كم يمر على سمع الإنسان من مدحه وقدحه في الزمن الماضي والحاضر وهذا الحيوان الذي أحله الله الطيب المفيد الذي لا يستغنى عنه، حيث له فوائد كثيرة يستفيد منها الإنسان من لحومها وأصوافها وحليبها ومشتقاته قال الله تعالى: (( وَإِنَّ لَكُمْ فِي الأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُّسْقِيكُم مِّمَّا فِي بُطُونِهَا وَلَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ)) ولو لاحظنا ان كل شيء فيه يستفيد منه الانسان من هذا الحيوان المبارك ولكن رضى الناس غاية لا تدرك. الضأن بين مدح الشعراء وقدحهم .. وذُكر في كتاب المستطرف أن الضأن من الحيوانات المباركة تحمل الأنثى منه بواحدة او اثنتين وفيها بركة وغيرها تحمل السبعة والتسعة وليس فيها بركة قال بعض القصّاص : مما أكرم الله به الكبش أن خلقه مستور العورة من قبل ومن دبر ويقال في المدح هو كبش من الكباش وفي الذم هو تيس من التيوس أما أبو الطيب المتنبي له رأي آخر عن صاحب الضأن حيث قال في بيت من شعره: يموت راعي الضأن في جهله ميتة جالينوس في طبه وصف صاحب الضأن يموت بالجهل كما وصف صاحب الطب يموت في طبه واشار امرؤ القيس كما يصف بأن الضأن لا يشبع ولا يروى وأن البائع أربح من الشاري وأنها تضيع عن الطريق ولا تعرف الصديق لا تطيع راعيا ولا تسمع داعيا ، ومن شعر أمرؤ القيس: أخزاها الله وقد أخزاها من باعها خير من اشتراها أخزاها الله لا تشبع اذا رتعت ولا تروي اذا شربت أخزاها الله لا تهتدي طريقا ولا تعرف صديقا أخزاها الله لا تطيع راعيا ولا تسمع داعيا وقال أهل العامية عن الضأن يصفوها بأنها ( حلال المساكين ) وأنها مربحة في نفس الوقت أي كالبصل مأكول مذموم ويقول الشاعر ملفي السميّر الذايدي يأمر ولده دحيم أن يسرّي الغنم بالليل من أجل أن تشبع من المرعى حيث قال : يادحيم سر الغنم يادحيم حوش المساكين مطلوبه اللي تروّح عليه نعيم تلقى الدنانير بجيوبه ولكن أشار في البيت الثالث اذا جاء وقت المحل يتعب راعيها واذا جاء الربيع يفرح بذلك وتقل مصاريفها ويستفيد من انتاجها حيث قال في البيت الثالث : لاشان وقته تجيب الظيم ولا ربّع الروض حبوبه وفي رأي عايد العامر المجلاد أنها ناكرة للجميل في حين أنه يواصل برها وهذه الأبيات توضح نكرانها للجميل : تعبت ياغرا وانا اكد واعطيك زودن على الراتب كليتي عباتي والله لتسمعين المحرجّ بأذانيك العصر لا صكوا عليك الشراتي وهل قرأنا هذه الأسطر بتمعن وادركنا مضمونها وقارنا بين المدح والقدح وهل عرفنا الفائدة من ذلك والحمد لله سبحانه وتعالى على النعمة التي أنعمها علينا من نعم لا تعد ولا تحصى وبالشكر تدوم النعم المراجع : 1- المستطرف : كتاب من تأليف بهاء الدين محمد بن احمد الابشيهي 2- 2- المتنبي كتاب من تأليف محمد التنجي ليبيا 3- امرؤ القيس : كتاب جمهرة اشعار العرب لأبي زيد القرشي الجزء الأول صالح بن مهدي المجلاد