ليس غريباً أن يحبس المواطنون السعوديون أنفاسهم وهم يترقبون عودة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - من رحلته العلاجية، فقد عهدوا فيه الإخلاص لما يُعلي مكانة بلادهم حتى وإن واصل الليل بالنهار، وتعودوا منه الاهتمام بشؤونهم ورعاية مصالحهم ولو كلفه ذلك صحته. ليس غريباً أن يحبسوا أنفاسهم انتظاراً لعودته الميمونة إلى أرض الوطن الغالي وهم قد تشربوا الوفاء والمحبة والإخلاص لولاة أمرهم، ديناً وعقيدة وتربية وتعليماً، أو إن شئت فقل: مكافأة للوفاء الذي وجدوه بوفاء مثله، قال تعالى: (وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان)؟ ليس غريباً أن نرى الجميع، رجالاً ونساء، صغاراً وكباراً، تلهج |ألسنتهم بدعاء المولى - عز وجل - أن يمن على خادم الحرمين الشريفين بموفور الصحة والعافية، وأن يعود إلى أبنائه المواطنين فتكتحل عيونهم برؤيته، بعد أن تاقت نفوسهم له، وازداد اشتياقهم إليه. الملك عبدالله بن عبدالعزيز هو الإنسان الذي لم يقصر اهتمامه على أبنائه المواطنين فحسب، وإنما امتدت ذراعه المعطاء إلى ما وراء الحدود، تجسيداً لمعنى الإنسانية ومحبة الخير للناس، ورغبة في تأكيد المبادئ السامية لديننا الحنيف الرامية إلى نشر ثقافة الحب والسلام بين البشر في أصقاع المعمورة. الملك عبدالله بن عبدالعزيز هو القائد المحنك، الذي استطاع بتلقائيته وعفويته وصدقه مع نفسه ومع الآخرين، أن يكتسب احترام الساسة والشعوب على حد سواء، وأن يحوز ثقة الجميع بما وهبه الله - عز وجل - من بُعد نظر، ورجاحة رأي، وبما يتمتع به من الصدر وحسن القصد. إننا في المملكة العربية السعودية فخورون كل الفخر بهذه القيادة الحكيمة، التي جعلت من أولوياتها بسط الأمن في أرجاء الوطن، والعمل على توفير سبل العيش الكريم للمواطنين، وفخورون كذلك بما يجمع الشعب والقيادة من لحمة راسخة، ومحبة متوارثة، وتطلع مشترك نحو مستقبل واعد تصل فيه البلاد إلى ما تصبو إليه من تطور وتقدم في جميع المجالات.