لا أبالغ في هذا الرقم وسأكون مسؤولا عنه لكي يطرح للنقاش, وحين نفتح ملف العمل والتوظيف يجب أن تكون المسؤولية مشتركة لا طرف أو جهة دون جهة أخرى , فأول مسؤول هم الشباب والشابات , وخاصة الشباب الذين متاح لهم كل الفرص للعمل، والمرأة ظروفها أصعب لعوائق مجتمع وعادات وتقاليد، وليس دينا , حين تتولد لدينا ثقافة العمل بأي مهنة, ولا يرى نفسه المواطن أنه فوق أي وظيفة سيسهل العمل وتتحسن الظروف إذا إن أول شيء هو ثقافة القبول بالعمل أيا كان ومهما كان , ورجال أعمال كبار بدأت حياتهم ببائع ماء أو سائق أو بناء , الآن الشباب خاصة يريد شروطاً ومواصفات للعمل وهذا مرفوض برأيي , وسأقبل أن يقول: أحتاج راتباً بمستوى مقبول لا أي راتب , وأيضا بساعات عمل محددة ومنضبطة لا مفتوحة , وحين نفتح ملف أين ممكن أن يعمل المواطن؟ سأستعرضها كقطاعات لا تفصيلا بالمهن , وأولها قطاع التجزئة والمبيعات وهذا القطاع أقدر العاملين به بما لا يقل عن مليون عامل والدليل السجلات التجارية الصادرة عن وزارة التجارة بالمملكة لا تقل عن 900 ألف سجل تجاري , وشركة واحدة فقط توظف ما لايقل عن 70 ألف موظف وبعضها آلاف وبعضها مئات وبعضها عشرات , فهل يستعصي توفير وظيفتين لكل سجل تجاري كتعبير مجازي , فهذا سيوظف 1,800 مليون وثمان مئة ألف وظيفة , أيضا محلات تجارية كثيرة لا تصدر سجلاً تجارياً فقط رخص بلدية وهذا بمئات الآلاف فأين المواطن منها ؟ قطاع التأمين مثلا الآن بالسوق ما يقارب 40 شركة رسمية معترف بها كم نسبة السعودة بها ؟ التعليم الأهلي والمدارس، كم نسبة السعوديين بها ؟ القطاع الطبي بكل تفاصليه أطباء وممرضون وفني،ن كم نسبة السعودة به ؟ المهن الحرة من ورش سيارات ونجارة وصيانة وغيرها كم نسبة السعودة بها ؟ سائقو الأجرة وهو السوق العشوائي كم نسبة السعوديين بها؟ رغم أنني في كل دول العالم نادراً ما أجد غير ابن البلد هو من يقود سيارة أجرة إلا لدينا ودول الخليج ؟ سائقو العوائل الخاصون كم نسبة السعودة لدينا عندهم ؟ مندوبو المبيعات في مختلف النشاطات كم نسبة السعودة فيهم ؟ جهات حكومية عديدة وهيئات كم نسبة السعودة بها ؟ بهذا الإحصاء البسيط سنجد أن المواطن والموطنة السعودية مختفين غير موجودين , ولا يملكون فرصة عمل , والأسباب تعليم سيئ كمخرجات لأنه غير مؤهل هذا أولا، ولا يعاد تأهيله بعد الجامعة أو الثانوي لكي يستطيع العمل بالسوق والقطاع الخاص , ويجب أن لا يعول على الوظيفة الحكومية لأن لا ينتهي لمواجهة البطالة , ثانيا بعد التعليم غير المواكب لحاجة السوق يجب سن قانون عمل جديد للقطاع الخاص أهم بنوده تحديد ساعات العمل كم هو عالميا , ووضع رواتب جيدة ومقبولة للطرفين صاحب المنشأة والعامل نفسه , والأهم أن يكون هناك أمان وظيفي بتقاعد وتأمين في نهاية فترة العمل مستقبلا فلا عمل بدون بدلات تقاعد وتأمين للمستقبل ويكون لديه سجل يملكه أينما ذهب , التوعية للشباب خاصة بالقبول بالعمل بعد سن هذه القوانين والإصلاحات لكي تقنع الكثير بالعمل , ومنح المرأة فرص عمل أكبر وأوسع وهي كعدد تفوق عدد الشباب فلماذا تتخرج عاطلة ؟ إما تعليم أو طب ؟ فالعمل متوفر وكثير. لا أقتنع بوجود بطالة لدينا لأن سببها نحن سواء أكانت جهات حكومية أولا أم الشباب ثانيا , والضحية النساء في النهاية فليس لها إلا ما يتاح لا ما تطلب .