أعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الجمعة ان باريس ولندن تعدان مبادرة من اجل "حل سياسي ودبلوماسي" في ليبيا، وذلك على إثر قمة اوروبية. وقال ساركوزي في تصريح صحافي انه تمهيدا للاجتماع المقرر الثلاثاء في لندن لمجموعة القيادة السياسية للتدخل العسكري في ليبيا، "ستكون هناك بالتأكيد مبادرة فرنسية - بريطانية للتأكيد ان الحل ليس عسكريا فقط بل سياسي ودبلوماسي ايضا". فيما اعلنت وزارة الدفاع البريطانية ان طائرات مقاتلة من طراز تورنيدو تابعة لسلاح الجو البريطاني اطلقت ليل الخميس الجمعة صواريخ على آليات مدرعة ليبية كانت "تهدد" مدنيين في مدينة اجدابيا، شرق ليبيا. وافادت الوزارة في بيان ان "طائرات مقاتلة من طراز تورنيدو كانت تقوم بمهمة استطلاعية في اجواء ليبيا شاركت الليلة الماضية في هجوم منسق بالصواريخ على وحدات جيش العقيد (معمر) القذافي الليبية تنفيذا للقرار 1973 الذي تبناه مجلس الأمن الدولي" في 17 اذار - مارس. واضافت الوزارة ان "طائرات تورنيدو اطلقت عددا من صواريخ برايمستون على آليات مدرعة ليبية كانت تهدد مدنيين في اجدابيا" دون ان توضح ما اذا كانت اصابت تلك الاهداف. وتسيطر قوات القذافي على اجدابيا التي تبعد 160 كلم جنوب بنغازي معقل المعارضة في شرق ليبيا، وقد أفاد أحد مراسلي فرانس برس الخميس ان عددا كبيرا من مقاتلي المعارضة كانوا يتقدمون بسرعة للسيطرة على هذه المدينة المحورية. وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ الجمعة انه لا توجد أدلة مؤكدة على ان الغارات الجوية التي يشنها تحالف غربي على ليبيا قد أوقعت قتلى بين المدنيين. وقال هيغ لتلفزيون سكاي "هذه العملية تنفذ المطلوب منها وهو حماية السكان المدنيين في ليبيا ولا توجد ادلة مؤكدة على حدوث خسائر في الارواح على الاطلاق خسائر في الارواح بين المدنيين من جراء غارات قوات التحالف ضد نظام (الزعيم الليبي معمر) القذافي." من جانبها اعتبرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون ان قوات القذافي أجبرت على التراجع، لكنها ما زالت تشكل تهديداً جدياً لسلامة الشعب الليبي. وقالت كلينتون، في كلمة لها بشأن المستجدات في تنفيذ قراري مجلس الأمن الدولي 1970 و1973 بشأن ليبيا، انه "بعدما كنا نواجه احتمال وقوع مجزرة إنسانية، وفيما كان مئات المدنيين في خطر، تحرك تحالف دولي وكانت الطائرات الفرنسية أول من وصلت إلى سماء بنغازي، فيما تلتها صواريخ كروز من أميركا وبريطانيا... وبعد 5 أيام فقط أحرزنا تقدماً كبيراً". وأضافت كلينتون "تمكنا من تفادي مجزرة في بنغازي، وسلاح جو القذافي والدفاعات الجوية باتت غير فاعلة إلى حد كبير، والتحالف بات يسيطر على الفضاء الجوي فوق ليبيا وبدأت المساعدات الإنسانية تصل إلى المحتاجين". وتابعت ان "قوات القذافي أجبرت على التراجع لكنها ما زالت تشكل تهديداً جدياً لسلامة الناس"، مشيرة إلى ان الرئيس الأميركي باراك أوباما أوضح منذ البداية ان دور الجيش الأميركي سيكون محدوداً من ناحية الوقت والقوة. وقالت "مهمتنا كانت استخدام قدرات أميركا الفريدة لخلق ظروف تناسب فرض حظر جوي والمساعدة في تلبية الحادجات الإنسانية، وكما كان متوقعاً نحن نلحظ تراجعاً