اصبحت كثرة الأخطاء الطبية التي تتعلق بحياة الإنسان، وتحدد مصيره هاجسه الوحيد، بعد أن لاحظ تساهل بعض المستوصفات الخاصة في عملية البحث عن ملفات المرضى اذا نسوا ارقامها، فيقومون بفتح ملفات جديدة دون ان يكلفوا أنفسهم عناء البحث عن الملفات القديمة التي قد تحوي معلومات هامة عن تاريخهم المرضي ومعلومات ضرورية قبل التشخيص وصرف الدواء. فقاده هذا الهاجس الى فكرة الملف الصحي الإلكتروني التي تتلخص في إنشاء موقع يخزن بداخله جميع الملفات الصحية بشكل الكتروني، ويعطي الصلاحيات لجميع المرافق الصحية التابعة لوزارة الصحة أو المصرح لها من قبل الوزارة بالوصول لهذه الملفات والاطلاع عليها في أي وقت. هذا المشروع الوطني مكن ابن قرية الخرماء في محافظة بدر، غرب المدينةالمنورة، محمد عبد الله الحربي من الفوز بجائزة الشباب الأكثر تنافسية عن فئة الابتكار التي أطلقتها الهيئة العامة للاستثمار ضمن عشرة فائزين آخرين. يقول الحربي" تتلخص فكرة المشروع في إنشاء بوابة إلكترونية تدير جميع الملفات الصحية بشكل الكتروني، وتمنح الصلاحيات لجميع المرافق الصحية العاملة في المجال الصحي للوصول لهذه الملفات والاطلاع عليها والتعامل معها في أي وقت، بحيث يكون لكل مريض ملف صحي وحيد في جميع المرافق الصحية في المملكة ويستخدم عند زيارة المريض لأي مُنشأة صحية للحصول على خدمة أو علاج معين، ومن ثم الاستغناء عن الملف الورقي وازدواجية الملفات للمريض الواحد في أكثر من مرفق صحي مما يؤدي الى حصول المريض على ملف صحي وحيد وبالتالي سجل لكل أسرة لتتبع الحالات المرضية العائلية استنادا على التاريخ المرضي والوراثي، فنحصل على مصدر وبنك معلوماتي متين يمكن الاعتماد عليه في الأبحاث والدراسات والقراءات للواقع الصحي لحالة أو مرض معين، ونكون قد أو جدنا مصدرا مهما للقطاع الصحي وحفِظنا أرشيفا ضخما لكل خدمة أو حالة صحية، ووفرنا قدرا كبيرا من الهدر الحاصل في العمليات التقليدية الصحية من الناحية المادية أو الكوادر البشرية". ويضيف الحربي: يحتوي هذا الملف على البيانات الأساسية للمريض والتاريخ المرضي والتشخيص المبدئي والعلامات الحيوية في أي زيارة للعيادة والأشعة والتحاليل المخبرية ونتائجها وتشخيص الطبيب النهائي للمريض في أي زيارة للعيادة ووصفات الأدوية وجرعاتها. ويؤكد الحربي ان تطبيق الفكرة سيؤدي الى رفع الكفاءة الصحية وتسهيل سير الإجراءات وتقليل وقت انتظار المريض والدخول على الملف من أي مستشفى في المملكة ودعوة أصحاب الأمراض المعينة للفعاليات التي تخصهم، كما يُسّهل الملف الالكتروني محاسبة المقصر. ويتمنى الحربي ان تجد الفكرة الدعم من وزير الصحة الدكتور عبد الله الربيعة وتعميمها في القطاع الصحي.