قد تحدث أمراض شديدة عند تعرض الإنسان للمجموعة المعروفة بالمعادن الثقيلة، وتستخدم هذه العناصر في العديد من التطبيقات الصناعية وغالبية حالات التسمم عند الانسان تنجم عن التعرض في العمل أو البيت أو استهلاك الأطعمة الملوثة أو الماء الملوث أو خلال الإجراءات الطبية. تميل المعادن الثقيلة إلى تسبب تسمم عام من خلال الإصابة الواسعة للوظائف الحيوية لأعضاء الجسم المختلفة ، فبعد تناولها قد يحدث تسمم المعدة، الامعاء ،الكلي ، الدم ، و الجهاز العصبي. قد يسبب استنشاق الأبخرة أو الدخان التهاب رئة حادا وقد يسبب تعرض الجلد للعديد من الاضطرابات الجلدية. إن المظاهر الكثيرة المتغيرة للتسمم بالمعادن الثقيلة يمكن إغفال تشخيصها بسهولة مالم تكن هناك قصة تعرض مشتبهة. يعتبر التعرض للزرنيخ والزئبق والرصاص أشيع المعادن الثقيلة التي يحدث التسمم بها. الزرنيخ: يمكن للزرنيخ أن يتواجد بالأشكال التالية: زرنيخ عنصري، غاز الزرنيخ، أملاح اللاعضوية، ومركبات الزرنيخ العضوية. وقد يتسمم الأطفال بعد تعرضهم للزرنيخ اللاعضوي الموجود في المبيدات الحشرية، المبيدات العشبية، الأصبغة، وبعض المستحضرات العشبية الصينية، والهندية، والجنوب شرق آسيوية، وقد تلوث المواد الموجودة في التراب مياه الآبار الارتوازية، وقد يحدث التعرض المهني في المصانع مثل مصانع الزجاج والبطاريات والقطع الإلكترونية ، كما يحدث التعرض لدى عمال المناجم، عمال الصهر وعمال إعادة التكرير والتنقية. قد توجد مركبات الزرنيخ العضوية في الأطعمة البحرية، والمبيدات، وبخلاف الزئبق فإن الأشكال العضوية من الزرنيخ الموجودة في الأطعمة البحرية تكون غير سامة. الزرنيخ العنصري لايذوب في الماء وسوائل الجسم لذلك فإن امتصاصه يبقى ضئيلا وبذلك يكون غير سام، أما غاز الزرنيخ فهو يمتص بسرعة عبر الرئتين وتمتص أملاح الزرنيخ اللاعضوية جيداً عبر المعدة والامعاء والرئتين. وتمتص المركبات الزرنيخية العضوية جيدا عبر الجهاز الهضمي، بعد التعرض الحاد ينتشر الزرنيخ بسرعة في كافة الأنسجة ويطرح بشكل رئيسي عبر الكليتين حيث يطرح منه 95% في البول و5% في الصفراء ويتم التخلص من معظم الزرنيخ خلال الأيام الاولى القليلة، في حين يطرح الجزء الباقي ببطء على مدى عدة أسابيع. الأعراض والمعالجة غاز الزرنيخ لا لون له ولا رائحة ، وهو الشكل الأكثر سمية للزرنيخ، لا يسبب استنشاق هذا الغاز أيه أعراض فورية لكن بعد فترة كمون 2 – 24 ساعة يحدث انحلال دموي شديد مترافقا مع الكسل والصداع والضعف وصعوبة التنفس والغثيان والإقياء وألم البطن وتضخم الكبد وشحوب ويرقان وقصور في عمل الكلى . يحدث التسمم في الجهاز الهضمي خلال دقائق إلى ساعات في التناول الحاد لأملاح الزرنيخ اللاعضوية متظاهرة بالغثيان والإقياء وألم البطن والإسهال، وقد يسبب التهاب المعدة والأمعاء مع النزيف والمترافق مع فقد سوائل شديدة الى حالة اغماء. تتضمن مظاهر تسمم القلب تسارع ضربات القلب ، اعتلال عضلة القلب واحتقانها كما تتضمن مظاهر التسمم الجهاز العصبي الحادة الهذيان والتشنجات واعتلال الدماغ وقد يحدث اعتلال الأعصاب الحسية و الحركية متأخرا بعد التعرض الحاد بأيام إلى أسابيع وفي معظم الحالات الشديدة يحدث شلل مع قصور وصعوبة في التنفس . تتضمن التأثيرات الأخرى الحمى والتهاب الكبد، والقصور الكلوي، وفقر الدم ونقص شامل في عناصر الدم كما تظهر خطوط بيضاء معترضة في الأظافر تعرف بخطوط بعد التعرض بحوالي 1 – 2 شهر في نسبة ضئيلة من المرضى، قد يتظاهر التسمم المزمن بالتعب والصداع، واعتلال الدماغ المزمن ونقص كريات الدم البيضاء وفقر الدم وسعال مزمن والتهاب معدة وأمعاء . تستغرق التغيرات الجلدية كتلون الجلد عدة سنوات كي تظهر بعد التعرض .تتم المعالجة الداعمة للمريض حسب الاعراض التي يشكو منها المصاب وقد يستدعي الوضع استعمال بعض المركبات لازالة تلك السموم من الجسم مثل مركب BAL او مركب PCN حيث تفيد في تحرير الجسم من المستويات المتراكمة لبعض المعادن الثقيلة في الجسم يجب حماية الأطفال من روائح المبيدات