سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
آل الشيخ : نرفض أي تدخل في شؤون دولنا من أي طرف لخدمة مصالح وأجندات سياسية أو مذهبية أكد في كلمته أمام مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي بالدوحة حرص المملكة على أمن واستقرار مصر
أكد رئيس مجلس الشورى الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ أهمية المرحلة التي تمر بها الأمتان العربية والإسلامية من الحراك السياسي والاقتصادي. وقال إنه يجب النظر إليها بقدر كبير من الحكمة والمصلحة العربية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي بلد من البلدان العربية واحترام استقلال القرار والسيادة على التراب الوطني لأي دولة من الدول دون أن يكون هناك تدخل من طرف أو أطراف خارجية لخدمة مصالح وأجندات سياسية أو مذهبية أياً كانت أبعادها أو توجهاتها. كما أكد في كلمة له في المؤتمر السابع عشر للاتحاد البرلماني العربي الذي افتتح أعماله في العاصمة القطرية الدوحة امس حرص المملكة العربية السعودية على استقرار جمهورية مصر العربية وسلامة وأمن شعبها، مؤكداً أن مكتسبات ومقدرات مصر جزء لايتجزأ من مكتسبات ومقدرات الأمتين العربية والإسلامية لتواصل دورها الريادي في جميع المحافل العربية والإسلامية والدولية . وقال "إن ما يشهده عالمنا من تحولات وتحديات في سائر الميادين تقتضي الحاجة معه إلى مزيد من الانفتاح على شعوبنا العربية والاستفادة من قدراتها وخبراتها الكبيرة، والعمل على التطوير الشامل في جميع الميادين بما يحقق متطلبات التنمية الشاملة المستديمة في أوطاننا العربية ، كما تقتضي دقة المرحلة إيلاء التضامن العربي العناية التي يستحقها في بعده الشمولي النبيل، لتقوية التماسك بين البلدان العربية، وتعزيز التكافل والتعاون فيما بينها، لتطوير ذواتها، ومزيد دعم لكيانها، مع الأخذ بأسباب التقدم." وأضاف إن أمتنا في أشد الحاجة اليوم إلى أن توحد صفوفها وجهودها، وتحسن استغلال مواردها الطبيعية والبشرية الهائلة، وهي متمسكة بأصولها وخصوصياتها، عازمة بإيمان واقتدار على استثمارها الاستثمار الأمثل، بما يعود على شعوبها بالرفاهية والحياة الكريمة، لتصل ثمراتها العالم أجمع. واستطرد "إن مفهوم الديمقراطية الذي يشكل أحد محاور نقاشاتنا في هذا المؤتمر يتطلب منا الخروج برؤى يتفق عليها الجميع، تراعي التنوع الثقافي والحضاري، وتترجم مبادئ العدل والحرية والمساواة، والحفاظ على الكرامة وحقوق الإنسان، حتى نتجنب كثيراً من المآسي الإنسانية المريرة والمؤلمة، التي تؤرق ضمير مجتمعنا الدولي، ففي كل مرة ينعقد فيه هذا المؤتمر ينتابنا جميعاً شعور بالأمل الممزوج بالترقب إزاء ما يمكن أن يسفر عنه اجتماع على هذا المستوى الرفيع، من مواقف وقرارات تضعنا في الطريق المؤدي إلى حل قضايانا ومشكلاتنا، خاصة المزمن منها مثل القضية الفلسطينية التي كانت وما زالت محور لقاءاتنا ومؤتمراتنا على امتداد العقود المنصرمة، وما يحز في النفس أن قضية العرب الأولى وما صاحبها من مضاعفات وتعقيدات، ما زالت تراوح مكانها من حيث استمرار الظلم والتنكيل الواقع على أبناء الشعب الفلسطيني، وحرمانه من ممارسة أقل حقوقه الإنسانية والسياسية، بما في ذلك حقه المشروع في إقامة دولته المستقلة القابلة للحياة، التي يتوفر فيها العيش الكريم لشعب طالت معاناته واستعصت قضيته العادلة على كل الحلول والمبادرات المطروحة، وقال الدكتور عبدالله آل الشيخ "إن مستقبل فلسطين، ومصير القدس الشريف، ووضعية الإرث التاريخي في الأراضي المحتلة، يظل مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بحال الأشقاء الفلسطينيين قيادة وفصائل، ومدى بلوغهم الحد الأدنى من التوافق فيما بينهم، الأمر الذي يجعل من التضامن العربي، ووحدة الصف الفلسطيني، ضرورة قصوى، ومطلب أساس، لا يمكن التقليل من شأنه وإن التشرذم والفرقة والتباعد في المواقف السياسية بين الفصائل الفلسطينية هو الذي أوصل الكيان الفلسطيني إلى الواقع المؤلم الذي نشاهده اليوم." وأشار رئيس مجلس الشورى الى أن مخاطر الانحراف الفكري، والتعصب المذهبي وتسييسهما؛ يحتاج منا عملاً مشتركاً ومنسقاً لمكافحة إفرازات هذه التوجهات وتأثيراتها الخطيرة في واقعنا، فالخلاف كفيل بتحويل الاتفاق إلى فشل، والقوة إلى ضعف، والوحدة إلى أشلاء، لقد عاشت مرارتها أمم سبقت فكان عاقبة أمرها خسرا، ويشهد واقعنا الحاضر في عدد من المواقع في العالم تمكن العدو من الأشقاء حتى صار الخلاف بينهم أعظم من خطر عدوهم، يتأكد فيها أن الخلاف شر محض لا خير فيه، ويبين بجلاء من المستفيد والخاسر. واضاف "إن أعداء الأمة يحدقون بها ويتربصون بها الدوائر، ويسعون في إذكاء نيران الخلافات، جاعلين من تنوع الفكر أو المذهب وقوداً لنشر الخلاف وبث الفرقة، ثم الإمساك بخيوط المصالح يمدون يداً داعمة لهؤلاء والأخرى إلى أولئك، فيقررون بعدها مصير الأشقاء". وبين أن أمام المؤتمر جدول أعمال حافل بالموضوعات التي تصب جميعها في مجال تنشيط وتفعيل العمل العربي المشترك، والذي لن تقوم له قائمة في غياب تضامن عربي حقيقي، وجدية في طرح وتناول قضايانا، وبالأسلوب العقلاني الذي يتفق مع إيماننا العميق بالله، ومع روحية العصر، ومتطلبات المرحلة الراهنة. ولفت رئيس مجلس الشورى في ختام كلمة الى أهمية العمل على تحقيق الأهداف والمبادئ النبيلة التي من أجلها تم إنشاء هذا الاتحاد، "وفي مقدمتها استصدار التشريعات التي تضمن حفظ الحقوق، وتأمين العدالة، والابتعاد عن الازدواجية." وكان المؤتمر السابع عشر للاتحاد البرلماني العربي افتتح أعماله أمس في العاصمة القطرية الدوحة تحت رعاية الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر وبحضور رؤساء الاتحادات العربية.