حين تمارس السياسة تصبح عاجزاً عن ممارسة الأخطاء بعيدا عن الأنظار (... على الأقل في الدول الشفافة). ولأنها "شفافة" يصبح الجنس أعظم خطأ يمكن للرؤساء الوقوع فيه والحكومات الانهيار بسببه.. ويبدو أن هذا ما سيحدث للرئيس الايطالي سيلفيو برلسكوني الذي أحيل مؤخرا للقضاء بتهمة ممارسة الجنس مع فتاة قاصر تدعى كريمة المحروقي.. ورغم أن القانون الايطالي لا يجرم "شراء المتعة" إلا أنه يحرم فعل ذلك مع قاصر يقل عمرها عن 18 عاما والمصيبة الأكبر أنه سيحاكم أمام ثلاث قاضيات (حريم يعني) الأمر الذي يجعل موقفه صعبا بالفعل.. أضف لهذا أنه استخدم سلطته كرئيس لإطلاق سراحها من قسم الشرطة خشية افتضاح علاقته بها مدعياً أنها قريبة الرئيس المخلوع حسني مبارك (وعلى قول المثل: إذا طاح حسني كثرت سكاكينه)!! ... ورغم صعوبة موقفه ، واحتمال سجنه 15 عاما ، إلا أن قضيته مجرد حلقة (قُدر لها الانكشاف) ضمن سلسلة فضائح كثيرة يحفل بها التاريخ.. فكما يوجد تفسير اقتصادى واجتماعى ودينى للتاريخ؛ يوجد أيضا تفسير جنسي يفضل معظم المؤرخين تجاهله.. فمنذ قرون واليهود يمارسون لعبتهم المفضله فى الوصول للرؤساء بواسطة نساء فاتنات لعبن دورهن بإتقان. فالنساء اليهوديات لعبن دورا عظيما فى بلاط قياصرة الرومان وأكاسرة الفرس. ولم يكن انهيار الامبراطورية الرومانية سببه ضعف تلك الامبراطورية بقدر ماكان حالة خور وانحلال سببه تغلغل البغايا اليهوديات فى قصور الاباطرة.. وقد امتد تأثير النساء اليهوديات الى قياصرة الروس (ايثان والكسندر ونيقولا الاول والثانى) وملوك فرنسا العظام (لويس الرابع عشر والخامس عشر) ومازلن يلعبن ذات الدور فى عصرنا الحاضر.. وفى الخلافة العباسية لايجهل احد دور الجواري التركيات والفارسيات فى إبعاد العنصر العربي وتغلغل العنصر الاجنبي والسيطرة على صناعة القرار فيها.. اما في العصر الحديث فلايغيب دور الفنانة كاميليا (وهى يهودية الاصل اسمها الحقيقى ليليان كوهين) في اغواء الملك فاروق والسيطرة عليه بتنسيق مباشر من الوكالة اليهودية العالمية... وقبل قضية برلسكوني ظهرت مذكرات الرئيس الأمريكي بيل كلينتون التي تحدث فيها عن علاقته بمونيكا لوينسكي وتأثير ذلك على حياته السياسية . وتضمنت مذكراته "تفاصيل دقيقة" عن تلك العلاقة وكيف كادت تحطم مستقبله السياسي ومستقبل حزبه الديموقراطي الأمر الذي جعله يفكر بالاستقالة أو افتعال أزمة سياسية مع دولة شرق أوسطية لصرف الانتباه عن فضيحته الداخلية (بمعنى؛ كان سيحملنا ثمن أفعاله)!! ... وماحدث لهذين الزعيمين يكاد يكون نسخة كربونية من فضائح كثيرة وقعت في عصرنا الحاضر.. فهناك على سبيل المثال : = علاقة الرئيس جون كيندى مع ممثلة الاغراء مارلين مونرو واغتيالها في ظروف غامضة... = وعلاقة جون ميجر بسكرتيرته السابقة التي ظلت سرية حتى أعلن عنها شخصيا قبل عشرة أعوام! = وعلاقة وزير الدفاع البريطانى بروفيمو مع كريستين كيلر (الراقصة التى ثبت تعاونها مع المخابرات السوفيتية وتصويرها العديد من المشاهد الفاضحة مع كبار السياسيين فى بريطانيا). = وعلاقة الرئيس الكوبى فيدل كاسترو مع الامريكية مارينا لورينس التى وظفتها المخابرات الامريكية لاغتيال كاسترو إلا انها فضلت الانجاب منه على اغتياله.. = وهناك ايضا قضية سيسيل باركنسون الذى كان من اقوى المرشحين لخلافة مارغريت ثاتشر إلا انه سقط بفضيحة كبيرة اثر انكشاف علاقته مع سكرتيرته سارة كيز التى انجبت منه طفلا بالحرام . = واخيرا لاننسى قصة الفنانة اسمهان الاطرش (شقيقة فريد الاطرش) التى تم اغتيالها فى حادث دبرته الملكة نازلي حين علمت بعلاقة اسمهان مع عشيقها احمد حسنين باشا رئيس الديوان الملكي !! .. وهذه مجرد نماذج تثبت علاقة الجنس بالسياسة ودور "الفاتنات" في تدمير "السروات".. نماذج تكررت عبر التاريخ وما فضح منها أقل مما انكشف بكثييييييير (ولظروف النشر اكتفينا بحكاية أسمهان!)