عذر اقبح من ذنب.. هكذا قدم الحكم المغمور محمد آل شيف دفاعه عن فعلته بعدما كشف عن نفسه وميوله عبر برنامج "فضفض" الذي تبثه قناة الدوري الكأس القطرية وظهر خلاله وكأنه يعبر عن خيبة امله من فوز الهلال على الغرافة... يقول آل شيف في تصريحاته لأكثر من صحيفة: "انا هلالي واثناء تواجدي في مدرجات الهلال وجدت لاعبا من نادي نجد وحدث بيننا خلاف حول مباراة نجد والجبلين فأخذ يهددني بنشر صورتي عبر الشبكة العنكبوتية لذلك فضلت الذهاب لمدرج الغرافة تفاديا لهذه المشكلة". والسؤال الذي يفرض نفسه، ما هو العيب ان يجلس ال شيف في مدرجات ناد يلعب باسم الوطن وفي مباراة تقام خارج الحدود؟.. ايهما افضل ان يظهر بلباس حب الوطن وتشجيع الاندية السعودية عندما تمثل بلدها؟.. ام الظهور عبر برنامج فضائي كشف "المستخبي" وفضح كل شيء؟ كيف يخشى التصوير بين مدرجات فريق يدافع عن سمعة رياضة بلده ويظهر غاضبا ومنفعلا عبر قناة معروفة للتعليق على المباراة وكأنه ضد الفوز الذي تحقق؟ القيادة الرياضية وهي اعلى هرم يدير الشباب والرياضة تعودنا منها ارتداء ثوب التشجيع لأي ناد سعودي عندما يلعب خارجيا سواءً بالقول او بالدعم والتفاعل؛ وهذا امر طبيعي وواجب وطني فلماذا يعتبر ال شيف الجلوس وسط جماهير ناد يمثل الوطن شبهة حتى يهرب لمدرجات الفريق الاخر؟.. اما حكاية انه ذو ميول هلالية وانه طالب بانزال الاعلام الزرقاء من السيارة التي تقله مع اصحابه حتى لا يحسب عليه هذا التصرف ويتهم بأنه متعصب ل "نادي القرن" فيبدو انها محاولة للهروب من "الورطة" التي وقع بها فوجد ان افضل وسيلة ان يعلن هذا الانتماء الذي نأمل الا يكون لذر الرماد في العيون ومحاولة لقلب الحقيقة وتفادٍ لأي عقاب منتظر. تناقضات آل شيف بينت محاولاته للهروب من ورطة «الفضفضة» بالميول؟ وهناك سؤال آخر للحكم صاحب "الفضفضة" الشهيرة لماذا ظهر منفعلا وغاضبا من فوز فريقه الذي يقول انه يشجعه، ولماذا لم يتحدث عن انتصاره ويدع الغرافة بحاله؟ قبل ان يؤكد ان الاعلام الرياضي المتعصب ضخم القضية وانه يتمنى شطبه كي يرتاح من المعاناة النفسية التي يعيشها، ولا نعلم ما هو مفهوم التعصب في نظر ال شيف؟.. التشجيع ضد اندية بلدك ام محاولة كشف الحقيقة واظهار واقع بعض الحكام دون مكيجة وهم يرتدون ثوب التعصب؟! ولكي نخفف من وطأة تصرف ال شيف على نفسه فنؤكد ان ما حدث ليس المرة الاولى ولن تكون الاخيرة والحمد لله انه حتى الان لم يدر اي مباراة مهمة طرفها الاندية المنافسة لفريقه، والا لربما شاهدنا اسوأ من "الفضفضة"، وليس من المستغرب ان تظهر لنا اصوات تدافع عنه خصوصا ان غيره شجعوا اندية ايرانية ضد اندية سعودية واعلنوا نحر الحواشي في ظاهرة غير مسبوقة في سبيل ان يخسر من يدافع عن الشعار الاخضر، وهذا ربما يسير عليه بعض الحكام الذين ربما يعلنون عن "كرمهم الحاتمي" في المستقبل ولدى ال شيف ومن يسير على نهجه الخبر اليقين. كم اشفقنا على حال بعض الحكام الذي لا يختلفون عن حال بعض زملاء المهنة في تعصبهم و"بجاحتهم" وقراراتهم امثال ال شيف وهناك حكام اعتزلوا وبعضهم لا يزال يعمل قدموا خدمات جليلة لانيدتهم افضل من تلك التي قدمها الرئيس او عضو الشرف، ثمة شيء لابد ان نؤمن به وهو ان هناك اكثر من ال شيف في الوسط الرياضي والتحكيمي وما يحول دون فضحهم انهم يعرفون كيف يؤدون رسالتهم بعيدا عن "الفضفضة". ختاما: اجمل ما في قضية ال شيف انها جعلتنا نقف بدقة على حال التحكيم السعودي واسباب عدم تقدمه وكثرة مطالب الاندية للحكام الاجانب حتى لو كانوا من فئة "ابو ريالين" فهم بكل تأكيد ارحم من ذلك الحكم الذي لا يفرق بين ميوله وبين رسالته وما هو المطلوب منه؟ وكيف يكون عضو نافعا ومفيدا داخل المنظومة الرياضية؟، وما يريحنا كثيرا ان القيادة الرياضية الجديدة بدأت تظهر لها اشياء مع يقيننا التام بقدرتها على المعالجة وردع من يريد ان "ينتصر" لميوله ويصل الى مصالحه الشخصية وخدمة فريقه المفضل على حساب الاساءة لرياضة الوطن وعدم تقدمها، اما لجنة الحكام برئاسة عمر المهنا فهي تستحق الاشادة على تفاعلها وتحقيقها في القضية، ومؤمل ان تكون قرارتها حازمة ولا نظن ان اي ناد في المستقبل سيقبل بآل شيف حكما لمبارياته حتى لو كان فريقه المفضل!