كبيراً في أعداد الطائرات الأميركية المشاركة في العمليات فيما يزيد عدد طائرات الدول الأخرى". وإذ لفتت إلى انه يتم الآن اتخاذ الخطوة المقبلة وقد أوكلت إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو" مهمة القيادة الانتقالية والسيطرة على منطقة الحظر الجوي فوق ليبيا، شددت كلينتون على ان الحلف مناسب جداً للتنسيق في هذا الجهد الدولي وضمان أن تكون مشاركة الدول فاعلة لتنفيذ الأهداف المشتركة. ورحبت بالمشاركة العربية في تطبيق القرار الدولي 1973 في ليبيا، مشيرة إلى ان القيادة والمشاركة العربية أساسية. (رسائل إيجابية من معسكر القذافي) قال مسؤولون من الولاياتالمتحدة ودول أوروبية ورجل أعمال مقرب من القيادة الليبية إن أفرادا في الدائرة المحيطة بالزعيم الليبي معمر القذافي يبعثون رسائل لجس النبض تطالب بوقف إطلاق النار أو خروج آمن من ليبيا. وأوضح روجيه تمرز وهو رجل أعمال من الشرق الاوسط له باع طويل في إبرام الصفقات مع النظام الليبي أن رسائل تسعى لشكل من أشكال الانهاء السلمي للعملية العسكرية التي تدعمها الأممالمتحدة أو خروج آمن لافراد من دائرة القذافي أرسلت عبر وسطاء في النمسا وبريطانيا وفرنسا. وقال تمرز إن سيف الاسلام القذافي الابن الأكبر للزعيم الليبي وعبدالله السنوسي عديل القذافي هما أهم أفراد الدائرة المقربة من القذافي الذين يسعون لإيجاد سبل لانهاء القتال. وذكر مسؤول في الامن القومي الأمريكي طلب عدم ذكر اسمه عند مناقشة معلومات حساسة أن وكالات حكومية أمريكية على علم بأن سيف الاسلام والسنوسي يقدمان مبادرات سلام. وذكر المسؤول الامريكي ومسؤول حكومي أوروبي يتابع الاحداث في ليبيا عن كثب أن الحكومة الامريكية وحكومات أوروبية تقيم تلك المبادرات بحذر لكنها لا ترفضها تماما. وقال المسؤول الامريكي "من الواضح أن بعض أفراد أسرة القذافي لديهم دائما خطة بديلة. ولا يعني هذا أنهم سيرحلون ومن شبه المؤكد أن يتمسك أبناء القذافي بوالدهم المجنون بغض النظر عما يحدث." (المهمة قد تستمر اسابيع) قالت مصادر عسكرية فرنسية رفيعة المستوى إن العملية العسكرية الدولية في ليبيا من الممكن أن تستمر لأسابيع أخرى. وقال رئيس أركان القوات المسلحة الفرنسية الأميرال إدوارد جيو في تصريحات لإذاعة "فرانس إنفو" اليوم الجمعة إنه "يأمل" ألا تصل المدة لأشهر. كان وزير الدفاع الفرنسي جيرارد لونجيه قد أكد يوم الخميس أن الحظر الجوي فوق ليبيا صار حقيقة الآن، ولكنه أشار إلى أن انهاء عمليات القوات الأرضية سيستغرق فترة أطول. الى ذلك عبر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون عن أسفه لان السلطات الليبية لم تتخذ أي إجراء لتنفيذ التزاماتها الواردة في قرار مجلس الامن الدولي الذي صدر قبل اسبوع. وقال بان كي مون في تقرير حول الوضع في ليبيا خلال اجتماع للدول ال 15 الاعضاء في مجلس الأمن مساء الخميس ان "السلطات الليبية اعلنت مرارا انها التزمت وقفا لاطلاق النار". واضاف "لم نر أي دليل على ان الامر كذلك، بل بالعكس استمرت مواجهات عنيفة". ورأى الأمين العام للمنظمة الدولية ان الحكومة الليبية "لم تتخذ أي اجراءات لتنفيذ" بنود قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1973.