بحثت في ذاكرة تاريخنا الرياضي عن أكثر لاعب عرفته الملاعب السعودية يثير الشد العصبي ويزرع التوتر بين اللاعبين.. فلم يطل بحثي كثيراً وأنا اتصفح أرشيف (دنيا الرياضة) وأطالع عقوبات وقرارات ايقافات متكررة صدرت في فترات مختلفة بحق لاعب واحد تشرف بحمل شارة قيادة النادي الأهلي ثم النصر.. تقدم به العمر في الملاعب ومع هذا لم يتغير أسلوبه وكان حرياً به اليوم وهو يسير باتجاه آخر محطات مشواره الرياضي ان يكون في منأى عن أي انفعال وأكثر نضجاً وهدوءاً واتزاناً في رؤية الأمور وادراك مغبة تصرفاته السلبية في الملعب وانعكاساتها على نتائج فريقه العملاق (فارس نجد). وسأذكر هنا حالة واحدة - على سبيل المثال - من تلك الايقافات والعقوبات التي طالته في السنوات الماضية: في مثل هذا الشهر قبل ثلاثة أعوام وبالتحديد في عدد الرياض ليوم الخميس الموافق 17 ابريل 2008م نشرت «دنيا الرياضة»الخبر التالي: «قرر الأمير سلطان بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب ايقاف حسين عبدالغني لاعب الأهلي مبارتين رسميتين عقب اعتدائه بالضرب على حارس أمن الملاعب في ملعب نجران وذلك بتوصية من لجنة الانضباط نظراً لقيامه بالاعتداء على حارس أمن الملعب بعد خروجه من أرض الملعب عقب طرده من قبل حكم مباراة الأهلي مع نجران في الدوري الممتاز عملاً بالمادة (2/31) فقرة (أ) من لائحة المسابقات والعقوبات باتحاد الكرة». حين نتمعن في مثل هذه العقوبة وان كان قد مضى عليها ثلاثة أعوام ندرك ان عبدالغني لديه اصرار عجيب على الوقوع في الأخطاء الفادحة للفت الأنظار إليه أو أنه لا يستطيع السيطرة على توازنه الانفعالي بارتكابه مخالفتين معاً: الأولى داخل الملعب ضد أحد لاعبي نجران استحق على إثرها الابعاد بالبطاقة الحمراء - وما أكثرها في مشواره الرياضي - والثانية حين همّ بمغادرة الملعب أبى إلاّ ان يكرر غلطته بارتكاب مخالفة أخرى خارج الملعب باعتدائه على حارس أمن الملعب كما ورد في نص القرار! ومساء الثلاثاء الماضي وفي آخر مباراة للنصر أمام السد القطري على ملعب حمد بن جاسم في الدوحة بحث عبدالغني كالعادة عن افتعال اشكالات لا مبرر لها مع بعض لاعبي السد وبأسلوبه الخاص القائم على استفزاز الخصم ونرفزته ليخرج عن طوره ويرد على استفزاز حسين لكن فات على (أبو عمر) ان كاميرات الملاعب القطرية بتقنياتها العالية وطريقة اخراجها العالمي سيما بالإعادة البطيئة في أكثر من زاوية عند الرغبة في اظهار المخالفات.. لا تقارن بأسلوب اخراج وتصوير مبارياتنا الذي لا يعطيك كمشاهد متابعة ورؤية المخالفات بدقة متناهية ووضوح تام في الرؤية خاصة عند الإعادة البطيئة بكاميرات من زوايا أخرى مكنتنا - وحتى المحلل التحكيمي - من مشاهدة كافة احداث المباراة عن كثب وأظهرت لنا كيف كان عبدالغني يتعمد ترك الكرة ويتجه لمضايقة خصمه باليد أو القدم.. وحتى انفلات لسانه رصدته تلك الكاميرات بالغة الدقة التي لازمته كظله وبينت للمشاهد أسلوبه المتنافي مع أبسط قواعد ومبادئ التنافس الرياضي الشريف.. والنقطة الأخيرة جسدت حقيقتها قبل موسمين حادثة طرد مهاجم الهلال الشاب عبدالعزيز الدوسري ظلماً بعد احرازه هدفاً بمرمى النصر وانطلق ليعبر عن فرحته بحركة بريئة.. غير ان عبدالغني خدع على حكم المباراة - العالمي - خليل جلال حين أوعز له بأن حركة الدوسري استفزازية لجمهور النصر ليبادر الحكم جلال باتخاذ قرار جائر باشهار أول وآخر بطاقة حمراء في سجل اللاعب الشاب وفي اليوم التالي رفع الظلم عن الدوسري رئيس اتحاد الكرة آنذاك - طيب الذكر - الأمير سلطان بن فهد بإلغاء قرار الطرد الذي كان وراءه أيضاً حسين عبدالغني!!