وقع الرئيس الأميركي باراك أوباما الجمعة أمراً تنفيذياً يفرض بموجبه عقوبات على الزعيم الليبي معمر القذافي وعائلته والمقربين منه، من خلال تجميد الأصول التي يملكونها في الولاياتالمتحدة ومنع التعامل بها. وقال أوباما إن العقيد القذافي وحكومته والمقربين منه اتخذوا إجراءات متشددة بحق الشعب الليبي من ضمنها "استخدام أسلحة حربية ومرتوقة والعنف الطائش ضد مدنيين غير مسلحين". وقال إن ثمة خشية من أن يسيء القذافي والمقربون منه استخدام الأصول التي تعود للدولة الليبية، مشيراً إلى أن الأوضاع غير المستقرة في البلاد تشكل خطراً على أمن الولاياتالمتحدة وسياستها الخارجية. وتابع انه لذلك قرر تجميد كلّ الأصول أو الحصص في الأصول بالولاياتالمتحدة التي يملكها القذافي أو أولاده خميس وسيف الإسلام ومعتصم وعائشة، وتجميد كافة الأصول التي تقع تحت إشراف أميركي في الخارج ويمنع تحويلها أو سحبها أو دفعها أو غيرها. كما يضاف إلى لائحة الأشخاص الذين يستهدفهم تجميد الأصول كلّ من المسؤولين الكبار في الحكومة الليبية وأولاد القذافي الآخرين والأشخاص الذين تعتبر الولاياتالمتحدة أنهم شاركوا في انتهاكات حقوق الإنسان بليبيا وعائلاتهم، وفرض عقوبات على المصرف المركزي الليبي. وكان المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني قد تحدث عن قرب إصدار عقوبات أميركية على القذافي، الذي قال عنه إنه "يعامل مواطنيه بوحشية"، وإن "شرعيته باتت صفرا في أعين شعبه". وتشهد ليبيا منذ الأسبوع الماضي مظاهرات عنيفة تطالب باسقاط نظام الزعيم معمر القذافي سقط خلالها مئات القتلى والجرحى، وسط أنباء عن فقدان القذافي السيطرة على مساحات واسعة من البلاد. وكانت الولاياتالمتحدة فرضت مساء الجمعة عقوبات اقتصادية وحظرا على الاسلحة ،من جانب واحد، على الحكومة الليبية، بسبب حملتها الصارمة الحالية ضد المحتجين، وذلك بعد ساعات من إجلاء آخر فرد من موظفي سفارة واشنطن لدى طرابلس. وعلل الرئيس الامريكي باراك أوباما السبب في ذلك إلى "الانتهاكات المتواصلة لحقوق الانسان والوحشية ضد شعب (ليبيا) والتهديدات المروعة" من قبل الحكومة الليبية. وقال أوباما في بيان "على أية حال فإن حكومة (الرئيس معمر القذافي) انتهكت الاعراف الدولية والاداب العامة ويجب محاسبتها". كان البيت الابيض أعلن في وقت سابق إن العقوبات جرى صياغتها، لكن لم يدل بتفاصيل. وأضاف الرئيس الامريكي "سنقف بثبات مع الشعب الليبي في مطالبهم للحصول على الحقوق العامة، وحكومة تستجيب لتطلعاتهم..لا يمكن حرمانهم من كرامتهم الانسانية". تستهدف العقوبات أصولا وممتلكات تعود لحكومة القذافي ومسئوليه البارزين وأنجاله، وليبيين أمروا ب "ارتكاب انتهاكات لحقوق الانسان متعلقة بالقمع السياسي في ليبيا" او شاركوا فيها، وذلك وفقا لخطاب رسمي أرسله أوباما لزعماء مجلسي الشيوخ والنواب. وقال أوباما في الخطاب إن وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون أوقفت أيضا جميع التصاريح الخاصة بتصدير "مواد وخدمات دفاعية" إلى ليبيا، مشيرا في بيانه العلني إلى أن الاصول التي تخص شعب ليبيا ستخضع للحماية. كان البيت الابيض قد أكد في وقت سابق الجمعة أنه أوقف العمل في سفارته بطرابلس وأنه قام باجلاء جميع الامريكيين العاملين هناك. كانت الولاياتالمتحدة قد قررت في وقت سابق غلق سفارتها في العاصمة الليبية وعلقت التعاون العسكري المحدود بين البلدين الذي استؤنف عام 2009. وقال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني إن بلاده ستفرض عقوبات "يمكن أن تضع المزيد من الضغط على النظام الليبي وتحمله المسئولية وتعزله لإجباره على تغيير سلوكه". وأوضح "الهدف من العقوبات هو توضيح أن النظام يجب أن يوقف انتهاكاته. يجب أن يوقف إراقة الدماء". وأدان معظم اعضاء المجتمع الدولي أسلوب القمع الوحشي الذي استخدمه القذافي ضد المحتجين الأسبوع الماضي. وقد وصلت الى مالطا الجمعة سفينتان تحملان ركابا، معظمهم أمريكيون بعدما غادروا طرابلس . وقال كارني إن رحلة جوية إضافية تحمل آخر العاملين بالسفارة الأمريكية غادرت باتجاه إسطنبول. وأضاف "كان الرئيس الامريكي مستعدا لبعض ايام من الذعر عبر الصحافة من اجل اتخاذ القرار السليم بشأن التركيز على أولوياته ووضع السياسة المناسبة وحماية المواطنين الأمريكيين". كان أوباما عقد اجتماعا دام ساعتين مع مستشاري الأمن القومي الجمعة لمناقشة رد الفعل الأمريكي تجاه الاحداث في ليبيا، كما هاتف زعماء تركيا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا خلال اليومين الماضيين في هذا الشأن.