضتهم وان مسألة حصولهم عليه مسألة وقت ويعودون بعدها باللقب الذي يحتفظون به للموسم الرابع على التوالي. فما قاله كابتن الوحدة الراحل عبدالرحمن الجعيد قبل 51 عاماً قبل مباراة الكأس.. ها هو الكابتن سامي الجابر المشرف الإداري على الفريق الهلالي يعيده قبل الكأس بثقة مفرطة بتصريحه عن نية فريقه بأداء العمرة بعد ان يظفر بالكأس.. وحين يطلق الحكم الاسباني كارلوس فيلاسكو صافرة النهاية الليلة ستظهر الحقيقة الجديدة التي سيخلدها التاريخ الرياضي!!