إذا صدقت التسريبات بأن ثمة توجهاً لدى الامير نواف بن فيصل نحو إلغاء سياسة تكليف إدارات الأندية التي انتهجتها الرئاسة العامة لرعاية الشباب كثيراً، والتي رزحت لسنوات على كواهل المنتمين للأندية، واعتماد الانتخابات كحق مشروع لهم في اختيار ممثليهم، وهو الحق الذي يكفله النظام منذ عقود فإن هذا التوجه سيكون حجر الزاوية في بنية الإصلاح الرياضي الذي نتوخاه. لا آتي بجديد إن قلت بأن الانتخابات هو فعل حضاري، وإذا كنا نروم التحضر رياضياً، فلا أقل من أن نقيم الانتخابات؛ خصوصاً وأن النظام قد كفله لنا، بيد أن شهوة التسلط، وحب الاستملاك، والنزعة للوصاية، هي التي جعلت غالبية الأندية السعودية أسيرة التزكية، وسجينة التكليف، وإن تحررت منهما فسرعان ما تقع رهينة للجمعيات العمومية الصورية كتلك التي تعقدها المجالس الشرفية. في المشهد حالياً يترقب نادي القادسية عقد جمعيته العمومية التي تداعى لها أبناء النادي فور صدور قرار الرئاسة بفتح باب الانتخابات بعد سنوات من التهميش عاشوها بسبب فرض التكليف عليهم كخيار قسري حتى شكوا لطوب الأرض، فحتى اللحظة أعلن أربعة أشخاص عن رغبتهم في الرئاسة، وينتظر ان يهب العشرات للترشح لعضوية مجلس الإدارة، وفي ظني أن هذا التدافع نحو سحب أوراق الترشح إنما هو رغبة جمعية من أبناء النادي لتحريره من أغلال التكليف. أنا على يقين بأن غالبية الأندية، وخصوصاً الأندية الموسومة ب"الكبيرة" سيفعلون كما يفعل القدساويون اليوم لو فتحت لهم أبواب الترشح لعقد جمعية عمومية فعلية لانتخاب إدارة للنادي، لا جمعية صورية على قرار ما يجري فيها حالياً؛ إذ يرتهن خيار أبناء النادي لرغبة شخص أو مجموعة أشخاص من الشرفيين، في حين يهمش خيار الآلاف من منسوبي النادي وأنصاره، وذلك حينما يؤتى بشخص ويتم الاستفتاء عليه تحت مسمى انتخابات أعضاء الشرف. ليس بالضرورة أن كل رؤساء الأندية الذين يتم تزكيتهم أو انتخابهم من قبل هيئة أعضاء الشرف، او حتى تكليفهم من الرئيس العام ليسوا ممثلين لخيار أبناء النادي، أو ليسوا جديرين بالرئاسة؛ لكن السؤال لماذا تمارس الوصاية على أعضاء الجمعية العمومية، وأعني بهم من ينتمون للنادي ويسددون رسوم الاشتراك فيه، فلا هم ناقصو عقول، ولا هم قُصّر حتى يمنعون من ممارسة حقهم سواء في الترشح أو الانتخاب. في هذا السياق يطرق ذاكرتي التصريح العنيف الذي أطلقه عضو شرف الهلال حالياً والأهلي سابقاً الدكتور علي الناقور الذي وصف انتخابات سابقة في النادي الأهلي بأنها "لعب عيال" و"مهزلة انتخابية" كردة فعل على طريقة إدارة الانتخابات في الأهلي الذي سبق له الترشح فيه للرئاسة، وهي الانتخابات التي يختزل فيها خيار الأهلاويين في مجموعة من الشرفيين. ولست هنا بصدد الاصطفاف مع الناقور أو ضده، فالذي يعنيني في الأمر هو التوصيف فالانتخابات –فعلاً- ليست "لعب عيال"، ولا "مهزلة"؛ فليس المهم أن ندعي تطبيق الانتخابات شكلاً، في وقت تكون مفرغة من المضمون، بل الأهم أن تتم وفق ممارسة قانونية، وفي أطر ديمقراطية، وهو ما يستدعي حتمية معالجة القصور أولاً في اللوائح الهشة، وفي الممارسة التي تتم داخل الأندية، وعندها سنكون –بالفعل- قد أسسنا لمرحلة جديدة في حراكنا الرياضي.