** أشعر بخجل كبير.. وأنا أحاول أن أوفق بين ما تشهده المنطقة هذه الأيام من تحولات كبيرة تنشر عنها وسائل الإعلام الأخرى وبين بعض (الجدليات) العقيمة التي تدور في مجتمعنا حتى الآن .. وتعكسها وسائل إعلامنا.. وتجسد بها (تفاهة) بعض فئات المجتمع.. وانفصالها عن هذا الواقع (المخيف) الذي يحيط بنا..ويفرض علينا أن نفكر بصورة مختلفة.. ونعمل بشكل مغاير.. ونتحرك بسرعة فائقة.. ونوقف – على الفور – تلك الجدليات العقيمة.. حتى لا يدركنا الزمن.. وتتخطانا الأحداث.. ** ولست هنا بحاجة إلى تفصيل تلك القضايا (الخلافية) أو التعريف بذلك الطرح (الساذج) أو التفكير (المتخلف) أو الصلاحيات (المختلطة).. أو التجاوزات غير المقبولة.. أو الاجتهادات المرفوضة.. ** لست بحاجة إلى ذلك.. لأن الأخطار الكبيرة التي تعصف بالمنطقة تؤكد على حقيقتين هامتين هما : - أولاً : أن المجتمعات المضطربة قد تأخرت كثيراً في تغيير أنماط حياتها.. وتفكيرها.. وسلوكياتها.. وبالتالي فإنها لم تحسب حساباً لعنصر الزمن وأهمية استغلاله بالصورة المثلى.. - ثانياً : أن تلك المجتمعات قد استغرقت في جدليات غير مفيدة.. جسدت حالة تغييب الوعي.. وانشغلت بأمور تافهة.. وسطحية.. ولم تدرك أنها تعطل بذلك حركة البلد.. بدل سعيها إلى تصحيح مساراتها الخاطئة.. ** وما أحرانا .. ونحن نعيش اللحظة.. بأن نحترم عقول الناس.. وأن نتوقف عن إثارة هذه القضايا.. أو الاستمرار في الخوض في تلك الجدليات.. وأن نوجه بدلاً من ذلك اهتمامنا إلى مساعدة وطننا على إصلاح كل ما يجب إصلاحه لمعالجة الأوضاع التي أدت وتؤدي إلى الاستغراق في أمور يجب أن تزول..وأن تنتهي.. ** وعلينا كوسائل إعلام.. وأصحاب رأي.. أن لا نسمح باستمرار هذه الحالة.. كما أن علينا أن نغلق آذاننا.. وعيوننا.. وعقولنا.. من مشاهدة هذه الجدليات السفسطائية.. بل وان نعمل على تصويب الأوضاع التي أدت إليها في الماضي.. حتى أصبحت وسائل إعلامنا.. جزءاً من تلك المفارقات غير المقبولة بعد أن بلغ المجتمع مستوى عالياً من الوعي والإدراك.. وبعد أن أخذت الدولة تدرك ذلك تماماً..وتتفاعل معه بدرجة أو بأخرى.. ** إن هذا النمط من السياسات الإعلامية المطلوب.. من شأنه أن يعين الدولة (أولاً) والمجتمع (ثانياً) على إعادة ترتيب أولوياتنا من جديد ومعالجة الكثير من الأوضاع التي تحتاج إلى معالجة.. أو تصحيح أو تغيير.. ** فنحن في بلد أنعم الله عليه بالكثير .. وعلينا أن نسعى إلى الحفاظ عليه.. ونعزز مكانته.. وزيادة فرص الاستقرار والأمان التي هو فيها.. والنماء الذي يحياه ويتطلع إلى المزيد منه.. والوئام والمحبة.. والتلاحم والتراحم التي يتميز بها.. ويحتاج إلى تدارك ما يؤثر عليها أو يضعف من مقوماتها لا سمح الله.. ** ولكي يحدث هذا.. فإن علينا أن نُعيد صياغة أنماط التفكير.. والتخطيط.. والتنظيم.. والتنفيذ لدينا بحيث نتمكن من تعزيز مسيرتنا.. ** لكن ذلك يتطلب مستوى أعلى من النضج الفكري.. يمكننا من العمل بهدوء.. ولا يجذبنا بعيداً عن الأولويات المطلقة.. أو يجعلنا نستغرق في الجدليات التي لا يجب ان نسمح لها بالاستمرار بعد اليوم حتى لا تظل مادة مشوقة للنشر.. وأسلوباً مألوفاً للتخاطب بين بعضنا البعض.. ** ذلك أن لدينا مسائل أخرى.. على درجة قصوى من الأهمية وان الوقت يدركنا – كما قال خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله في حديثه الأخير لصحيفة السياسة الكويتية.. وبالتالي فإنه يجب علينا جميعاً أن نتضامن.. ونفكر ..ونخطط.. وأن نعمل معاً على ترتيب تلك الأولويات.. ورسم مسارات حياتنا الجديدة بكل هدوء.. بعيداً عن (الطرح) المتوتر أو (الجدل) السخيف الذي يعطل نمونا الطبيعي.. ويؤخر بلدنا كثيراً.. فالوقت وقت عمل.. ووقت بناء.. وقبل هذا وذاك هو وقت مواجهة صادقة.. وأمينة.. مع النفس.. وليس وقت (مماحكات) و (فلسفات) لا تقدم إن هي لم تؤخر.. ** حفظ الله بلادنا.. وحماها.. ومكنها من مواصلة جهودها وجهادها في سبيل تعزيز الأمن والاستقرار والمنعة والازدهار الذي نحياه ونتطلع إلى المزيد منه. *** ضمير مستتر: **[ هناك فارق كبير بين أن تتمنى المزيد من الخير والصلاح والإصلاح.. وبين أن تسعى إلى التشويش عليه.. وتعطيل مسيرته ]