قرر مجلس الجامعة العربية في ختام اجتماع عقده على مستوى المندوبين الدائمين اليوم الثلاثاء في القاهرة تعليق مشاركة ليبيا في اجتماعات الجامعة وجميع مؤسساتها احتجاجا على استخدام العنف ضد المتظاهرين الليبيين، وأوصى وزراء الخارجية العرب بدراسة تعليق عضويتها في الجامعة العربية. وقال المجلس في بيان انه "قرر وقف مشاركة وفود حكومة الجماهيرية العربية الليبية في اجتماعات مجلس جامعة الدول العربية وجميع المنظمات والأجهزة التابعة إلى حين إقدام السلطات الليبية على الاستجابة" لمطالب المجلس بوقف العنف "وبما يضمن تحقيق أمن الشعب الليبي واستقراره". وأوصى مجلس الجامعة بحسب البيان، وزراء الخارجية العرب بان يبحثوا في اجتماعهم المقبل في الثالث من مارس بالقاهرة تجميد عضوية ليبيا في الجامعة داعيا إياهم "للنظر في مدى التزام الجماهيرية الليبية بأحكام ميثاق الجامعة العربية طبقا للمواد المتعلقة بالعضوية والتزاماتها". وندد البيان ب "الجرائم المرتكبة ضد التظاهرات والاحتجاجات الشعبية السلمية الجارية في العديد من المدن الليبية والعاصمة طرابلس والتي تتناقل أخبارها وكالات الأنباء الدولية والعربية والتعبير عن استنكاره الشديد لأعمال العنف ضد المدنيين والتي لا يمكن قبولها أو تبريرها وبصفة خاصة تجنيد مرتزقة أجانب واستخدام الرصاص الحي والأسلحة الثقيلة وغيرها في مواجهة المتظاهرين والتي تشكل انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي". ودعا مجلس الجامعة العربية إلى "الوقف الفوري لأعمال العنف بكافة أشكاله والاحتكام إلي الحوار الوطني والاستجابة إلى المطالب المشروعة للشعب الليبي واحترام حقه في حرية التظاهر والتعبير عن الرأي وذلك حقنا للدماء وحفاظا علي وحدة الأراضي الليبية والسلم الأهلي وبما يضمن سلامة وامن المواطنين الليبيين". وطالب مجلس الجامعة العربية السلطات الليبية "برفع الحظر المفروض على وسائل الإعلام وكذلك فتح وسائل الاتصالات وشبكات الهاتف، وتأمين وصول المساعدات والإغاثة الطبية العاجلة للجرحى والمصابين". ورفض مجلس الجامعة العربية "الاتهامات الليبية الخطيرة حول مشاركة بعض رعايا الدول العربية المقيمين في ليبيا في أعمال العنف ضد الليبيين والدعوة إلى تشكيل لجنة عربية مستقلة لتقصي الحقائق حول هذه الاتهامات والأحداث الجارية في ليبيا". وناشد "السلطات الليبية توفير الحماية اللازمة لكافة رعايا الدول العربية والأجانب المقيمين على أرض الجماهيرية وتسهيل الخروج الآمن لمن يرغب منهم في ذلك". واتهم العقيد الليبي معمر القذافي بعد ظهر الثلاثاء المصريين والتونسيين المقيمين في ليبيا بتحريض المتظاهرين الليبيين. كما وجه نجله سيف الإسلام القذافي الاتهام نفسه إلى المصريين والتونسيين ملمحا إلى أن لمصر وتونس مطامع إقليمية في ليبيا. ووصف وزير الخارجية المصري احمد أبو الغيط الثلاثاء هذه الاتهامات ب "السخيفة". وأكد مجلس الجامعة على أن "تحقيق تطلعات الشعوب العربية ومطالبها وآمالها في الحرية والإصلاح والتطوير والتغيير الديمقراطي والعدالة الاجتماعية هو أمر مشروع وحق يجب احترامه". ودعا المجلس الدول الأعضاء والدول الصديقة والمنظمات الدولية وهيئات المجتمع المدني العربية والدولية إلى تقديم المساعدات الإنسانية العاجلة إلى الشعب الليبي ومساندته في هذه الفترة الحرجة من تاريخه. ووجه "تحية إكبار وإجلال لشهداء التظاهرات والاحتجاجات الشعبية السلمية الليبية والتعبير عن أبلغ مشاعر الأسى والأسف لسقوط مئات الضحايا الأبرياء، وآلاف الجرحى والمصابين، إضافة إلى ما وقع من خسائر فادحة في المنشآت والممتلكات الليبية العامة والخاصة".