جاء إعلان ألكسندر ماسكفيتش، رئيس المؤتمر السنوي للقيادة اليهودية التابع لصندوق الأساس في واشنطن قبل أيام قليلة خلال المؤتمر، عن عزمه تأسيس محطة إعلامية موالية لإسرائيل، والتي ستبث على غرار محطات الأخبار الدولية، الجزيرة، BBC،ومحطات أخرى.. ليكشف معه الهاجس الذي تعيشه إسرائيل والصهيونية العالمية من وسائل الإعلام العالمية التي فضحت الممارسات الإسرائيلية القذرة، وما تبادر به من مشاريع استيطانية وتوسعات وقتل ممنهج فضلاً عن ما تحيكه من مؤامرات ضد عالمنا العربي، وليؤكد أن هناك حالة من الارتباك العام تعيشها إسرائيل. فبعد مداولات ومشاورات شارك فيها قرابة 200 من زعماء الجالية اليهودية ومساهمين كبار صدر بيان حول تأسيس محطة إخبارية دولية، يكون شغلها الشاغل هو مواجهة ظاهرة التشهير بإسرائيل في وسائل الإعلام، والتأثير على الرأي العام. ماسكفيتش رئيس المؤتمر، ورئيس الكونجرس اليهودي الأورو – آسيوي أيضا، وهو رجل أعمال إسرائيلي - روسي أكد أن المخطط الذي يرمي له في المرحلة الأولى هو إطلاق المحطة بالإنجليزية، الفرنسية، العربية، والإسبانية، مؤكداً أنها ستكون محطة إخبارية خالصة زاعماً أن الحديث لا يدور عن تأسيس محطة دعائية لكن الحديث يدور عن محطة تقول الحقيقة ، الغريب أن ماسكفيتش حاول أن يظهر أن الهدف من إطلاق المحطة هو الدفاع عن إسرائيل مما يقال عنها في وسائل الإعلام العالمية مدعياً أنه وللأسف في الوضع الراهن، معظم المحطات لا تقول الحقيقة عن إسرائيل , وقال "في كل يوم يمر نخسر في الحرب على صورة الدولة، وأنا أثق أن غولدستون شخص عادل، لم يرغب في المساس بإسرائيل عن عمد، ولكن لو كان كل ما يحصل عليه من وسائل الإعلام يوميا عبارة عن دعاية معادية لإسرائيل، فأنا أفترض أنه من الصعب عليه أن يتخذ القرار السليم". ماسكفيتش، والذي تقدر ثروته بقيمة 3,7 مليارات دولار، يعتزم حشد المزيد من المساهمين لهذه المهمة، إلى جانب رجال الأعمال البارزين: "سلب الشرعية دولياً أصبح خطرا حقيقيا ضد إسرائيل " مضيفاً "لا يُحتمل أن إسرائيل لا تمتلك محطة تلفزيون على غرار المحطات التي تديرها دول مثل الولاياتالمتحدةالأمريكية وبريطانيا وروسيا وقال إن إطلاق مثل هذه القناة أمر حتمي، ولا يتطلب الأمر تفكيراً من لا شيء، هناك نماذج قائمة بالفعل يمكننا أن نبدأ بالعمل طبقا لها". الغريب أيضاً أن القائمين على أمر هذه القناة ذهبوا لأبعد من ذلك وتحدثوا عن أن أهداف القناة تتلخص في كشف المنظمات التي تقف وراء تجريم إسرائيل ومعاقبتها، والقيام بتجريم عكسي لها، مؤكدين أنه لا خيار أمام إسرائيل سوى رد الهجوم، عليها ووضع قائمة انتقام ضد من يقومون بأعمال شيطانية ضد إسرائيل . ولكنه من زاوية أخرى لا أرى لهذه القناة أية أهمية .. فهي قناة معادية، وإذا استهدفت المنطقة العربية فلن تكون إلا لتضليلهم وإهدار ما تبقى لديهم من بصيرة، وهو دور قد لا يختلف في شيء عما أسهمت به عشرات القنوات العربية التي لم تضلل الوعي العربي ولكنها غيبته بالكامل .