نجحت بعض مصانع البتروكيماويات بالجبيل الصناعية في إدخال تقنيات جديدة متطورة جداً في إدارة عمليات تبريد وحداتها الإنتاجية والعمليات الصناعية وذلك بتشييد وبناء أبراج تبريد شاهقة لم يسبق لها مثيل بالمملكة وتعد الأكبر من نوعها في العالم مدعمة بمضخات مياه وصفائح التبادل الحراري لمياه التبريد ومراوح ضخمة كإحدى الطرق الحديثة المبتكرة في أنظمة تبريد المصانع ترتكز على استخدام النظام المغلق للمياه التي تضخ في البرج بالتفاعل مع الهواء حيث يتم نقل الحرارة الناتجة من العمليات الصناعية إلى الغلاف الجوي بأسلوب التبخير المكثف وتمتاز هذه التقنية بانخفاض التكاليف وقلة استهلاك المياه. وتأتي هذه القفزة النوعية الهائلة في توطين تقنية أنظمة تبريد المصانع بالجبيل باستخدام أبراج التبريد مواكبة لحجم توسعات المصانع والمنتجات الجديدة وذلك مقارنة مع الأسلوب المتبع حالياً في بعض الصناعات الأخرى التي تستخدم أنظمة التبريد المباشر بمياه البحر، حيث تعتمد هذه الطريقة على استخدام مياه البحر بشكل مباشر للتبريد دون المساس بنوعية هذه المياه حيث تتم مراقبة التغير الطارئ على درجة حرارتها. ويدعم تقنيات التبريد الجديدة مشروع شركة مرافق الضخم لتبريد المصانع بمياه البحر والذي يعد أكبر مشروع من نوعه في العالم بتكلفة بلغت ثلاثة بلايين ريال ويقدم خدماته لجميع الصناعات الأساسية حالياً وبطاقة إجمالية تبلغ 25 مليون متر مكعب في اليوم، مدعماً بمحطتي ضخ تضخان 19 مليون متر مكعب من مياه البحر يومياً إلى قنوات رئيسة تبلغ أطوالها 12 كيلو متراً وتربط بشبكة من الأنابيب تسحب المياه من هذه القنوات إلى أحواض تجميع خاصة بكل مصنع تبلغ أطوالها 85 كيلو متراً وبقطر يبلغ مترين. وقد بلغ إجمالي كميات مياه البحر التي تم ضخها لعمليات تبريد الصناعات خلال هذا المشروع منذ بداية تشغيله حتى الآن أكثر من 40 بليون متر مكعب. عملية تبخر المياه من أبراج التبريد تبدو جلية للعيان من أبعد المسافات ونتيجة للتوسع في الجبيل2 تم تشييد محطة ضخ إضافية لمياه البحر لتبريد الصناعات الجديدة بتكلفة بلغت 435 مليون ريال، وقد تم إنجاز عمليات التشييد والبناء للبنية التحتية للجبيل2 والتي تكتنز في أعماقها إمدادات أنابيب الفايبر جلاس بغرض نقل وتوصيل مياه البحر لتبريد المصانع الجديدةبالجبيل2 يبلغ قطرها أربعة أمتار مصنوعة من البوليستر المقوى بطاقة 6228 متراً طولياً وبتكلفة 27.7 مليون ريال وتعد احد أهم مشاريع البنية التحتية والتجهيزات الأساسية التي تدعم إيصال خدمات مشروع تبريد المصانع بمياه البحر للجبيل2 وفق أرقى التقنيات وأحدثها وبكل كفاءة واعتمادية ووفق المواصفات والمقاييس العالمية ذات الجودة ومعتمدة بالوقت نفسه على خفض التكاليف من خلال تطبيق الهندسة القيمية. ومن ضمن الأعمال المنجزة إكمال أعمال التطوير والتجهيز للأراضي التي تربط الجبيل (2) بالجبيل (1) واشتملت أعمال التجهيز والتطوير على تمديد شبكة مياه الشرب بطول 13 كيلومتراً، وأحواض وشبكة مياه التبريد بطول 8 كيلومترات وشبكة لمياه الصرف الصحي والصناعي بطول 22 كيلومتراً وشبكة لمياه الصرف المعالجة بطول 10 كيلومترات ومحطة كهرباء فرعية. وأنجزت الهيئة الملكية أول مضخة لمياه التبريد للجبيل2 بطاقة 200 ألف متر مكعب بالساعة تسحب من مياه الخليج العربي عبر قنوات التبريد مرورا بالجبيل1 بطول 35 كم وتتكون المحطة من خمس مضخات وقناتين للمياه الراجعة من المصانع وقناة احتياطية لأي حالة طارئة مما يضمن عمل القنوات بنسبة 100%، بالإضافة إلى أن جميع منافذ قنوات التبريد تغلق وتفتح آليا ويتم تشغيلها والتحكم في درجة حرارة المياه ومراقبتها عبر غرفة التحكم والمراقبة. وتم استخدام الحماية الكاثودية لمحطة الضخ والخرسانة المسلحة التي تقدر ب21 ألف متر مكعب لحمايتها من الصدأ في البنية التحتية وحديد التسليح، كما زودت المحطة بتقنيات لتصنيع الكلور من مياه البحر وذلك لمنع نمو الطفيليات والتخلص من الشوائب.