على مدى الثلاث سنوات الماضية وفي مثل هذه الأيام من كل عام تستعد منطقة جازان لإطلاق مهرجانها الشتوي (جازان الفل..مشتى الكل)وفيه تتألق أصالة الماضي وعراقة الحاضر وتلبس المنطقة أجمل حللها الطبيعية وتبدو بكامل زينتها السياحية استعداداً لاستقبال زائريها ومرتاديها القادمين اليها من كل مكان بحثا عن متعة السياحة الشتوية الدافئة التي عهدوها هناك وصارت من حين لآخر الشوق والحنين اللذين يبعثان في حياتهم روح الفرح بموعد قريب يصافحون فيه ارض جازان العريقة ولأجل ذلك فالجميع هناك في عمل دؤوب أناس لا تعرف الكلل ولا الملل همها الوحيد تحقيق النجاح وهمتها الكبيرة مزيج من الطموح كل شيء هناك يبدو جميلا الجبال الراسيات بفتنة شموخها العالي تعانق السحاب والسهول الكاسيات بمداها البعيد تفتح ذراعيها الخضرة والجزر السابحات بشعابها المرجانية من هناك تنادي هلم إلينا والبحر بروعة منظره وتلاطم أمواجه يداعب المشاعر والشواطئ العذراء بسحر جمالها تحتضن الزائرين وبمداد الإخلاص وعلى صفحات الوفاء كتب لكل نجاح في جازان مجلدات من التفوق وعلى لوحة الأيام وبألوان العطاء ارتسمت بريشة الجمال معالم الإبداع وكل انجاز في جازان اعترف به كل العقلاء وجمال الطبيعة واختلاف التضاريس أدهشت السامع قبل الناظر ولعلها تدغدغ مشاعر الشوق لديك لان كل حرف هنا يحمل ألف معنى وكل كلمة في عمقها مليون دعوة يوجهها لك أهل جازان الندية وتحملها روح جازان الفتية وهي تسابق عقارب الساعة محققة سبق السياحة الشتوية في سنوات اقل من القليلة استمدت قوتها من عطاء أميرها وبكل ثقة وعزيمة وحسب توجيهاته الكريمة وعلى دروب التحدي سارت واثقة الخطى تنشد تحقيق المستحيل يدفعها الأمل بالله وصدق التوكل عليه مما حقق لها حاضراً مشرقا يوحي بنهضة شاملة في شتى المجالات وكافة الخدمات ويبشر بمستقبل واعد يتوج فيه وطن الخير بقطف ثمار غرس التنمية في جازان ..فإن لم تكن من أهل المنطقة ولم يسبق لك زيارتها فهذه فرصتك الذهبية أن تجعل وجهتك السياحية جازانية لتتعرف على جمال معالمها والعيش للحظات بين روعة طبيعتها والتأمل في قوة وصمود آثارها ومن أوسع أبواب الروعة والخيال تدخل عالم الفن والإبداع مع شعارها تتلذذ عذب القصيد من أعماق معانيها وتطرب سمعك بألحان الحب من بين مغانيها ستكون أكثر تساؤلا إذا علمت انك على موعد مع المتعة وستكون أكثر دهشة حين تعلم انك أول المدعوين لزيارة منطقة جازان وهناك ستجد الماضي حاضرا بتاريخه المجيد وتراثه الفريد ومستقبله الجديد وستسمع كل ركن في جازان يناديك (مرحبا ...ألوف عداد الوجود والخلوف) الجميع يتسابقون للاحتفاء بوصولك نفحات الفل تعطرت بنسائمها الطرقات وبماء الورد غسلت الممرات وتزينت مداخل جازان بعقود الكاذي والشيح والسكب وفي لحظة وصولك ستجد نبرة صوت الإنسان وذرة المكان قد اختلط شعورهم بالفرح كل شبر في جازان سيحدثك عن معركة التحدي والإنجاز الناس هناك بطيبة قلوبهم وصدق مشاعرهم سيقولون لك إن أمير المنطقة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبد العزيز ال سعود وفي عهد ملك الإنسانية استطاع في سنوات قليلة بحكمته الكبيرة وعزيمته القوية وهمته العالية أن يحقق لهم الكثير من الانجازات التنموية والحضارية الكفيلة بإسعادهم واستقرارهم ..نعم.كل شيء في جازان سيتحدث وكل من تواجد هناك سيدرك وكل من كان بعيدا سيداعبه الشوق للوقوف على انجازات الخير التي تشهدها المنطقة ويعيش تفاصيلها ابناؤها الذين يستبشرون بمستقبل زاهر ينتظره الوطن في سلة خبزه وعبر بوابة ساحله الجنوبية الغربية وسيكون أكثر حماسا اذا علم أن مهرجان جازان الفل ...مشتى الكل سيقدم الكثير من الفعاليات المتنوعة والانشطة المتميزة والكرنفالات الرائعة تحت رداء الأجواء الدافئة التي تعيشها المنطقة ..تعالوا بنا جميعا الى هناك نصافح الأرض الجازانيه نتناول فنجال القهوة الخولانيه من مزارع جبال جازان الشرقية ننثر همومنا عبر شواطئها السحرية ومع غروب الشمس وشروقها نتأمل اللوحة الجمالية هي بنا الى جازان الفل لنستمع لفصول قصة الوفاء بين الارض والإنسان نقف سويا أمام البنية التحتية لمستقبل مشرق تنتظره المنطقة من مشاريع تنموية في شتى مناحي الحياة كانت بالأمس مجرد أحلام تراود المنطقة واهلها ...هيا بنا الى جازان الفل نتعرف على عادات وتقاليد أهلها المختلفة من وسط بحرها ومن أعالي قمم جبالها الى أعماق سهولها وما يميز مهرجان هذا العام هو الدوري الرياضي المقام بين محافظات المنطقة وفيه تتجلى روح الحماس الرياضي بين أبناء المنطقة ومنه نكشف مواهب رياضية قادمة تمثل جازان الأرض والإنسان وتحمل اسم الوطن في الأعراس الرياضية أتمنى للجميع أسعد الأوقات وأجمل اللحظات في أحضان جازان الفل مشتى الكل .وأختم بأبيات رائعة من قصيدة جميلة من أوبريت مهرجان جازان الشتوي الثاني للشاعر الأستاذ الكبير جبران قحل جيزان يادرة شتانا ياديرة الفن الأصيل باسم جيزان البديعة والأغاني الضبا بين أنفاس الطبيعة في السواحل والربا ألف أهلا ومرحبا