يتميز شعب بلادنا بخصائص وقيمّ قلما تتصف بها الشعوب الاخرى في هذا العالم وفي وقتنا الحاضر على وجه الخصوص وتتضح بعض تلك الخصائص من خلال مظاهر العلاقة بين القادة والشعب فالاستقبال الذي حظي به والدنا وقائدنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أدام الله عزه بعد عودته من رحلته العلاجية سليما معافى بحول الله وقوته ومظاهر الفرح العارم لكل شرائح المجتمح احتفاء بمقدمه حفظه الله يظهر بجلاء مدى حب هذا الشعب لقادته وزعمائه ، حب لاتسيره وسائل الدعاية والاعلام ولا يرتبط طرديا بما يقدم من حوافز مادية ، لشعب هذه البلاد نوع أثيري من الحب ليس مبنيا على مقدار ما تقدمه الدولة لشعبها إنه الحب لأجل الحب وحده ، إنها العلاقة الازلية للوفاء والولاء بين القيادة والشعب ، وهذا ليس بمستغرب على شعبنا فلقد كانت هذه العلاقة واضحة وجلية منذ الازل عاشها آباؤنا واجدادنا مع قادة هذه البلاد الاوائل عندما لم يكن هناك نفط يصدر او اموال تدفع ثمنا للولاء ، لقد كان الوفاء والولاء جزءاً من ثقافة ابناء هذه البلاد وإحدى خصائصه الاساسية وقيمّه الثابتة ، الوفاء والولاء لقادة وشعب بلادنا متبادل فالدولة من جانبها عندما ضل قلة من ابنائها عن الطريق الصواب وخربوا وفجروا ودمروا نتيجة فكر ضال ومتطرف زرع في عقولهم وعندما آلوا الى قبضة العدالة، لم تنصب لهم المشانق والمقاصل وسط الميادين بل إن الدولة احتضنتهم واحتوتهم من خلال لجان المناصحة وتهذيب وتصحيح الافكار وإرجاع مفهوم العقول الى الصواب والطريق السليم ورعت أبناءهم وعوائلهم وصرفت الرواتب والاعانات لهم ولم تزر أمام الدولة وازرة وزر اخرى ، هنا يكمن الحب الحقيقي من القلوب الكبيرة، وهنا تكمن النظرة البعيدة والعميقة لمستقبل الايام والبشر . في خضم بحار مضطربة ومتأججة من نار تعصف بالمنطقة من حولنا نعيش في بلادنا وسط واحة غناء. نشكر الله ونحمده كثيرا على هذه النعمة ونرجوه عزوجل ان يديمها علينا ، ان ذلك هو فضل الله علينا ثم العلاقة المميزة بين القادة والشعب ، فلقد مرت على بلادنا فيما مضى مواقف عصيبة وأزمات خانقة نتيجة حروب وقلاقل فرضت علينا، ولم نسع لها أدت الى اهتزازات سياسية واقتصادية بتأثير الاحداث من حولنا لوتعرضت لها اعتى واقوى الدول لعصفت بها وحصدت معها الاخضر واليابس وحولتها الى شتات ، لكن بفضل الله عزوجل ثم حنكة قادتها واخلاص ووفاء ابناء شعبها استطاعت بلادنا تجاوز كل تلك المحن والعقبات والخروج بسلام ، هذه العلاقة التبادلية من الحب والوفاء والولاء بين القادة والشعب لم تخلقها أبواق الدعاية والاعلام ولا أساليب القمع والقوة والإجبار بل هي خصائص وقيمّ أبناء هذه البلاد قادة وشعباً، هي جزء من تركيبته الوراثية تربى ونشأ عليها، وهي جزء من ثقافته وميراث تتوارثه الأجيال جيلاً بعد جيل