علمت "الرياض" من مصادر جيدة الاطلاع أن مسؤولين من الحكومة عقدوا أخيرا جلسة حوار مع ممثلين عن خريجي الجامعات العاطلين والذين كانوا دخلوا منذ فترة في اعتصامات ووقفات احتجاجية أمام مقر البرلمان للمطالبة بحقهم في العمل، وقالت المصادر إن الحكومة تسعى إلى مسابقة الزمن بتوقيع تعهد بحل مشكل الخريجين قبل ال20 من فبراير الجاري، وهو التاريخ الذي حددته جهات معارضة عبر موقع "فيسبوك" للخروج إلى الشارع من أجل التظاهر. وأفادت المصادر أن هؤلاء المسؤولين اجتمعوا بممثلين عن "تكتل الأطر العليا المعطلة" وطلبوا منهم التعهد بتأجيل حركاتهم الاحتجاجية إلى ما بعد الاول من مارس المقبل مقابل تعهد الحكومة بحل مشكلتهم. وأضافت أن ممثلي الحكومة تحدثوا عن توظيف مباشر وشامل لجميع الخرجين مقابل توقيعهم تعهدا كتابيا وبشكل منفرد بعدم النزول إلى الشارع حتى 1 مارس 2011. غير أن الاتفاق بين الطرفين لم يكتمل لرفض ممثلي الحكومة التوقيع على الاتفاق وإصرارها على أن يبقى شفويا. ويشار إلى أن ناشطين مغاربة بالموقع الاجتماعي الشهير "فيسبوك" ضربوا موعدا يوم 20 فبراير الجاري للخروج إلى الشارع من أجل التظاهر والمطالبة بإصلاحات شاملة. ولم تلق هذه المجموعة التي أطلقت على نفسها "حركة 20 فبراير" تجاوبا واسعا من طرف الشباب المغاربة، باستثناء حركات يسارية راديكالية أعلنت مشاركتها في هذه المسيرة المرتقبة بمدينة الدارالبيضاء. بينما أعلنت جماعة العدل والإحسان المحظورة، كبرى الجماعات الدينية في المغرب، عن تأييدها لأي خروج إلى الشارع يدعو إلى التغيير. وكانت الجماعة دعت، عبر موقعها الرسمي بالانترنت، إلى إلغاء الدستور الحالي وقيام جمعية تأسيسية يمثل فيها الجميع تصوغ دستورا ديمقراطيا يقطع مع "كل أشكال الاستبداد والاستفراد والاستئثار بالسلطة والثروة الوطنية ويحفظ الكرامة الإنسانية للمواطن المغربي والعدالة السياسية والاجتماعية والحقوق والحريات العامة". وفي مقابل هذه التحركات، أعلنت مجموعات أخرى تضم هيئات ومنظمات بالمجتمع المدني عن استعدادها لتنظيم "مسيرة حب ووفاء للملك محمد السادس". وقال متحدثون عن هذه الهيئات إن هذه المسيرة "تأتي ردا على عدد من الدعوات الاليكترونية التي تمس الملكية بالمغرب محاوِلة استنساخ تجارب عرفتها دول عربية مؤخرا"، ولتوجيه رسالة إلى الشباب المغربي بأن "يعرفوا مكمن الخلل في البلاد وأن يقرروا بشكل هادئ في شأن ردود الفعل المناسبة، دون الانسياق وراء مبادرات غير محسوبة العواقب".