استوقفني حديث مع بعض الإخوة حول القطاع الخاص وبعض التساؤلات عن دوره الوطني..ماذا عن خطة السعودة التي ينبغي أن تقدمها المؤسسات الخاصة الكبيرة لدى وزارة العمل..أي لم لاتطالب الوزارة بهذا النوع من الطلبات.؟ أهمس في أذن كبار القياديين لدى القطاع الخاص لأقول لهم إن وجود السعوديين يقوي و لا يضعف، والدليل (سابك) الشركة الوحيدة السعودية (برغم وجود عمالقة آخرين في القطاع الخاص السعودي) التي فرضت نفسها كأحد أكبر خمس عمالقة في شركات البتروكيماويات في العالم مثل (بي أس أف) و (بير) و (ليندل باسل) و (دو كميكال) ...احتلت سابك هذا الموقع بكوادر سعودية . بصراحة أضحك عندما ينتقد أحد (قيادات القطاع الخاص الذين لا يؤمنون بالسعودة) عندما يبسطون نجاح سابك بأنه نتيجة دعم الدولة و بيع المواد الخام بسعر رخيص لسابك ...الحقيقة أن حكومتنا الكريمة كانت سخية مع أغلب القطاعات الاقتصادية، ومع ذلك لم يحقق منتقدون من القطاع الخاص سابك هذا النجاح، وتوجد دول أخرى تمتلك كمية من الغاز أكثر من السعودية وبتنوع أكثر مثل روسيا و إيران ومع ذلك لم تكن عندهم مثل سابك بل إن روسيا عن طريق (جازبروم) تلجأ لشركة (بي أس أف) الألمانية في عملية تحويل الصناعة البتروكميائية , ولا ننسى أن أكثر من ثلث أصول سابك في الخارج ولا تنعم بامتياز الغاز الرخيص، وكذلك الكثير من سلة منتجاتها غير مشتق من غاز الإيثان الرخيص كذلك....السبب باختصار كانت السعودة الصادقة و الحرص على كفاءة و تطوير الموظف لدرجة أن الموظف يتحول الأول و الأخير لشركته الأم. خطة السعودة لو تحققت على مستوى المؤسسات الكبيرة سوف تنتقل بسلاسة للمؤسسات المتوسطة و الصغيرة بهدوء وبدون أي ضغوط...المطلوب من القطاع الخاص ليس أن يقضي على البطالة بل أن يسعود نفسه ويستمر في تحقيق نموه وبزيادة حجم القطاع الخاص أيضا ...مثلا ألاحظ وجود توجه لإعطاء شركة أرامكو مشاريع و مقاولات في بناء البنية التحتية ...في نظري أرامكو تقوم بذلك من باب الوطنية لأن أرامكو ليست شركة مقاولاتية و لكن لم لا يخصص النشاط المقاولاتي لدى أرامكو وتطرحه كمنشأة مستقلة تمتلك فيها ما تراه و الباقي مساهمة عامة ليظهر كيان جديد في المقاولات كمساهمة تمتلك قدرات لخلق فرص عمل عديدة، ويتحول إلى استثمار ربحي للدولة، وأرامكو، والمجتمع ... وجود الكثير من المشاريع التي يطالب أيضا بتنفيذها من قبل الدولة يمكن طرحها للتشغيل الذاتي لدى القطاع الخاص لفترة زمنية طويلة، ثم تعود للقطاع العام مثل مشروع (الجسر البري) المتوقف و الذي سوف يخلق الكثير من الفرص الوظيفية....الحديث طويل ولم ينتهِ، ولكن زاويتي انتهت وإلى الأسبوع القادم.