جدد حزب المؤتمر الوطني الحاكم فى السودان تمسكه بإجراء الحوار الوطني الشامل مع كافة القوى السياسية كأولوية قصوى لحسم القضايا الخلافية والموضوعية التي تسهم في الإستقرار والسلام الدائم متهماً أحزاب المعارضة بعدم الجدية والمشاركة في آلية الحوار وسعيها لاجهاض الأجندة الوطنية بهدف التخريب وبلبلة الرأى العام. وقال أمين المنظمات بالمؤتمر الوطني قطبى المهدي في تصريح نشر أمس ان الوسيلة الرئيسية لإخراج القوى السياسية المعارضة من عزلتها الحالية هو إعترافها بالحوار الوطني الجاد والدخول في كافة المشاركات السياسية والتفاوضية مع الحكومة والمؤتمر الوطني. وأبان ان الحوار القائم الآن بين المؤتمر الوطني وبعض الأحزاب السياسية يخدم أجندات عريضة تشمل كافة قطاعات المجتمع من منظمات مدنية وإنسانية ومؤسسات حكومية وأهلية وبمشاركة قطاعات الشباب والمرأة وغيرها للوصول لقواسم مشتركة تكون للقوى السياسية دور رئيسى فيها ولإرضاء جميع الأطراف . على الصعيد الأمني، أعلن جيش جنوب السودان ان مقاتلي ميليشيا هاجموا عاصمة ولاية اعالي النيل المنتجة للنفط بجنوب السودان أمس مما ادى الى سقوط عدد غير معروف من الضحايا. ويشير هذا الهجوم الذي تعرضت له ملكال عاصمة ولاية أعالي النيل الى تصعيد موجة من الاشتباكات بين جيش الجنوب والميليشيات وهو ما يثير مخاوف بشأن استقرار جنوب السودان مع دنو موعد انفصاله المقرر عن الشمال في التاسع من يوليو القادم. وقال فيليب اجوير المتحدث باسم الجيش الجنوبي صباح أمس "هناك قتال يدور في ملكال. الميليشيا اخترقت البلدة. اغاروا ليلا." وألقى اجوير بالمسؤولية عن الهجوم على ميليشيا كانت متحالفة مع جورج اثور الزعيم المنشق عن الجيش الشعبي في الجنوب الذي اعلن انشقاقه العام الماضي قائلا بانه تعرض للاحتيال في انتخابات حكام الولايات بولاية جونقلي المجاورة. وفي يناير الماضي صوت الجنوبيون بأغلبية كاسحة لصالح الانفصال عن الشمال في استفتاء وعدت به اتفاقية السلام الشامل الموقعة بين الجانبين عام 2005 والتي أنهت عقودا من الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب. ويتهم الجيش والحكومة في جنوب السودان الشمال بمؤازرة ميليشيات في الجنوب لزعزعة استقرار المنطقة والسيطرة على امكانات الجنوب النفطية وهو الاتهام الذي تنفيه حكومة الخرطوم. وقال عمال معونة في ملكال إنهم استيقظوا الساعة الرابعة من صباح أمس على اصوات اطلاق الرصاص والقذائف. وقال احد عمال الاغاثة الانسانية الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن اسمه "لسنا على مقربة من القتال الا ان المباني كانت تهتز. اضطررت للاختباء تحت سريري". وقال احد المقيمين في ملكال إنه شاهد جثث عدد من المدنيين ممن قتلوا في هذه الاشتباكات. إلى ذلك، حذرت مجموعة اميركية للمراقبة في ابيي ان مجموعات مسلحة مدعومة من الجيشين الشمالي والجنوبي تعزز وجودها في هذه المنطقة المتنازع عليها بين شمال وجنوب السودان. وقالت مجموعة "مشروع كفى" (ايناف بروجيكت) ان صورا التقطت بالاقمار الاصطناعية تكشف "تعزيز وتحصن جهات مسلحة فاعلة" مرتبطة بالجيش النظامي للشمال والجيش الشعبي لتحرير السودان، المتردون السابقون الذين يقودون اليوم جيش الجنوب. وتعمل هذه المنظمة في مكافحة جرائم الابادة وتخشى عودة الحرب الاهلية الى المنطقة بسبب هذا التصعيد.