صحة الفم والأسنان تؤثر على الجهاز العام للإنسان، وبعض الأبحاث تؤكد أن أمراض الأسنان قد تؤثر على القلب، وقد تتسبب في الإصابة ببعض أمراض الروماتيزم، فالفم والأسنان مدخلان لتغذية الإنسان، وهناك ارتباط سواء مباشرا أو غير مباشر بين الأسنان والأمراض الجهازية وصحة الجسم عامة. اوضحت آخر الدراسات بالمملكة العربية السعودية أن تسوس الاسنان من اكثر الامراض انتشارا في المملكة، حيث بلغت نسبته الى ما يقارب 93% ولقد وجدت الدراسات ان نسبة الاصابة بمرض التسوس لدى اطفال المملكة (مابين 6-7 سنوات) تتراوح ما بين 74% - 93%، واظهرت الدراسات المسحية لاطفال المدارس ان نسبة الاصابة بمرض التسوس قد وصلت الى حوالي 90% بينما طلبة رياض الاطفال وصلت نسبة التسوس شديد الانتشار 20% - 27% (يصيب اسنان الاطفال نخر سريع وشديد) وقد تباينت نسبة الاصابة بالمرض حسب شدة المرض والمنطقة الجغرافية والفئة العمرية والجنس. الأسنان هي أدوات ابتدعها الله لتساعد الإنسان على مضغ طعامه وطحنه بطريقة جيدة ولتساعده كذلك على استشعار المضغ والتلذذ به، كما أن عصارات المعدة والامعاء لا تستطيع القيام بوظائفها كما يجب إذا لم يكن الطعام ممضوغاً جيداً ومقطعاً إلى قطع صغيرة بواسطة الأسنان، والكتل الكبيرة التي يتم ابتلاعها دون مضغ ليس بالإمكان هضمها جيداً وقد تسبب تعباً واضطراباً في المعدة والجهاز الهضمي وعسراً في الهضم، وتبدأ الأسنان اللبنية والدائمة في التكون والجنين لا يزال في بطن أمه، لذا تعتبر فترة الحمل فترة مهمة ومؤثرة على تكون الأسنان واكتمال نموها بشكل صحيح وقوي، فيجب على الأم في فترة الحمل أن تحرص على تغذية جنينها وهو في رحمها وتحرص على تناول الغذاء الصحي الغني بالبروتين والكالسيوم ليحصل جنينها بإذن الله على أسنان قوية. ومن ناحية أخرى فإن الفقدان المبكر للأسنان اللبنية (المؤقتة) بسبب تسوس الأسنان يؤدي في الغالب إلى سوء انطباق الأسنان الدائمة لاحقًا وبالتالي التأثير السلبي على المظهر، كما أن الفقدان المبكر للأسنان يمكن أن يؤثر سلبًا على تغذية الأطفال وبالتالي إلى سوء النمو. تشريح السن ماهو تسوس الاسنان؟ تسوس الأسنان هو مرض جرثومي، حيث إن البكتريا المسببة للتسوس تفرز الأحماض التي تعمل على انحلال طبقة المينا الطبقة الخارجية لسطح السن، وكلما زاد تواجد البكتريا كلما زاد الإفراز الحمضي والذي يصل لعاج السن وهي الطبقة التالية التي تكون جسم السن. وفى حالة عدم تقديم العلاج تتدهور درجة التسوس من مجرد وجود بقع بلا لون إلى ثقوب في الأسنان، والتسوس في حد ذاته غير مؤلم حتى تتفاقم الحالة سوءاً ويصل إلى البنية الداخلية للأسنان (العاج ولُب الأسنان) فيهيج العصب ويمزق الأوعية الدموية للأسنان.. وإذا لم يُعالج كل ذلك، تظهر مضاعفات أكثر حدة مثل الخراجات تحت جذور الاسنان. للتسوس نوعان باعتبار زمن وسرعة حدوثه: * التسوس المزمن: ويحدث خلال زمن طويل، وعلى عدة مراحل؛ مبتدئا بالمينا ثم العاج وأخيرا اللب. * التسوس الحاد: ويحدث بسرعة كبيرة؛ فيصل إلى لب السن دون أن تتمكن أنسجة السن من حمايته، ويحدث هذا النوع من التسوس كثيرا عند الأطفال، وفي بعض الأحيان نشاهد التسوس توقف عند حد معين، وهذا ما يسمى بالتسوس المتوقف. مضاعفات التسوس: لا يتوقف الأمر في التسوس على المنظر غير الجميل للسن، ولا يقف عند حدود السن أو الفم، إنما يتطور الأمر إلى مضاعفات صحية عدة، منها ما يصيب الأسنان نفسها، ومنها ما يتعدى ذلك الى: * خلع الأسنان: إذا لم يعالج التسوس مبكرا فسينتج عنه آلام ومضاعفات تؤدي إلى قلع السن المصابة. * تآكل الأسنان: قد ينتج عن التسوس فقدان جزء من التاج أو الجذر، أو تآكل كل التاج أحيانا ولا يتبقى سوى الجذر. * خراج تحت الجذور: إذا استمر تقدم التسوس فقد يحدث تلفا في اللب ينتج عنه خراج تحت الجذر، ما يسبب التهابات كبيرة كالتهاب الغدد الليمفاوية والتهاب العظم والتهاب الجيوب الأنفية. * كما أن الأسنان المصابة بالتسوس تشكل أحيانا مدخلا لالتهابات خطيرة تؤثر على أعضاء أخرى من الجسم، كالقلب عند من يعانون من عيوب خلقية أو أمراض القلب الروماتيزمية. * يضاف إلى ما تقدم حصول حساسية في السن، مع صعوبة في الضغط على السن والعض به، كذلك ألم مستمر في الأسنان. أكثر الناس عرضة للإصابة بتسوس الأسنان: يعتقد خطأ أن الأطفال هم المعرضون فقط للإصابة بتسوس الأسنان، لكن الصحيح هو أن تسوس الأسنان يصيب جميع الفئات العمرية، فالتغيرات التي تصاحب التقدم في السن تجعل من تسوس الأسنان مشكلة تواجه البالغين أيضا؛ فحالة تراجع اللثة بعيدا عن الأسنان والتي تنتج عادة بسبب الإصابة بأمراض اللثة الشديدة تساهم في كشف جذور الأسنان. ومن جانب آخر فقد تكون أسنان كبار السن التي بها حشوات معرضة أيضا للإصابة بالتسوس حول حواف هذه الحشوات؛ وسبب وجود الحشوات عندهم أكثر من غيرهم عدم احتياطهم في صغرهم وانتباههم لأهمية مادة الفلورايد، ذلك أنهم لم يكتسبوا المعرفة الكافية بأهمية وفائدة مادة الفلورايد في عمر مبكر، وغيرها من الإرشادات الطبية الحديثة والتي كان من شأنها مساعدتهم في تجنب هذه المشكلة، لذلك تؤدي لضعف أو تكسر هذه الحشوة مع مرور الوقت مما يسمح للبكتيريا بالتراكم في الفتحات الصغيرة جدا الناتجة عن ذلك مسببة تسوس الأسنان. لا يتوقف الأمر في التسوس على المنظر غير الجميل للسن قد يتطور الأمر إلى مضاعفات صحية عدة