أعلنت الأكاديمية الأمريكية قبل أيام قائمة ترشيحاتها لأوسكار 2011 والتي سيتم توزيعها في ليلة 27 فبراير المقبل, وكان من بين المرشحين فيلمٌ عربي وحيد عنوانه (الخارجون عن القانون-Outside the Law) للمخرج الجزائري رشيد بوشارب والذي رشح في فئة أفضل فيلم أجنبي متنافساً مع أربعة أفلام أخرى هي: الفيلم المكسيكي Beautiful, الفيلم الدنماركي Civilization, الفيلم اليوناني Dogtooth والفيلم الكندي Incendies. وكان الفيلم الجزائري قد أثار جدلاً كبيراً عند عرضه في مهرجان كان السينمائي في مايو الماضي حيث قوبل باحتجاج كبير من التيارات اليمينية المتطرفة في فرنسا والتي رأت في الفيلم إساءة بالغة للتاريخ الفرنسي واتهمت مخرجه بوشارب برسم صورة مشوهة للعلاقة التي كانت تربط فرنسا بمستعمراتها ومنها المستعمرة الجزائرية, حيث ترى هذه التيارات بأن فرنسا ليست بتلك البشاعة التي تظهر في سينما رشيد بوشارب, وقد قابل المخرج الجزائري هذه الاحتجاجات بقوله إن السينما ينبغي لها أن تناقش كل الأفكار وبأن ما يقدمه في أفلامه قصص "متخيّلة" مستمدة من وقائع معروفة. ومن هذه الوقائع مجزرة سطيف الشهيرة التي قتل فيها نحو 45 ألف جزائري برصاص قوات الاحتلال الفرنسي عام 1945 في مجزرة رهيبة كانت هي الشرارة التي أشعلت الثورة الجزائرية المسلحة والتي انتهت باستقلال الجزائر عام 1962. لذلك اعتبرت هذه المجزرة مسألة إشكالية عند الفرنسيين لا يريدون التفكير فيها لأنها تخدش الصورة المثالية لفرنسا في أذهانهم, وهذا سبب غضبهم من المخرج رشيد بوشارب الذي صوّر هذه المجزرة تحديداً في بداية فيلمه الجديد منطلقاً منها ليروي حكاية ثلاثة أشقاء جزائريين تأثرت حياتهم بهذا الحدث المرعب فتفرقوا حيث هاجر أحدهم مع والدته إلى فرنسا والتحق الآخر بكتائب الجيش الفرنسي المتواجدة في فيتنام بينما بقي الثالث في سجون المستعمر في بلاده الجزائر.. لكن الثلاثة يلتقون مجدداً في فرنسا ليُنشئوا فرعاً فاعلاً للثورة الجزائرية في داخل فرنسا ويطاردهم بقسوة مرعبة كولونيل فرنسي مكلف من قبل الحكومة بتكوين فرقة عسكرية باسم "اليد الحمراء" مهمتها الرئيسية استئصال كل جزائري ينتمي لحركات التحرر الوطني. هذا ويعتبر الفيلم ثالث أفلام المخرج رشيد بوشارب التي تترشح لجائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي بعد فيلميه السابقين Dust of Life عام 1995 وَDays of Glory عام 2006. وبالنسبة للمخرج المولود عام 1959 في باريس والذي قدم سبعة أفلام طويلة فقط خلال مسيرته السينمائية, فإن الترشح لأهم جائزة سينمائية للمرة الثالثة يعتبر إنجازاً مهماً.. لكن الإنجاز الأكبر هو عندما تكون "الثالثة ثابتة" ويصبح أول عربي يحصل على الأوسكار.