أثبتت المرأة العربية بشكل عام، والخليجية بشكل خاص قدرتها على خوض جميع مجالات العمل، دون أن يؤثر ذلك على دورها كزوجة وأم، وكمرأة محافظة لها عاداتها وتقاليدها التي تلتزم بها، ومن هذه الميادين التي خاضتها المرأة، ميدان العمل الشرطي والأمني، حيث يتطلب وجود العنصر النسائي في أعمال التفتيش والتحقيق مع النساء ومرافقة النساء من مراكز التوقيف إلى أي من المحاكم وبالعكس، وتقوم بالأعمال التي تتناسب مع طبيعتها مثل الأعمال الإدارية والحاسب الآلي والتحريات والتحقيقات الجنائية والجوازات والإقامة والجمارك والسجون وأمن المطار والعديد من المهام التي تحتاج المرأة على وجه الخصوص للقيام بها. "الرياض" كان لها لقاء مع نماذج من النساء اللاتي يعملن في المجال الشرطي والأمني في دولة الإمارات العربية المتحدة كنماذج مشرفة لعمل المرأة الخليجية في هذا المجال الحساس والحيوي، حيث التقت مع عدد من منسوبات قسم الشرطة النسائية في الإدارة العامة لأمن الهيئات والمنشآت والطوارئ، بدايةً تحدثنا "الوكيل ثاني.ناديه يوسف"عن تجربتها في هذا المجال، قائلةً "إنها دخلت هذا المجال رغبة منها في خوض مجال جديد عليها، للتعرف على عمل الشرطة، وعندما دخلت هذا المجال أحبته أكثر لما يتميز به من انضباط ونظام"، مضيفةً أنّ هذا المجال الجديد على المرأة هو مجال ممتع جداً، يتميز بروح المغامرة والتحدي، فهو يختلف عن باقي الوظائف الروتينية، ويعلمنا الانضباط والنظام في كل شيء. أما عن مدى تأثير هذه الوظيفة على عاداتنا وتقاليدنا الخليجية، فتؤكد أنّ مجال العسكرية هو من أكثر المجالات محافظة على النظام والعادات والتقاليد، والمرأة المحتشمة والملتزمة تستطيع المحافظة على نفسها وعاداتها وتقاليدها في أي وظيفة مادامت مقتنعة بها، متوجهة بنصيحة للسيدات الخليجيات للتوجه إلى العمل في هذا المجال الحيوي والممتع، وعدم الخوف من الصعوبات، لأنه عمل مثل كل الأعمال الأخرى فيه صعوبات بسيطة أثناء التدريب تتلاشى مع الوقت. أما "الشرطي أول.نعيمة جمال" -من فرقة الحماية-،فتوضح أنّها كانت منذ الصغر تتمنى أن تكون شرطية، فوالدها شرطي وكانت تتمنى أن تلبس زي الشرطة مثل والدها، وعن دور الأهل وموافقتهم على مثل هذا النوع من الوظائف، فتؤكد على أنّ دور الأهل كان مهماً بالنسبة لها، فقد قاموا بتشجيعها والوقوف إلى جانبها للالتحاق بالعمل الأمني، وهي سعيدة الآن بعملها هذا وتقدر موقف أهلها في مساعدتها على خوض هذا المجال الجديد، مشيرةً إلى أنها الآن من فريق الدراجات والرماية، وتقوم بأعمال الرياضة وأعمال ميدانية مختلفة ومتعددة، مما يجعلها تشعر بمتعة والحمدلله. وأخيراً كان لنا هذا اللقاء مع "العريف أول.عائشه عبيد" -من حماية الشخصيات-، والتي تصف عملها بالمتجدد والممتع، قائلةً: "عملي غير روتيني، متعدد الأماكن ومتعدد الأشخاص، وأيضاً اجتماعي جداً ونرى فيه شخصيات مهم فهذا شيء مميز"، أما عن العلاقة بالطرف الآخر وهو الرجل في مثل هذه الوظائف، فتؤكد على أنّ العلاقة في العمل مع الرجل مثل العلاقة معه في أي عمل آخر، لا تتعدى العلاقة معه علاقة العمل المطلوب والزمالة والأخوة، واليوم نرى أنّ أكثر الأعمال فيها اختلاط بين الرجل والمرأة مثل الطب والهندسة ..الخ من الوظائف الأخرى، فالإنسان يستطيع أن يضع حدوداً لعلاقته مع الطرف الآخر إذا شاء.