دشن "محمد بن مشحن الغثيم" -وكيل محافظ بيشة- مؤخراً حملة التحصين ضد "الحمى المالطية"، والتي تنظمها مديرية الزراعة بالتعاون مع الشؤون الصحية وعدد من الجهات الحكومية في المحافظة، وتستمر لمدة شهر في قرى جنوب محافظة بيشة، من خلال جولات ميدانية على حظائر المواشي والمزارع وتحصين الأغنام والأبقار والإبل، بالإضافة إلى توزيع نشرات توعوية على الأهالي تتضمن التعريف بأعراض المرض وسبل الوقاية منه. ويأتي تنظيم هذه الحملة بالتنسيق بين عدد من الإدارات الحكومية في المحافظة لمحاصرة المرض الذي أعلن استيطانه في المحافظة قبل عامين، بعد تسجيل مديرية الشؤون الصحية ممثلة في إدارة الرعاية الصحية الأولية (295) حالة إصابة جديدة، بزيادة قدرها (19%) عن العام الذي يسبقه. ومنذ إعلان استيطانه وحملات المكافحة مستمرة، حيث تتركز كل عام في قطاع من القطاعات، ففي العام الماضي كانت الحملة موجهة لقرى شمال محافظة بيشة حيث كانت نسبة الإصابة بالمرض (47%)، بينما كانت نسبة الإصابات في جنوب المحافظة قد بلغت (32%) مقابل (20%) في وسط المدينة، في حين كانت أكثر الفئات تعرضاً للإصابة بالمرض في محافظة بيشة هي الفئة من (15-44) سنة بنسبة (44%) من إجمالي الحالات، بينما بلغت نسبة المصابين بالمرض ممن تتراوح أعمارهم بين (5-14) سنة (26%) من إجمالي المصابين، أما الفئة من سنة واحدة إلى 4 سنوات فكان نصيبها من الإصابة بالمرض (6%) فقط، في حين بلغت نسبة المصابين بالمرض ممن تجاوزوا (45) عاماً (24%)، دون أن تسجل أي حالة للإصابة بالمرض للأطفال أقل من سنة واحدة. وقد أعلن الطب الوقائي في رعاية بيشة أن هذه الزيادة في عدد حالات الإصابة بالحمى المالطية مقارنة بحجم التوعية الصحية لمكافحة المرض، يعد دليلاً على وجود ظروف بيئية مساعدة لجعل المرض دائم الحدوث، وخاصةً انتشار المرض في الحيوانات، وأن هذا يتطلب ضرورة السيطرة على المرض بتكاتف الجهود بين العديد من الجهات ومنها وزارة الصحة ووزارة الزراعة، إلى جانب الاستعانة بجهود وزارة التربية والتعليم لنشر التوعية بالمرض بين صفوف الطلاب والطالبات وأسرهم. يذكر أن "الحمى المالطية" يُعد مرضاً بكتيرياً عاماً، يتميز بحدوث ارتفاع في درجة حرارة الجسم بشكل مستمر أو متقطع، إلى جانب صداع وضعف عام وتعرق شديد وآلام في المفاصل، بالإضافة إلى الاكتئاب ونقص في الوزن وآلام عامة في الجسم، وأن هذه الأعراض من الممكن أن تستمر من عدة أيام إلى أشهر، وربما إلى سنة في حالة عدم العلاج، وينتقل المرض عن طريق ملامسة أنسجة أو دم أو بول الحيوانات، أو التعامل مع حيوانات "مجهضة" المشيمة، عند وجود تشققات أو جروح في جلد الإنسان، وكذلك عند تناول حليب طازج، ويمكن أن ينتقل المرض عن طريق الهواء مباشرة في المزارع والمسالخ.