حين تستعرض العلامات التجارية في العالم، فإن المصاف الأولى ليست لدينا محليا أو بكامل الدول العربية والشرق الأوسط، العلامات التجارية العالمية الجديدة ولا نتحدث من تجاوزت المئة عام، بل عقد إلى عقدين من الزمان، فعلامات مايكروسوفت، وجوجل، وفيس بوك، وتويتر، وآبل بفروع علاماتها أي فون وأي باد وغيرها، أصبحت هي لغة المسيطرة الآن، ظلت العلامات التجارية هي الآن بقيم تتجاوز عشرات المليارات كما هي الآن "كمثال" قوقل وصلت قيمة العلامة فقط "44 مليارا" ولا نتحدث عن قيمة الشركة، هذه المتغيرات التقنية العالية والتي غيرت من خريطة التواصل في العالم وأيضا الأعمال سواء الشخصية أو التجارية، فلا يوجد أي من يعيش على هذه الأرض لم يستخدم هاتفا نقالا أو برنامج مايكروسوفت أو منتجات شركة "أبل" أو مواقع ومنتجات وخدمات فيس بوك وتويتر وقوقل. العالم يتشكل لدينا في زمن اعتقدنا أننا وصلنا لأقصى التقنيات والتطوير التكنولجي، ولكن مع كل ظهور لمنتج أو سلعة جديدة نجد أنها تحدث نقلة وتغير كبير، وهذا يتجسد الآن بمنتجات "أبل" وما يكروسوف وخدمات قوقل وبرامجها. والقادم سيكون أقوى وأشد تغييرا لهذا العالم، هذه المنتجات والخدمات نلحظ أن مصدرها واحد وهو الولاياتالمتحدةالأمريكية التي هي صاحبة هذه الثورة ولم أعرج على كثير من المنتجات الطبية أو العسكرية أو الطائرات المدنية، ولكن نركز على ما يلامس كل إنسان مهما كان علمه أو موقعه أو دخله المادي. لماذا نجحت هذه الشركات الأمريكية بقيادة "شباب" وهم يقودون العالم "باختراعات" سباقة لا نظير لها ؟ يصعب اختزال الإجابة بكلمات، ولكن يمكن أن نطلق العنان لأسباب ذلك هو "التعليم، التشجيع، الدعم، روح المجازفة، الأبداع، التسويق" هذه كلمات يندرج تحتها كم هائل من التفصيل والشرح، حين تنجح الشركات " التكنولوجية " في أمريكا وتقرأ احتياج هذا العالم فهي تغير العالم ككل كما فعلت بوجبة " المكادونلدز " الذي أصبح حرف " M " هو ماركة أمريكية في نقطة في العالم وقيمة العلامة تتجاوز 100 مليار دولار. الشركات الأمريكية تقود "التغيير" و"الموضة" و" التقنية " في العالم، وهذا ما عجز عنه الأوروبيون في المجاراة وحتى اليابانيون إلا في نطاقات ضيقة. ما يدهش أكثر كيف تنجح الشركات الأمريكية بهذا النجاح الباهر الذي يقود العالم ونحن لا نملك إلا أن نستخدم أو نصفق أو نشتري أسهمها ونستثمر ونبارك كل خطواتهم، بل ونطالبهم بالتطوير طبقا لحاجتنا، الدهشة هنا كيف نجحت الشركات الأمريكية وفشلت الحكومة الأمريكية في إدارة الاقتصاد وغرقت في الديون؟ هنا سؤال كبير ومتناقض بين نجاح شركات وفشل سياسية حكومية، وأجزم الجواب ليس سهلا، ولكن أستطيع القول هي الفرق بين عقل تاجر يقرأ الماضي والحاضر والمستقبل، وبين عقلية حكومية تبحث عن الفوز بالانتخابات بأي ثمن للخسارة يمكن تحملها.