أني أعيذك من كل شيطان وهامة.. ومن كل عين لامة.. أعيذك من شر حاسد إذا حسد.. ومن شر النفاثات في العقد.. أعيذك من شر الحاسدين والحاقدين والمبغضين والكارهين.. أعيذك من المقربين ومن الأبعدين.. أعيذك من كل المحبين والعاشقين. أخاف عليك من سهام الناظرين وأدرأ بك من كيد الحاقدين أعيذك لأني أحبك وأخاف عليك لأني ابنك.. فسهام الحب طالت وسيوف العشق نالت لم تبق لها مجالاً.. ولم تمنع عنها وصالاً. أسهبت لها في العطاء.. وأيقنت لها في النماء.. وأكرمت لها الوفاد.. وبنيت لها الآمال.. وزرعت لها الخصاب.. وسقيت لها الزلال.. ورويت لها من نبع الفؤاد حنان.. واحتويت الكل صغاراً وكبار نساء ورجالا.. أطفالاً .. من لديه نبض ومن لازال في طور النماء.. عفوية الحب لك لم تترك للوقت مجالا.. فجالت في الشوارع وفي الوهاد.. ورفعت راية الأعلام.. ورددت عبدالله أنت ملء السمع والبصر والفؤاد.. وعلت بأصواتها ..وطن كلنا لك حب وفداء.. وغرد الطير في السماء.. نحن لك يا ابن عبدالعزيز ظل وحماة.. ومن كل زوايا البلاد.. تنادت قلوب الأمهات.. تعلو بأصواتها الخافتات.. في ظلام الليل وفي غسق الدجى لا فض فوك.. ولا آلت إليك الصعاب.. ولا نالك باغ.. ولا عناك عناء ولا شقاء.. بربك ماذا يقول عنك الناس.. وماذا تقوله عنك الأعراب.. بل ماذا تقوله الأقطار.. إنها نظرات اعجاب واكبار.. إنها تملك للحواس والأذهان.. إنها حروف تقف حائرة بين الشفاه.. من هو؟ وماذا هو؟ وكيف هو؟ هل للسحر لديه مكان.. أم أنه يقرأ عليهم فاتحة الكتاب.. أم أنه نفث عليهم رذاذاً فيكونون كالسهاد.. نعم يا ابن عبدالعزيز فالنظرة منك سحر وفي عينيك حنان.. وفي كلامك قراءة وتودد والتزام.. فملكت بطيبك كل القلوب وأسرت بعفويتك كل الفئات.. فغارت منك أقوام وأقوام وتمنوا ان يكون لهم مثل ما لك من الحب والوفاء والفداء.. من شعبك ووطنك.. وأنت فيهم أب راع حاكم تخاف الله وتخشى العقاب.. فنلت حباً لا مواربة فيه ولا نفاق.. وتمكنت بحكمتك من ان تكون قائداً معززاً في كل البلاد.. عفواً يا خادم الحرمين فنبعك وفير.. وحقلك خصيب.. ونحن بفضل الله ثم بفضلكم. نبقي في خير عميم. عفواً يا خادم الحرمين فإن الحروف تعجز عن وصف ما بك من خصال.. وان الكلمات لتقف حائرة ماذا عساها ان تنال.. فمعذرة يا ابن عبدالعزيز فأنتم جميعاً أسرة كرمها الله بعزة وتقدير واجلال.. حكمتم بشرع الله.. فكان للعلماء لديكم قدر كبير وللفكر نهج سديد.. فبنيتم صرحاً شامخاً لا يخاف إلاّ العزيز العليم.. ومن كان مع الله.. كان الله معه في اليسر والعسر.. فسيروا يحفظكم الله ونحن معكم أبناء بررة لكم منا كل الولاء والتقدير. حفظ الله بلدنا من كيد الكائدين.. ومن حقد الحاقدين.. وأمدكم واخوانكم بعمر مديد.. في طاعة الرحمن الرحيم.. وفي كل ما فيه خير للإسلام والمسلمين.