اضطر الثوار الليبيون الذين كانوا يتقدمون صباح امس في اتجاه مدينة البريقة النفطية (شرق) الى التراجع امام قوات معمر القذافي، كما افاد مراسل فرانس برس. وتقهقر ما بين 300 الى 400 من الثوار بعد ان تجاوزوا خط الجبهة بنحو عشرة كلم شرق البريقة على طريق اجدابيا وسمع دوي انفجارات قوية انطلاقا من مواقع قوات القذافي. وحلقت طائرات حلف شمال الاطلسي التي اوقفت غاراتها الجوية خلال الايام الاخيرة الهجوم المضاد الذي كانت قوات القذافي تشنه في زحفها الى الشرق، امس على المنطقة. وقد استؤنفت المعارك صباح امس حول البريقة حيث سيطر الثوار على جامعة النفط وهي مجمع ضخم في مدخل المدينة (800 كلم شرق طرابلس و240 كلم جنوب غرب بنغازي معقل المعارضة). ويبدو ان الثوار الليبيين استعادوا امس المبادرة على قوات معمر القذافي بعد ثلاثة ايام من معارك ضارية في شرق البلاد حيث يحقق حلف شمال الاطلسي في مقتل 13 شخصا قال الثوار انهم سقطوا في قصف الاطلسي. واكد الثوار انهم استعادوا المدينة وارغموا القوات الحكومية على التقهقر، لكن سمع تبادل نيران مدفعية. ويبدو ان قوات القذافي تراجعت الى الغرب. ومنطقة البريقة هي مسرح لمعارك عنيفة منذ عدة ايام بين قوات القذافي والثوار الذين تراجعوا بعد ان كانوا حققوا تقدما سريعا نحو الغرب قبل اسبوع ثم انسحبوا تحت ضغط قوات القذافي، ويبدو انهم يستعيدون المبادرة منذ مساء الجمعة بمساعدة قصف التحالف الدولي. وللمرة الاولى منذ بداية التدخل الدولي في 19 اذار-مارس، قتل تسعة من الثوار واربعة مدنيين، بينهم ثلاثة من طلبة الطب جاؤوا للمساعدة على علاج الجرحى، مساء الجمعة في قصف لطائرات الحلف الاطلسي على بعد حوالي عشرة كلم شرق البريقة. واعلن الحلف الاطلسي الذي تسلم الخميس قيادة العمليات العسكرية الرامية الى دعم الثوار، السبت انه "يحقق" في معلومات حول هذا الخطأ المحتمل. وفي بروكسل، اوضح مسؤول في الحلف الاطلسي لفرانس برس ان المنظمة ستحقق خصوصا في ما "اذا كانت هناك حينها طائرات للحلف الاطلسي في ذلك المكان". ووقع القصف على الطريق الذي يربط بين البريقة واجدابيا قبل او بعد قصف جوي على قافلة قوات حكومية قتل فيها سبعة جنود ودمرت عشر سيارات على الطريق نفسها. وعلى بعد 600 كلم غرب البريقة، ما زالت جبهة اخرى مستعرة في مصراته ثالث كبرى المدن الليبية التي يسيطر عليها الثوار وتحاصرها قوات القذافي منذ عدة اسابيع وتقصفها بالمدفعية الثقيلة، كما قال ناطق باسم الثوار. واطلقت قوات القذافي السبت نيران مدفعيتها الثقيلة ودباباتها على المدينة وحاولت اقتحامها من ثلاث نقاط، كما صرح ناطق باسم الثور لمراسل فرانس برس في المدينة موضحا انه لم تحصل اي غارة من الحلف الاطلسي السبت رغم ان طائراته حلقت فوق المدينة. واكد الثوار ان نحو مئتي شخص، معظمهم من المدنيين، قتلوا في المعارك التي دارت في تلك المدينة. وفي جنوب غرب طرابلس، اعلن سكان كتلا ان مدينتهم تعرضت ايضا الجمعة والسبت لعشرات القذائف من طراز غراد اطلقتها قوات القذافي واسفرت عن سقوط نحو ثلاثين قتيلا. وواصلت القوات التابعة للزعيم الليبي معمر القذافي امس قصفها لمدينتي الزنتان ومصراتة بغرب البلاد في محاولة لاستعادتهما من قبضة الثوار. يأتي هذا بينما يواصل الثوار في المدينتين مساعيهما لصد هجمات قوات القذافي التي تحاصرهم منذ أكثر من أسبوع. وفي مصراتة ، ثالث أكبر المدن الليبية ، قصفت قوات الجيش الليبي مبنى يضم مستشفى ما أسفر عن عدد من الإصابات حسبما ذكر شاهد عيان على موقع "تويتر". وقال المتحدث باسم شباب ثورة 17 فبراير عبد الباسط بومزيريق لقناة "الجزيرة" إن كتائب القذافي تقصف أحياء ومنازل مصراتة بالدبابات ، وهي تحاول اقتحام المدينة من أكثر من محور ، كما تحاول الوصول إلى مقر إذاعة مصراتة. وفي الزنتان ، قال متحدث باسم الثوار للقناة إن القصف أسفر عن تدمير عدد من محطات المياه والكهرباء. وكان الثوار قد استعادوا مؤخرا السيطرة على معظم مناطق مدينة البريقة الساحلية بشرق البلاد. الى ذلك قال ساكن لرويترز إن قوات الزعيم الليبي معمر القذافي قصفت مدينة الزنتان الواقعة على بعد نحو 160 كيلومترا جنوب غربي العاصمة في وقت مبكر من صباح امس. وتابع عبد الرحمن لرويترز "كتائب القذافي قصفت الزنتان بنيران الدبابات في الساعات الأولى من صباح امس. كان هناك قصف عشوائي للمنطقة الشمالية (في الزنتان). ما زالت (الكتائب) تحاصر البلدة."