عندما تزور مركز العناية بالقلب في مدينة الملك فهد الطبية بالرياض ستدرك للوهلة الأولى انك في أيد أمينة.. أطباء ذوو كفاءة وخبرة عاليتين.. ممرضون وممرضات على قدر كبير من المسؤولية والمهنية والخبرة.. يعملون بتفان.. يؤدون دورهم باحتراف.. لا يتذمرون .. لا يتأففون.. لا يتضايقون.. لا يملون.. تظنهم أحيانا أطباء وليسوا ممرضين بسبب اتقانهم لمهنتهم.. أمام هذه المميزات التي يتحلى بها طاقم هذه الوحدة، لا تتوقع انك ستلتقي سعوديا واحدا، ليس لعدم كفاءة السعوديين، إنما لقلة خبرتهم في مجال التمريض أمام القدرات البشرية القادمة من أوروبا وأمريكا وشرق آسيا وبعض الدول العربية الشقيقة، التي تمتلك خبرات طويلة في هذه المهنة الإنسانية بالدرجة الأولى. نجاح وسوسن.. فتاتان سعوديتان ضمن هذا الطاقم الحساس.. تضربان لنا مثالا في قدرة الفتاة السعودية على ممارسة أصعب المهن وأكثرها حساسية وتحملا للمسؤولية.. تعملان ضمن صفوة الطاقم الطبي في هذا المجمع العملاق.. تمارسان دورهما بكفاءة عالية ومعرفة عميقة بأسرار وخبايا هذه المهنة، رغم انتمائهما لمجتمع ينظر للممرضة السعودية بفوقية ولا يعيرها اهتمامه... تؤديان دورهما على أكمل وجه، في حشمة ووقار.. بحجاب الفتاة السعودية الكامل الذي يشمل النقاب والملابس الفضفاضة التي تغطي كامل الجسد ولا تسمح بوجود ثغرات للآخرين... نجاح وسوسن تقضيان 12 ساعة في هذه الوحدة المخصصة للحالات الحرجة التي تحتاج إلى يقظة وحسن تصرف.. طوال هذه الفترة لا تجدان الوقت لارتشاف فنجان قهوة أو كوب عصير أو " الرغي" بالجوال، فيما عدا فترة الراحة القصيرة.. حتى أصبح بعض المرضى يشعرون أنهم ضيوف ثقلاء على هذا القسم للمجهود الكبير الذي يبذله طاقم التمريض... نجاح وسوسن تمضيان الوقت – مع بقية الطاقم – في كتابة التقارير ومتابعة الحالات وتقديم الأدوية للمرضى ومراقبة الأجهزة المتعددة التي تملأ أجسادهم وأخذ العينات منهم وتلبية رغباتهم التي لا تنتهي.. والبشاشة والسرور تظهران على محياهما .. هذه البشاشة والتفاني والمهنية العالية، لا تتوفر في كثير من بنات بلدنا، اللاتي اعتدن على عدم تحمل المسؤولية، حتى أن بعضهن يتركن لبنات الجنسيات الأخرى تحمل أعباء المرضى ويبقين فقط لتقديم الدواء لمرضاهن بكل أنفة وكبرياء... من يريد تغيير نظرته السلبية تجاه مستشفيات وزارة الصحة عليه زيارة مدينة الملك فهد الطبية.