لا تكاد تهب نسمة هواء عليلة على مدينة الرياض ، حتى يصعد الغبار إلى عنان السماء جراء أهرامات من الرمل ومخلفات البناء ألقاها من ألقاها في وضح النهار دون خوف من رقيب أو حسيب..فقد تدهورت الأمور كثيراً في مسألة معاقبة المخالفين في هذا الشأن ما جعل كثيرين ينقلون مخلفات البناء إلى أقرب أرض فضاء حتى وإن كانت وسط حي سكني ينبض بالحياة..وقد تشكلت جغرافياً تلال رملية على شكل أهرامات في أراض يعرضها أصحابها للبيع أو يدخرونها لأجيالهم القادمة ..وتزداد الظاهرة اتساعاً يوماً بعد يوم وسط عزوف المواطن عن الإبلاغ عن المخالفين جراء إحباطه من عدم الاستجابة لبلاغاته..وقد كان المخالفون من أصحاب (القلابيات) يفرغون تلك المخلفات خلسة إما آخر الليل أو أثناء أداء صلاة الجمعة جراء الخوف من عقوبات السلطات المختصة ، إلا أنهم اليوم يلقونها وقتما شاءوا باطمئنان كبير ..وقد رصدت عدسة (الرياض) أحدهم يفرغ حمولته من المخلفات الساعة الحادية عشرة صباحاً أمام المواطنين ودوريات الأمن وكأن ذلك بات من الأمور العادية في العاصمة الرياض.. وكانت أمانة مدينة الرياض خرجت هذا العام لتقول إنها أوقعت غرامات مالية على من يرمون بمخلفات البناء في الأراضي وسط الأحياء وعلى الطرقات ، مشيرة إلى أن حجم تلك الغرامات قد بلغ 700ألف ريال..ويبدو أن الأمانة لا تعلم أن هذا الرقم يشير بجلاء إلى ضعف إمكانياتها وضعف قدرة فريقها في ضبط الأمور.. فتواضع رقم العقوبات مقارنة بما يحدثه هؤلاء المخالفون يشير إلى أن تلك الغرامات لم تؤت ثمارها..وقالت الأمانة إنه قد بلغ حجم الغرامات التي فرضتها أمانة الرياض على ملاك مركبات النقل التي يرمي أصحابها مخلفات البناء في الأراضي الفضاء وعلى الطرقات 700 ألف ريال بالإضافة إلى حجز مركبات أخرى ..وأشارت إلى أنه تم تطبيق الحد الأعلى من الغرامات عند ضبط أي شاحنة ترمي مخلفات البناء في الأراضي الفضاء وداخل الأحياء المقدرة ب 3 آلاف ريال مع حجز المركبة وتكليفه برفع أنقاض وتنظيف الحي أو حجز الشاحنة إلى حين تنظيف المكان المحدد..وكانت بلدية عرقة الفرعية وحدها وخلال الفترة من 26/9/1431ه إلى 25/10/1431ه، قد أنجزت نظافة المواقع المحددة من قبل البلدية والبالغ عددها ( 3 ) مواقع، وتم رفع عدد (242) رد من مخلفات البناء والهدميات ، ما يعادل قرابة ( 9.075 م3( وكذلك قامت بالعمل داخل نطاق بلدية الروضة الفرعية خلال الفترة من 26/9/1431ه إلى 25/10/1431ه، وأنجزت نظافة المواقع المحددة من قبل البلدية والبالغ عددها ( 11 ) موقعاً، وتم رفع عدد (450 ) رد من مخلفات البناء والهدميات ، ما يعادل قرابة ( 16.875 م3 ) . وتشكل هذه الأهرامات من رمال الدفان ومخلفات البناء عاملاً مساعداً في تلوث البيئة ، وزيادة منسوب الأتربة والغبار في المدينة ، وسط شكاوى لسكان من العائلات التي يعاني بعض أفرادها من الأطفال وكبار السن من الحساسية والربو..إضافة إلى تشويه الأحياء بشكل غير مسبوق..كما أنها تكلف أصحاب تلك الأراضي مبالغ طائلة عندما يزيلون تلك المخالفات استعداداً لبيع تلك الأراضي أو إعمارها.