الحمد لله رب العالمين حمد العابدين الشاكرين، والصلاة والسلام على سيد الأولين والآخرين وخاتم الرسل والنبيين محمد بن عبد الله أفضل الصلاة وأتم التسليم، أما بعد... فتبتهج المملكة العربية السعودية حكومة وشعبا رجالا ونساء في هذه الأيام المباركة السعيدة بمناسبة عودة خادم الحرمين الشريفين ملك القلوب والإنسانية، والعلم والإصلاح والحوار الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود إلى أرض الوطن سالما معافى بعد الرحلة العلاجية التي تكللت ولله الحمد والفضل بالنجاح . وبهذه المناسبة يسرنا أن نهنئ القيادة الرشيدة والشعب السعودي الكريم بهذه العودة الميمونة. فإنسانية خادم الحرمين الشريفين وأبوته وجهوده الداخلية والخارجية محل إعجاب وتقدير الأسرة الدولية والإسلامية والمحلية وإنجازاته الكريمة لا مجال لحصرها في كافة المجالات، ومنها مجال التعليم العام والعالي، ولعلنا نذكر على سبيل المثال لا الحصر بعض إنجازاته، ومنها مشروع الملك عبد الله بن عبد العزيز لتطوير التعليم العام الذي يؤسس- بإذن الله-لجيل متكامل الشخصية المحافظ على دينه وثقافته وينمي الانتماء للدين والوطن وتتوافر فيه الجوانب الأخلاقية والمهنية؛ ذلك المشروع الذي يحترم العلم ويعشق التقنية، أما جهوده –حفظه الله- في تطوير التعليم العالي فهو محل تقدير جميع المحافل العلمية والدولية وفقا لرؤيته وتوجيهاته السامية التي تهدف إلى الرقي بمستوى التعليم الجامعي كما ونوعا بما يتلاءم والظروف والمستجدات المحلية والعالمية. ففي عهده المبارك الميمون أصبح عدد الجامعات ( 32 ) جامعة حكومية وأهلية موزعة على مختلف مناطق ومدن المملكة فارتفعت الطاقة الاستيعابية للطلاب والطالبات المقبولين في الجامعات بالإضافة إلى إقرار برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للابتعاث الخارجي، ذلك البرنامج العملاق الطموح لإتاحة الفرصة لأكبر عدد ممكن من أبناء وبنات المملكة لدراسة تخصصات علمية وطبية وهندسية وتقنية ليعودوا متسلحين بالعلم الحديث من خلال تأهيلهم بتلك الجامعات العالمية المرموقة ذات السمعة العالية. لكل ذلك وغيره من إنجازات، وما يتمتع به الملك الصالح المصلح من صفات إنسانية وأبوية وهمة تطويرية لمرافق الدولة بما يعود على الوطن والمواطنين بالخير والرفاهية، وكان ذلك الحب المتبادل وتلك العلاقة العفوية والمشاعر النبيلة بين القائد وشعبه، والتي يصفها المنصفون بأنها ملحمة للوفاء والحب المتبادل بين الراعي والرعية. حفظ الله قائد الأمة وولي أمرها ومهندس نهضتها الحديثة الملك عبد الله وأسبغ عليه لباس الصحة والعافية والمعافاة الدائمة، وشد أزره بأخيه وولي عهده الأمين والنائب الثاني والأسرة الكريمة والشعب النبيل ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله الأمين. *عميد كلية التربية والآداب بجامعة الحدود الشمالية