أصدر الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس تعليماته لمسؤول الشؤون المدنية حسين الشيخ، لاجراء الترتيبات الأمنية واللوجستية للتحضير لزيارته إلى قطاع غزة. وتاتي هذه الخطوة من جانب عباس تجسيدا عمليا لموقفه الذي عبر عنه خلال افتتاح جلسة المجلس المركزي الاربعاء الماضي، حيث اعلن استعداده للذهاب إلى قطاع غزة لإنهاء الانقسام، ودعا رئيس حكومة حماس اسماعيل هنية لإجراء ترتيبات زيارته إلى القطاع واستقباله في معبر بيت حانون بالتنسيق مع فصائل العمل الوطني والفعاليات الشعبية. واشار عباس الى أن ذهابه للقطاع لن يكون للحوار بل من أجل الاتفاق على تشكيل حكومة تكون من أولويات مهامها إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية. من جانبها، عبرت اسرائيل عن قلقها ازاء احتمال تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية تكون حركة حماس جزءا منها، ما دفعها الى القيام بحملة معاكسة لمنع مثل هذه الخطوة. وذكرت صحيفة "هارتس" في عددها أمس ان تل ابيب اسرائيل بدأت اتصالات مع الادارة الاميركية ودول مركزية في الاتحاد الاوروبي للضغط على الرئيس الفلسطيني كي لا يشكل حكومة وحدة مع حماس قبيل الانتخابات في الضفة الغربية وفي غزة. واشارت الصحيفة الى ان رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو ومستشاريه رون ديرمر واسحق مولكو بدأوا باجراء محادثات مع الاميركيين ومع محافل دولي اخرى لمنع هذه الخطوة من جانب الفلسطينيين، فيما يعتزم نتنياهو طرح الموضوع في محادثات يجريها في الايام القريبة القادمة مع زعماء اجانب". وكان نتنياهو قال في مقابلة مع شبكة "سي.ان.ان" امس "انه يعارض بشدة مبادرة عباس للوحدة الفلسطينية، زاعما ان مثل هذه الخطوة لن تسمح بتقدم المسيرة السلمية. وقال "الان هم يتحدثون عن وحدة وطنية مع حماس، التي تدعو لابادتنا". وتساءل "كيف يمكن ان يكون مع السلام مع اسرائيل وفي نفس الوقت السلام مع حماس التي تريد ابادتنا؟ هل يمكنك ان تتصور اتفاق سلام مع القاعدة؟ بالطبع لا". واضاف: "نحن نطلب من الاسرة الدولية الايضاح للفلسطينيين بان اقامة حكومة وحدة مع حماس ستكون خطوة تدل على عدم الاهتمام بمواصلة المسيرة السلمية".