المبنى التعليمي ركيزة حتمية والتعليم لبنة أساسية من لبنات الحياة ولولاه لبقيت النفس البشرية في ظلمة الجهل والضعف المعرفي .. وعلى الرغم من وجود طفرة كمية ونوعية في التعليم ووسائله وبيئته في هذا العهد الزاهر إلا أن الماضي برغم قلة إمكانياته إلا أن هناك صوراً مشرفة قام بها أبناء المنطقة لتلقي العلم في العقود الماضية .. وحول هذا الموضوع كان حوارنا مع العم حسن علي أبوطالب عريبي أحد طلاب الشيخ القرعاوي لنستعيد معه الذكريات عن التعليم في منطقة جازان قديماً كيف كان وماهي الوسائل التعليمية التي كانت تستخدم أنذاك حيث قال : كنا في الماضي نعيش فترة من الجهل والضياع الى أن جاء الشيخ عبدالله القرعاوي الذي وصل الي صامطة قبل مايقارب أربعة وسبعين عاماً عام 1358ه وقام بناء أول مدرسة في الجنوب وهي المدرسة السلفية في منزل الشيخ ناصر خلوفة احد أعيان مدينة صامطة في ذلك الوقت ووفد اليها عدد كبير من الطلاب من مدينة صامطة والقرى التابعة وتتلمذ على يده عدد كبير من أبناء المنطقة فأصبح عدد منهم يشار اليه بالبنان في العلوم الشرعية وعلوم اللغة العربية وذاع صيتهم، ومن هؤلاء العالم النابغة الشيخ حافظ بن أحمد الحكمي وكان من مآثر الشيخ الداعية عبدالله محمد القرعاوي انتشار المدارس في القرى والمدن وهجر المنطقة فكان له الفضل بعد الله في تبصير الناس بأمور دينهم ودنياهم وقد أمدته حكومتنا الرشيدة بالمال وبكل ما يحتاجه التعليم ونشر الدعوة الى الله رحمة الله عليه رحمة واسعة. وكانت المدرسة السلفية بصامطة هي النواة الرئيسية لانتشار التعليم في صامطة والمنطقة على وجه العموم حيث انتشرت المدارس بعد ذلك في صامطة انتشارا كبيرا وزاد عدد الطلاب حيث تم افتتاح اول مدرسة ابتدائية في صامطة عام 1372ه وأول مدرسة متوسطة في 1388ه وأول مدرسة ثانوية في عام 1398ه وتطور التعليم في المدينة حتى أصبحت تضم عددا من المدارس الابتدائية والمتوسطة والثانوية للبنين والبنات وكذلك كلية متوسطة للبنات ومندوبية لتعليم البنات ومركزي اشراف للبنين والبنات. ويقول العم حسن ولو جئنا لما كنا عليه في الماضي وما هو موجود اليوم في ظل ما أولته حكومة المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه وأبناؤه من بعده الى عهد مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله لنجد ذلك التطور الملموس في طرق التعليم ووسائله والبيئة التعليمية وما شملتها المباني المدرسية الحكومية من تجهيزات وتصاميم هندسية تسهم بشكل كبير في توفير بيئة تعليمية مناسبة تنعكس بشكل إيجابي على الطلاب . التعليم قديماً إمكانيات متواضعة ويضيف العم العريبي حيث كنا في الماضي ندرس في كتاتيب على هيئة ( سهوة) وهي أشبه ببناء مربع وأحياناً دائري مصنوعة من جذوع الأشجار وأغصانها وعيدان القصب يتخللها المطر وأشعة الشمس والأتربة ومع ذلك كنا نتلقى فيها التعليم للحروف الأبجدية وصغار السور من القرآن الكريم والحساب بعد أن كنا نتلقى التعليم في العراء ومع تطور الوقت تم بناء فصول دراسية مبنية من الطين أكثر أماناً من أشعة الشمس وزخات المطر .. بأدوات بسيطة كنا نصنعها من البيئة المحيط بنا فلم يكن لدينا دفاتر وكتب تعليمية كما هو اليوم التي توفرها وزارة التربية لأبنائنا الطلاب .. فقد كنا نكتب بأقلام الخوص والمداد من ( السبأ ) وهي المادة السوداء التي يخلفها الفتيل المشتعل في السراج ويضاف له الماء . أو نكتب بقطع الفحم على ألواح خشبية صغيرة نمسحها بالطين . وقال العم حسن العريبي لم تكن هناك المباني المدرسية الحكومية الحديثة او حتى المستأجرة بل كانت تعمل تلك الفصول بالتكاتف والتعاون من قبل الأهالي وعلى نفقاتهم الخاصة فمنهم من يتبرع بالمكان ( الأرض ) ومنهم من يقوم بجلب مواد البناء من طين وجذوع وأغصان الأشجار وعيدان القصب ومنهم من يتشاركون في البناء وهكذا حتى يتم البناء أو يتبرع أحد أبناء القرية ممن أنعم الله عليهم بتخصيص جزء من داره كالمدرسة السلفية التي أسسها الشيخ عبدالله القرعاوي في منزل الشيخ ناصر خلوفة احد أعيان مدينة صامطة بعد وصوله وتعلم الكثير فيها علوم الدين والسنة وتخرج منها علماء أفذاذ تفخر بهم المنطقة منهم من هم على قيد الحياة ومنهم من انتقلوا الى رحمة الله بعد أن شغلوا مناصب مرموقة على مستوى المملكه . المدارس القديمة كانت تبنى من القش وأغصان الشجر مضيفاً انه وفي السنوات الماضية وبدخول البناء المسلح قامت الدولة أيدها الله بدعم الحركة التعليمية في المنطقة وذلك بتوسيع دائرة المباني التعليمية وتهيئة الجو المناسب باستئجار المباني الشعبية المبنية بالأسمنت لتكون مدارس رسمية تخضع لإشراف الدولة من خلال تخصيص وزارة للتعليم عرفت في تلك الفترة بمديرية المعارف ثم عدلت لتكون وزارة المعارف التي عين الملك فهد بن عبدالعزيز كأول وزير للمعارف ووصولاً الى هذا العهد الميمون خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي انتشرت فيه المباني الحكومية للمجمعات المدرسية في كافة مناطق ومحافظات ومراكز وقرى وهجر المملكة بشكل كبير في ظل المتابعة الدائمة التي توليها الدولة أيدها الله ممثلة في وزارة التربية والتعليم من خلال إنشاء المباني المدرسية الحديثة لجميع المراحل الدراسية والسعي الحثيث للاستغناء في السنوات القادمة بمشيئة الله عن المباني المستأجرة وإحلال المباني الحكومية مكانها . لما تتمتع به هذه المباني من توفير كافة الإمكانات التعليمية والوسائل الحديثة والمرافق التي تخدم الطالب وتسهم في بناء مستقبله التعليمي .