دراسة واحصاء نشر مؤخرا عن نسبة عدد الأطباء لتخصص الأسنان لكل مواطن، ووجدت الاحصائية تقول أن هناك طبيبا سعوديا واحدا لأكثر من 7000 مريض، وحين نفتح ملف المهن والأعمال سنجد فاقدا كبيرا من المهن تحتاجه بلادنا، فحين تدخل أي مستشفى حكومي أو خاص أو مركز طبي أو استشاري أو مستوصف حكومي أو خاص أو أي مكان للعلاج فكم تتوقع أن تجد من السعوديين يعملون بهذا القطاع؟ حين نأخذ مؤشر عدد أطباء الأسنان هذا يعني أننا نحتاج عشرات السنين لكي نجد أطباء سعوديين في تخصص الأسنان فقط، وحين تحصى كم خريجا من الجامعات لدينا أو ما يبتعث من أطباء " الأسنان فقط " لا يأتي إليك سنويا أكثر من 200 طبيب في أفضل الأحوال نمو سكاني سنوي لدينا لا يقل عن 500 ألف نسمة والفجوة واضحة لديكم، حين نقول أننا نحتاج أكثر من 7000 طبيب أسنان سعودي الآن ومقارنة مع مخرجات التعليم لدينا أيا كانت بهذا التخصص وبمعدل المتفائل 200 خريج سنوي محليا أو يأتي من الخارج هل تعلمون كم سنحتاج سنويا مع عدم مراعاة للنمو السكاني السنوي، هذا يعني أننا نحتاج 35 سنة حتى نحقق الأكتفاء من أطباء الأسنان فقط في ظل عدد سكان 18 مليونا اليوم بدون نمو ومع النمو السنوي إذا احتسب يعني أننا نحتاج 50 سنة وأكثر، هذا في تخصص الأسنان، إذا كم سنحتاج من أطباء في تخصصات الأطفال والعيون، والجهاز الهضمي وكثير من التخصصات، تقديري أننا نحتاج ما لا يقل عن 200 ألف طبيب مواطن، ويضاف لهم الفنيون العاملين بالمستشفيات نحتاج ما لا يقل عن 300 ألف، والممرضات كم سنحتاج ما لا يقل عن 400 ألف، القطاع الطبي بكاملة من الباب حتى غرفة العاملين مجال عمل وفرص عمل هائلة، ولكن هناك شحا بالعالمين به، ونقصا هائلا، أين الجامعات التي وصل عددها الآن 32 جامعة للمبتعثين كم نسب الأطباء والتخصصات الدقيقة، وحين نفتح ملف كليات الصيدلة، كم صيدلي مواطن سعودي قابلت في أي مكان؟ لا أقول معدوم موجود، ولكن نادر جدا، والحاجة لهم كما أعرف لا تقل عن 60-70 ألف صيدلي سواء بالحكومي أو الخاص، كم تخرج جامعاتنا من الصيادلة سنويا؟ لا يزيد عن 100 صيدلي في أفضل الظروف هذا يعني أننا نحتاج ما يقارب 500 سنة في ظل ثبات عدد السكان الحالي والنمو وهذا لا يحدث بالطبع، 500 سنة نحتاج لنغطي حاجتنا من الصيادلة، وهذا نقص هائل وكبير. السؤال الآن وأنا تحدثت عن قطاع طبي فقط، ولم أتحدث عن قطاع التجزئة، أو البنوك، أو الشركات، أو الوزارات، فقط القطاع الطبي، السؤال : الخلل أين؟ اضع الكرة بكاملها للجامعات لدينا التي تتسابق على التصنيفات العالمية وهي لا تحقق إضافة حقيقية في هذا القطاع وغيره، إنهم لا يردون حاجة سوق العمل وماذا يحتاج الوطن، أضع الكرة كاملها لسياسية التعليم لا المستشفيات ولا المراكز الطبية، وهي تضطر للاستعانة بالأجنبي لأنه لا يوجد خريج سعودي يلبي حاجتها، ليت جامعاتنا وفرت كثيرا من سباقها نحو العالمية، ونظرت تحتها لترى كم يحتاج هذا الوطن لتوظيف أبنائه في كم هائل من الأعمال، والأغرب تخرج هذه الجامعات تخصصات لا يحتاجها أحد، ونعاني من بطالة جامعيين وبطالة مجموعها يقارب المليون، في ظل شح هائل في توظيف المواطن، أي خلل نعيش أنظروا كم يعمل بالقطاع الطبي وكم نسبة السعوديين وسنعرف أي تعليم عال لدينا؟!