عندما بدأت شركات إنتاج أنظمة التشغيل والبرمجيات في العالم في بداية الثمانينيات الميلادية تقييد مستخدمي أنظمتها وبرامجها بشراء الرخص كشرط أساسي لاستخدام الأنظمة والبرامج، ظهرت بعض أنظمة التشغيل ذات المصادر المفتوحة (Open Source) كنظام لينيكس Linux، وهو نظام تشغيل حر مفتوح المصدر، وفي هذا النوع من الأنظمة تكون شفرة البرنامج متاحة لأغراض الاستخدام والتعديل والتطوير والتوزيع. وكان المبدأ والهدف الذي قامت عليه الأنظمة والبرمجيات مفتوحة المصدر، إعطاء المزيد من الحرية لمستخدمي ومطوري الأنظمة والبرامج المفتوحة لنشر واستخدام البرامج دون تكاليف باهظة، وعدم احتكار الأنظمة والبرامج. مميزات الأنظمة والبرمجيات مفتوحة المصدر كثيرة، منها إمكانية إنتاج أنظمة تشغيل وبرمجيات معدلة ومطورة من البرنامج الأصلي، وكذلك إمكانية توزيعها باستخدام الترخيص الأصلي للبرمجيات مفتوحة المصدر، وأيضاً تخفيف التكاليف الباهظة للأنظمة والبرمجيات مغلقة المصدر، وعدم تقييد مجالات استخدام البرنامج، وفوائد أخرى لا يتسع المجال هنا لذكرها. وقد يأخذ عليها البعض ضعف الدعم الفني، وأنه ليس في مستوى وجودة الأنظمة والبرمجيات مغلقة المصدر. اعتقد أن خيار التوجه نحو المصادر المفتوحة خيار استراتيجي للقطاعات الحكومية والخاصة، خصوصاً في ظل ارتفاع أسعار رخص برامج الحاسب الآلي. وفي بعد آخر لهذا التوجه فإن له جانبا اقتصاديا من حيث تقليل التكاليف الباهظة لأسعار الرخص. وكذلك فرصة لتطوير مهارات وقدرات المبرمجين، والإسهام في نشر برمجيات مفتوحة المصدر يستفيد منها مؤسسات القطاعين العام والخاص والأفراد على حد سواء.