شاهد العالم أجمع مراسم عودة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - إلى أرض المملكة سالماً معافى، بعد رحلته العلاجية الناجحة ولله الحمد، حيث كانت أشبه بالغيث الذي سقط على أرض فاستبشرت به. فلقد رأينا تسابق المواطنين مبكرين إلى المطار ليحفظوا بشرف استقبال مليكهم حال وصولهم، وكم كانت البهجة تملأ قلوبهم والشوق إلى لقائه يثلج صدورهم، وكانت مراسم الحفاوة بوصوله من قبل أبناء شعبه لوحة معبرة، حيث وقفوا له على جانب الطريق يهتفون باسمه، ويرفعون صورته بأيديهم، مع الابتسامات العريضة التي بادلهم إياها - حفظه الله - وقد اصطفوا على جانبي الطريق مشكلين سلسلة بشرية امتدت من مطار الملك خالد الدولي حتى مدخل قصره - حفظه الله - وهم يهدفون إلى السلام على مليكهم ومصافحته - يحفظه الله - ولا تفوتنا اللفتة الحانية الكريمة حين وقف موكبه - يحفظه الله - ليبادر مليكنا بمصافحة شبابنا الذين اصطفوا لاستقباله. هذا المنظر رسم لوحة فنية رائعة تصف مشاعر الشعب السعودي تجاه قائده خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - أصدق وصف وأدق تعبير، وقد يسأل الإنسان لماذا كل هذا الحب النقي؟ لماذا كل هذا الولاء الخالص؟. إن الجواب عن هذين السؤالين هو في استبشار المواطنين خيراً برؤية مليكهم خادم الحرمين الشريفين، وقد شبهت عودته - حفظه الله - في صدر هذه المقالة بالغيث النافع، وبالفعل كانت عودته - يحفظه الله - مملوءة بالخير الجم النافع، لقد خفف على المواطنين غلاء المعيشة، وأعان الشباب العاطل عن العمل بمكافأة ريثما يجد عملاً، وأفرج عن المساجين، وضم الطلبة المبتعثين على حسابهم الخاص إلى حساب الدولة، وساعد المستفيدين من الضمان الاجتماعي وذوي الاحتياجات الخاصة وزاد مخصصاتهم، وثبت كل موظفي البنود، فماذا تريد ان تكون مشاعر هذا الشعب النبيل تجاه قائد فذ أحس بحاجتهم ومعاناتهم فعمل - يحفظه الله - لتسخير سبل العيش الكريم جاهداً كل الجهد على سد هذه الحاجة وتخفيف هذه المعاناة، وقد كانت أوامره الحكيمة لما فيه رفاهية المواطن وازدهار الوطن. اسأل الله سبحانه وتعالى ان يسبغ على مليكنا وقائدنا خادم الحرمين الشريفين ثوب الصحة والهناء، وان يديم على شعب المملكة النبيل رفاهية العيش ورغد الحياة، والأمن والأمان في ظل قيادته الحكيمة - حفظه الله ورعاه - ومؤازرة ولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني، حفظهم الله، وأدام عز هذا الوطن الغالي. * نائب الأمين العام لمجلس الوزراء