ليش تدمع عينها واحنا سببها.. ليش نكسر قلبها حزنُ أسية.. ما تشوف عيالها سنة وشيعة.. كلنا بعيونها صرنا سوية؛ هكذا إذن، أراد راشد الماجد أن يكون صاحب موقف إزاء ما يحدث في البحرين، في التفاتة مفاجأة، قل أن يلتفت إليها مطرب خليجي؛ مغنياً الأرضَ التي لطالما أعلن حبهُ المبكر لها ومسجلاً انحيازه المطلق إلى تراب وشعب "ديلمون"؛ متسامياً بنبرته؛ فوق خطاب النعرات والفرقة المذهبية؛ عبر أغنية وطنية خالصة، تحملُ مضامينها، رسالة دعوة إلى وحدة الشارع والعودة إلى حضن الأم-الأرض؛ في أغنية جاءت أشبه ببلسم للآهات والجروح، بعد تلك الأحداث المؤسفة التي شهدها الشارع البحريني. والملفت أيضاً أن موضوع الأغنية جاء على درجة عالية من الذكاء في التعاطي مع الحدث الساخن، إذ لم تعبر كلمات الشاعرة "ضما الوجدان" عن أي ما من شأنه تحويل الأغنية لصالح طرف ضد الآخر، وإنما عزفت الأبيات الشعرية على الوتر الأسمى وهو حب الوطن والولاء لأرضه، معلنة صراحةً رفضها الخطاب الطائفي والتزامها، قِيم الولاء والمحبة، عبر لحنٍ شجي لأحمد الهرمي تشربتها كلمات أغنية: (البحرين ما نرضى زعلها). ولعل الدليل على نجاح رسالة الأغنية في التعبير عن الجميع هو عندما لجأ "الطرفين البحرينيين" إلى إذاعة الأغنية على "اليوتيوب" بمونتاجين وإخراجين مختلفين، كلٌ بحسب توجهه. الأغنية التي شارك في غنائها أيضاً: أحمد الهرمي ونزار عبدالله ووليد الشامي؛ مثلت بحق نموذج الأغنية الوطنية الإنسانية، في تجلياتها الوجدانية وفي موضوعاتها الملتصقة مع قضايا وهموم الإنسان الحساسة والآنية؛ إذ نصغي إلى الأغنية وهي تقول: "وش جرى في هالزمن يومٍ يخلي/الأخو يرفع يده في وجه خيه".. قولوا كلمة لا بصوت الجماعة/ للعدو الي يبي سفك الهوية" وصولاً إلى المقطع الحاسم في القصيدة: "لا تفاصل لا تنازع لا تهاون/ لا تطاول لا فتن لا طائفية/ وارفعوا كلمة نعم فوق المنابر للأمانة للولاء وللحمية". بقي أن نشير إلى أن الأغنية جسدت بصدق، مسؤولية الفنان تجاه مجتمعه وكشفت مدى مستوى وعيه الفكري والسياسي في التعاطي مع الأحداث المحيطة وهو ما برع راشد الماجد ورفاقه في قوله والتعبير عنه بمصداقية. راشد الماجد